رواية الغريبة نهله وحازم الفصل العاشر 10

رواية الغريبة

الفصل العاشر:

انتهت نهله من حمامها و نزلت لتتناول الغداء مع اقاربها* كان حازم و فارس و ندى على طاولة الغداء فى انتظارها.

نهله: اسفه.. شكلى اتأخرت عليكم.

ندى: لا يا حبيبتى احنا لسه قاعدين دلوقتى.

فارس ( بتريقه ) : امال البرنسيسه فين؟

نهله: مين البرنسيسه؟

حازم: يقصد نغم.

نهله: ههههههههههه اه* و الله مخدتش بالى انها مش موجوده.

فارس: ههههههههههههههه لا ما هى مش مؤثره.

نظر لهما حازم بعتاب.

فارس: يا عاقل يا حونين.

ضحكت نهله و نظر له حازم بغيظ.

ندى: خلاص بقى البنت مش موجوده ملوش لازمه الكلام دا. ياللا ناكل هى عند الكوافير من الصبح خرجت بعد الفطار و بعد كدا هتعمل شوبينج و هتتأخر.

نظر كلا من فارس و نهله لبعضهما و انفجرا فى الضحك* فضحك كلا من ندى و حازم عليهما فالكل يعرف ان اهتمام نغم الوحيد بلبسها و مظهرها و لا يشغلها غيرهما و ان فارس محق فى تعليقاته عليها و لكن لا يريدوا ان يزيدوا الموقف حده بين نغم و فارس* فهو صريح دائما و رأيه فيها واضح.

انتهوا من تناول الغداء و جلسوا جميعا يشاهدون مسرحية كوميديه و يعلقون عليها و يضحكون. شعرت نهله ان الجليد ذاب بينها و بينهم و بدات تشعر براحه.

بعد الانتهاء من مشاهدة المسرحيه طلب منها حازم ان يتوجها لغرفة المكتب ليطلعها على أمور العمل.

جلسا سويا و اخذ يشرح لها طبيعة العمل بشكل عام ثم عرض عليها الصفقات التى يقوم بها من اجل الشركه و شرح لها ان هذا سيكون دورهما معا فى الفتره القادمه بالإضافه لإدارته للشركه. فهى من سيقرر و يحدد الاتفاقيات و الصفقات المناسبه و لكن الاجتماعات الخاصه بالتعاقد و الاتفاق النهائى سيكون طرف فيها. خاض بالتفصيل فى صفقة واحده و اتفقا على ان كل يوم سيناقشا صفقة واحدة بالتفصيل حتى تتمكن من الألمام بكل شئ.

نهله: كدا كل حاجه وضحت بس خايفه انى مقدرش انجح فى الشغل.

حازم: متخافيش انا هساعدك و هبقى جنبك فى كل حاجه خصوصا فى البدايه.

نهله: ان شاء الله. طيب عاوز حاجه تانى منى.

حازم: لا خلاص كدا كفايه النهارده.

و خرجا من المكتب ليجدا نغم قد عادت من الخارج و غيرت من تسريحة شعرها و معها الكثير من الشنط التى تحوى العديد من الثياب و الاكسسوارات و تريها لندى. اقتربا منهما.

حازم: حمدا لله على السلامه.

اقتربت نغم من حازم و قبلته من خده قائلة: الله يسلمك.

استغربت نهله كثيرا من تصرف نغم و بدا ذلك واضحا عليها لدرجة جعلت حازم يشعر بالإحراج.

عادت نغم لتكمل عرض ثيابها. نزل فارس من غرفته و توجه اليهم.

فارس: ايه دا احنا فتحنا معرض فى الفيلا.

نغم: ظريف اوى حضرتك.

فارس: دى حقيقه فعلا كل الناس بتقولى كدا.

لاحظت نهله ان طريقة نغم مع فارس تختلف تماما عن طريقتها مع حازم و لم تعرف لماذا شغل هذا الموضوع حيزا كبيرا من تفكيرها و شعرت ببعض الضيق بسببه.

نهله: عن اذنكم انا طالعه أوضتى.

نغم ( بتريقه ): اه اتفضلى.. انا عارفه ان حاجات البنات متهمكيش.. ممكن تبقى تنزلى تعملى شوبينج مع فارس ههههههههههههههه.

شعرت نهله بضيق لدرجة ان وجهها اصبح احمر اللون و لأول مره تشعر انها لا تعرف كيف ترد على شخص. تمنت لو تستطيع رد الاهانه لها.

فارس: تصدقى فعلا عندك حق و دى فكره كويسه اوى.. نهله مشوارنا بتاع بكره هنأجله لبعد بكره* عشان بكره هننزل نعمل شوبينج سوا.

نظرت نهله له و الحزن يبدو على وجهها فإبتسم لها ان تطمأن فردت له الابتسامه. و تركتهم لتصعد لغرفتها.

ما ان صعدت حتى نظر الجميع لنغم بغيظ.

نغم: ايه بتبصولى كدا ليه؟

حازم: لإنك سخيفه اوى و زودتيها.

نغم: حازم انت هتتعدى من فارس و لا ايه؟

حازم: بصراحه اللى بيعمله معاكى فارس قليل.. انتى زودتيها اوى.. دى مش طريقه تتعاملى بيها معاها.. نهله تبقى بنت عمنا و شافت كتير و اتعذبت كتير و رغم كدا هى بنت قويه و مخها و قلبها اكبر من ناس كتير و من هنا و رايح اللى هيضايقها هيبقى كأنه بيضايقنى انا و لازم تعرفوا انها مسئوليتى انا و ان جدو موصينى عليها قبل ما يموت.

تركهم و خرج للحديقه و خرج فارس خلفه* ثم قامت ندى و تركتها لتصعد إلى الأعلى.

نغم: مش هتستنى اوريكى بقيت الحاجه اللى جبتها.

نظرت لها ندى بغيظ و لم ترد عليها و تركتها و صعدت لأعلى.

كانت نهله تحتضن قطتها و تبكى بحرقه و تحدثها.

نهله: شوفتى البت التنحه دى كسفتنى ازاى قدام الكل. مش حاسه بحاجه سهل عندها تجرح الناس* متعرفش انى لازم البس حاجه مريحه فى شغلى و انى مقدرش اجيب لبس للشغل و لبس لبعد الظهر و لبس للخروج و لبس للسهرات* اللى زيها ميعرفش يعنى ايه الواحد لازم يشيل قرش لبكره. احنا الحمد لله عايشين فى مستوى كويس لكن مينفعش نفضل نصرف اللى ورانا و اللى قدامنا على الهدوم و احنا مش ضامنين بكره* مش ضامنين سنه المحصول يطلع فيه مشكله و لا التجار ميدفعوش اللى عليهم* متعرفش دى يعنى ايه مصاريف بيت و ام لازم تجيب ادوية ضغط و سكر جالها من اللى شافته منهم. اى وقت بتحتاج فلوس بتلاقيها تحت ايدها ففاكره ان انا كدا بمزاجى* ما انا نفسى زى اى بنت البس و اتشيك بس الاهم عندى شغلى و ان يبقى عندى لبس مناسب لشغلى.

كانت تبكى بحرقه عندما سمعت دقات على باب غرفتها. مسحت دموعها بسرعه.

نهله: اتفضل.

دخلت ندى و اقتربت منها و جلست على حافة السرير الذى تجلس عليه نهله تحتضن قطتها. لاحظت اثار الدموع فى عيون نهله و خصوصا انها نسيت ان تلبس النظاره فكانت تبدو رقيقة و بريئة مثل طفلة صغيرة باكيه. لم ترد ان تحرجها و تشعرها بأنها فهمت انها كانت تبكى.

ندى ( بإبتسامه رقيقه ) : كنتى بتعملى ايه؟

نهله: بتكلم مع بيتسى.

ندى: كنتى بتقوليلها سر.

صمتت نهله.

ندى: انا عارفه انك اكيد اتضايقتى من كلام نهله بس هى كدا على طول و طريقتها مع الكل كدا بس احنا اتعودنا عليها.

نهله: ما عدا حازم.

ندى: اشمعنى يعنى؟

نهله: معرفش بس حسيت انهم قريبين من بعض.

ندى: ايه اللى حسسك بكدا.

نهله ( بخجل ): يعنى اول ما خرجنا انا و هو من المكتب و هى شافته جريت عليه و …….

ندى: ههههههههههه قصدك يعنى عشان باسته من خده و هى بتسلم عليه.

هزت نهله رأسها موافقة.

ندى: بصى انا مش هكدب عليكى. انا ملاحظه ان من ساعة ما جت من السفر و هى بتحاول تقرب لحازم شويه و تحسسه انها معجبه بيه. و بعدين هى متربيه بره و عندها عادى انها تسلم على واحد و تبوسه.

نهله: و هو؟

ندى: لا طبعا استحاله حازم يفكر فى واحده هايفه زى نغم. بس حازم ذوق مع الكل و بيحاول انه ينفذ وصية جدو و ان كلنا نعيش مع بعض مبسوطين* بس رغم كدا سمعها كلمتين عشان اللى عملته معاكى النهارده* و قالها ان اللى يزعل نهله هيبقى بيزعلنى انا.

شعرت نهله بسعاده كبيره بعد ما سمعته من ندى.

نهله: بجد؟

ندى: اه و الله.. انا قولتلك حازم طيب اوى و كويس بس انتى حاولى تفهميه كويس.

ابتسمت لها نهله.

ندى: لو بتحبينى مش عاوزاكى تبقى زعلانه و انسى اللى حصل كله.

نهله ( مبتسمه ) : حاضر.

احتضنتها ندى بحنان ثم قبلتها و تركتها و خرجت.

كان حازم و فارس يتحدثان سويا فى الحديقه.

فارس: شوفت الغبيه عملت ايه مع نهله.

حازم ( و هو مازال غاضبا ): شوفت.

فارس: انا مش عارف بتستحملها ازاى و بتعرف تتعامل معاها.

حازم: لأن لازم نستحمل بعض عشان نقدر نعيش مع بعض و نتعامل مع بعض فى الشغل كمان.

فارس: جدو كان عنده حق انه يمسكك الأداره انت اللى تقدر تتعامل مع الكل و تقدر تتحكم فى ردود أفعالك.

حازم: بس دا جاى على اعصابى فوق ما تتخيل. انت عارف النهارده كان نفسى الطش نغم بالألم على وشها لولا انى متربى و مينفعش امد ايدي على بنت كنت عملتها.

فارس: ههههههههههههههههههه انا مش متربى و اعملها.

حازم: ههههههههههههههههه ما انا عارف* سيبك من الكلام دا دلوقتى و عاوز اسألك هتعمل ايه مع نهله بكره* فعلا هتروح معاها بكره.

فارس: بص يا كبير اللى هيحصل بكره دا هيبقى مفاجأه ليكم كلكم لإنى هخلى نغم تندم. نهله من وجهة نظرى احلى من نغم بكتير* ملامحها شرقيه جميله و رقيقه لكن نغم شبه الاوروبيات و فى منها كتير و دلوقتى اى بنت تصبغ شعرها و تحط لينسز خضراء ممكن تبقى نسخه منها لكن نهله ملامحها و برائتها نادره و جمالها الشرقى و بشرتها الخمريه مش عند كتير. بكره هخليكم كلكم تشوفوا دا.

حازم: يعنى الموضوع بجد مكنتش بس بتغيظ نغم.

فارس: بجد طبعا.

حازم: خلاص دووس و ميهمكش و اى مصاريف هتحتاجوها انا هديهالك.

فارس: تمام يا شقيق صعت انت و بقيت تقول دووس و الكلام بتاع الشباب البايظ اللى زيى كل دا عشان قعدت من الشغل يومين مقضيهم معايا. هنشوف هتبقى ازاى على اخر الاسبوع.

حازم: هههههههههههههه ربنا يستر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top