الفصل السادس عشر:
استيقظت نهله فى السابعه و جهزت نفسها سريعا. لبست طقم رسمى انيق و سرحت شعرها الذى تركته منسدلا على ظهرها و وضعت ميك أب خفيف مناسب للصباح* كانت فى الثامنة الإ ربع بالاسفل مع الجميع يتناولون الفطور.
ندى: نهله هتيجى معايا فى العربيه؟
نهله: حازم كان متفق معايا انه هياخدنى معاه. حازم ممكن اروح مع ندى و لا انت عاوز تكلمنى عن الشغل فى الطريق؟
حازم: براحتك. اعملى اللى يريحك.
ندى: تعالى معايا عاوزه اتكلم معاكى شويه.
نهله: اوكى.
تحرك الجميع* و دار حوار بين ندى و نهله فى السياره.
ندى: نهله كنت عاوزه اتكلم معاكى فى حاجه.
نهله: قولى يا ندى. انتى هتستأذنى.
ندى: بس اللى هكلمك فيه يفضل بينى و بينك متحكيهوش لحد خالص و لا حد.
نهله: اكيد طبعا.
ندى: الموضوع بخصوص ادهم.
ابتسمت نهله فهى تشعر بما يدور بين ابنة عمتها و ادهم.
نهله: ماله ادهم؟
ندى: قالى انه بيحبنى.
نهله: و انتى؟
ندى: انا كمان مشدوداله اوى بس خايفه؟
نهله: خايفه من ايه؟
ندى: مش عاوزه اتسرع.
نهله: بصى انا كل اللى اقدر اقولهولك ان ادهم مش انسان لعبى او من النوع اللى ممكن يضحك على بنت. استحاله يقولك كلمة بحبك الا اذا كان حاسسها بجد و طالما ان انتى كمان مشدوداله فأيه المانع؟
ندى: انتى شايفه كدا؟
نهله: اه.. شايفه كدا.. بس مفيش مانع برضو من انك تعذبيه شويه و تخليه يجرى وراكى ههههههههههههه
ندى: هههههههههههههه انتى مفتريه.
نهله: ههههههههههههههههههههه
وصلا إلى الشركه و وجدا حازم فى انتظارهما.
ندى: نهوله انا هروح بقى على مكتبى دلوقتى و انتى معاكى حازم.
نهله: اوكى حبيبتى.
حازم: تعالى يا نهله اوريكى مكتبك.
اخذها إلى مكتبها و وقف عند الباب معها.
حازم: نهله دا مكتبك و دى انسه نهى السكرتيره بتاعتك.
نهى: اهلا استاذه نهله.
نهله: اهلا بيكى نهى.
حازم: ادخلى مكتبك شوفيه و شوفى لو ناقصك فيه اى حاجه و انا هروح مكتبى هخلص حاجه مستعجله و ربع ساعه و هجيلك افهمك هنعمل ايه.
نهله: اوكى.
تركها حازم و ذهب إلى مكتبه. دخلت نهله مكتبها كان مكتب رائع لم تتوقع ان يكون لها مثله فى يوم من الايام. قبل ان تجلس على مكتبها فوجئت بباقة ورد كبيره كانت تجمع بين ورد بلدى أحمر. كان رائع الشكل اقتربت من الورد تتفحصها بفرحه و تستنشق عبيرها فلاحظت وجود كارت معه. وجدت على الكارت هذه الكلمات: ” بدايه موفقه ان شاء الله و يا رب كل ما تشوفى الورد تفتكرينى.. أحمد المحلاوي “
استغربت نهله و اندهشت كثيرا ان هذا الورد من احمد ابن تاجر القماش الذى قابلته مع حازم.
تركت الكارت بجانب باقة الورد و ذهبت لتجلس على مكتبها. بعد قليل دخل حازم.
حازم: ها ايه الاخبار.. عجبك المكتب؟
نهله: اه عجبنى اوى.
حازم: طيب كويس.. افهمك بقى هنبتدى الشغل ازاى و ايه مسئولياتك.
نهله: اوكى.
شرح لها حازم كل شئ و هم بأن يغادر ثم استوقفته باقة الورد الجميله.
حازم: ايه الورد الجميل دا!
اقترب من الورد ليراه فلفت نظره الكارت الذى بجانبه فقرأه و غضب غضب كبير.
حازم: الحيوان.. ايه اللى هو كاتبه دا.
نهله: ايه اللى منرفزك دا بيتمنالى بدايه موفقه انت ناسى انك قولت قدامه انى هبدأ شغل فى الشركه النهارده.
حازم ( بتريقه ): بدايه موفقه! دا بيستهبل. و عاوزك تفتكريه كل ما تبصى للورد. طيب اهه الورد.
و اخذ الورد و رماه بغضب فى سلة المهملات. و خرج مندفعا من المكتب.
تفاجأت نهله بتصرفه و شعرت بسعاده لتصرفه هذا. و لكن لم تظهر سعادتها تلك.
دخل حازم إلى مكتبه منفعلا و مسك الهاتف و طلب من السكرتيره ان تطلب له احمد المحلاوى. نفذت السكرتيره طلبه و حولت له المكالمه.
حازم: الو.
احمد: اهلا استاذ حازم.
حازم: بلا اهلا بلا بتاع. انت ازاى تسمح لنفسك تعمل اللى عملته؟
احمد: و ايه اللى انا عملته؟
حازم: نهله مش مجرد موظفه فى الشركه* انا فهمتك انها بنت عمى و مش مجرد واحده ممكن تحاول تتصرف معاه بطريقه مش كويسه.
احمد: انا مأسأتش لانسه نهله بأى طريقه.
حازم: و الورد اللى بعته و الكارت اللى معاه.
احمد: و ايه المشكله انا مقصدتش حاجه.
حازم: انا بقى عندى مشكله. استاذ احمد لو مهتم ان الصفقه بتاعتنا تستمر تعاملك من هنا و رايح هيبقى معايا انا مش مع نهله خالص. و يا ريت مسمعش انك حاولت تتعامل معاها تانى لا من قريب و لا من بعيد* فكر و رد عليا. سلام.
احمد ( بغيظ ) : سلام.
لم ترى نهله حازم ثانية فى الشركه و لكن فارس مر عليها ليعودا للمنزل سويا. و فى السياره بدأ حوار بينهما.
فارس: ايه الاخبار. كل حاجه مشية تمام؟
نهله: اه.. كله تمام.
فارس: صحيح.. ندى عيد ميلادها الخميس الجاى و ناويين نعملها سيربرايز و نعملها حفله* هى هتكون بيننا و بين بعض بس هنهيص و كدا.
نهله ( بفرحه ): طيب كويس. انا ممكن اعمل ايه؟
فارس: و لا حاجه انا هجهز كل حاجه انا بس بعرفك و هعرف حازم و نغم.
نهله: طيب كويس انا كنت ناويه اسافر لماما الخميس من بره بره بعد مخلص الشغل بس خلاص كدا ممكن اسافر الجمعه و اجى السبت بليل.
فارس: قشطه.. كدا فل اوى.
مر الاسبوع بنفس النمط و كانت نهله تجمع بين شغلها و بين عملها فى حديقة المنزل و بين مشروعها مع فارس.
لكن قبل نهاية الاسبوع يوم الأربعاء تلقت نهله زياره غريبه. دخلت السكرتيره إلى مكتبها لتحدثها.
نهى: انسه نهله.. الاستاذ احمد المحلاوى منتظر بره و مصر يقابل حضرتك.
نهله: طيب و ايه المشكله؟ خليه يتفضل.
نهى: بس الاستاذ حازم منبه انى موصلش لحضرتك اى مكالمات منه فأكيد لو عرف انه هنا مش هيوافق انه يقابل حضرتك.
نهله: نهى يا ريت تعرفى انك سكرتيرتى انا مش سكرتيرة حازم و لازم اوامرك تاخديها منى انا.
نهى: انا اسفه يا فاندم.
نهله: طيب خلى استاذ احمد يتفضل.
دخل احمد و سلم عليها.
نهله: اتفضل يا استاذ احمد.
احمد: شكرا.
نهله: خير يا استاذ احمد.
احمد: خير ان شاء الله* بس ممكن تطلبى من الاستاذ حازم يجى يحضر الكلام اللى هقوله.
نهله: طيب فهمنى فى ايه.
احمد: لا معلش انا عاوز اتكلم قدامه.
نهله: اوكى هكلمه.
رفعت سماعة التليفون و طلبت رقم حازم المباشر.
نهله: هاى يا حازم.
حازم: اهلا يا نهله.. ايه اللى خلانى جيت على بالك و بتكلمينى؟
نهله: حازم اسمعنى.. استاذ احمد المحلاوى عندى هنا.
حازم: ااااايه.. الغبى دا ايه اللى جايبه عندك دا انا هطلع عينه.
نهله: حازم.. استاذ احمد طلب منى اكلمك و اخليك تيجى عشان عاوز يتكلم معانا احنا الاتنين.
حازم: بس انا قولتله ان شغله بقى معايا انا بس.
نهله: ليه؟
حازم: هفهمك بعدين.. انا ثوانى و هبقى عندك.
بالفعل لم تمر سوى ثوانٍ قليله و كان حازم يفتح باب نهله بدون استأذان.
حازم ( موجها كلامه لأحمد ): انت ايه اللى جابك هنا؟ انا مش قولتلك شغلك معايا انا. خلاص يا سيدى انا الاتفاقيه اللى بيننا دى مش عاوزها* مبقتش تلزمنى.
احمد: اهدئ يا استاذ حازم و خلينا نتكلم. انا هفهمك كل حاجه.
نهله: ممكن تقعد يا حازم و تخلينا نسمع استاذ احمد عاوز ايه.
حاول حازم السيطره على اعصابه و جلس و هو فى قمة غضبه و لكن قرر ان يستمع إلى ما يريد احمد ان يقوله.
احمد: انا مقدر طبعا خوفك يا استاذ حازم على بنت عمك. بس انت فهمتنى غلط انا مقصدتش اى حاجه وحشه. انا غرضى شريف. انا من ساعة ما شوفتها و انا معجب بيها جدا و حاسس انها الانسانه اللى بتمنى انها تكمل معايا حياتى و سألت عنها خلال الأسبوع دا و طلعت عند حسن ظنى بيها* و انا عاوز اطلب ايدها و لو هى موافقه مستعد اسافر عند والدتها فى المنصوره و اطلب ايدها.
حازم ( بعصبيه ): انت كمان عرفت والدتها و المنصوره؟
احمد: مانا قولتلك انى سألت عنها و عرفت كل حاجه عنها.
حازم: انت شكلك اتجننت.
احمد: و ليه الغلط دا؟ انا لحد دلوقتى محترم انك ابن عمها بس بصراحه بقى القرار قرارها و انا مش فاهم ايه سبب عصبيتك دى.
احست نهله ان الموقف سيحتدم اكثر بين الاثنين فقررت التدخل.
نهله: استاذ احمد.. اكيد انت فاهم ان حاجه زى دى مقدرش اخد فيها قرار بسرعه فمحتاجه وقتى انى افكر.
شعر حازم بغضب شديد من ردها لكنه لم يجد ما يقوله.
احمد: يعنى اقدر اقول ان دا فال خير.
نهله: يا ريت تدينى فرصتى افكر.
احمد: طيب هتردى عليا امتى.
حازم: قالتلك هتفكر اتفضل انت بقى امشى دلوقتى.
نهله: استاذ احمد انا اول ما هوصل لقرار هبلغك بيه ان شاء الله.
احمد: ان شاء الله هسمع من صوتك الحلو الموافقه.
حازم: متهيئلى كدا كفايه و يا ريت تتفضل.
احمد ( بغضب ) : ماشى هستحملك بس عشان خاطر الانسه نهله. عن اذنكم.
نهله: شرفت يا استاذ احمد.
انصرف احمد و انفجر حازم بعصبيه فى نهله.
حازم: انتى ازاى تتكلمى مع الغبى دا كدا و تديله امل؟
نهله: و انت مالك و ايه اللى معصبك؟
حازم: ايه اللى معصبنى؟ انتى بتسألى مش شايفه رديتى عليه ازاى.
نهله: و الله انا مش شايفه انى عملت حاجه غلط. واحد اتقدملى و انا طلبت منه فرصه انى افكر.
حازم ( بعصبيه ): انتى حره.
تركها و غادر المكتب بعصبيه* شعرت نهله ان ما يفعله حازم ليس له تفسير الا انها مشاعر غيره عليها و لكنه لم يشعرها ابدا بأن لديه اى ميل تجاهها مما جعلها ترفض الفكره تماما.
لم يتحدث حازم معها بقية اليوم و حاول تجنبها قدر الامكان.
تحدثت نهله إلى والدتها فى المساء.
نهله: ماما حبيبتى.. ازيك؟
الأم: أزيك يا عيون ماما.
نهله: الحمد لله يا ماما.
الأم: عامله ايه فى شغلك يا حبيبتى؟
نهله: الحمد لله يا ماما.. كله تمام.
الأم: وحشتينى اوى يا نهله.. هشوفك امتى يا بنتى؟
نهله: و الله يا ماما كنت ناويه اجيلك بكره بس مش هينفع.
الأم: طيب و ليه مش هينفع؟
نهله: بكره عيد ميلاد ندى و عاملينلها مفاجأه و هنحتفل بيها بكره.
الأم: كل سنه و هى طيبه.
نهله: و انتى طيبه يا ماما.
الأم: طيب هتجيلى امتى؟
نهله: فوتى بكره بس يا ماما و هبقى عندك الجمعه من الصبح و همشى السبت أخر النهار.
الأم: مش هلحق اشبع منك.
نهله: طيب اعمل ايه يا ماما لازم ارجع عشان الشغل.
الام: ماشى يا حبيبتى المهم اشوفك.
نهله: ادهم و خالتو عاملين ايه؟
الأم: كويسين بس ادهم قاعد فى أوضته على الكمبيوتر على طول و حاطط السماعات فى ودنه و مبيقعدش معانا.
نهله: هههههههههههه معلش يا ماما سيبوه براحته و اديكم متسليين انتى و خالتو مع بعض.
الأم: ما احنا سايبينه يا بنتى يعنى احنا بنعمله ايه.
دق فارس باب غرفة نهله فأنهت المكالمه مع والدتها.
فارس: ليه يا بنتى قفلتى كنت جيتلك كمان شويه.
نهله: مش مشكله احنا خلصنا و بعدين انا ما صدقت انك لوحدك عشان اوريك اول لوحه خلصتها خلاص.
احضرت له اللوحه ليشاهدها.
فارس: تحفه بجد برافو عليكى و انا ظبطت الصور.
نهله: عجبتك بجد.
فارس: بقولك تحفه بجد.. طيب و اللوحه الجديده اخبارها ايه؟
نهله: شغاله فيها متقلقش مش هتاخد كتير.
فارس: براحتك احنا مش مستعجلين.
نهله: عملت ايه فى المفاجأه بتاعت ندى.
فارس: كل حاجه زى الفل متقلقيش* المهم بس متحسسوهاش انتوا بكره بأى حاجه و من العصر كدا هنبتدى الاحتفال انا عاملها مفاجأه. انتى جبتى الهديه؟
نهله: اه جبتها و انت؟
فارس: طبعا يا معلم.
نهله: ههههههههههه طيب كويس.
فارس: ياللا هدخل انام دلوقتى عشان اعرف اصحى الصبح اروح الشغل من بدرى عشان ابقى شطور. مكنش ليا انا فى الكلام دا ما انا كنت بنام لما يطلع النهار و كنت زى الفل* خلتونى انام زى الفراخ زيكم.
نهله: هههههههههههههه كدا احسن.
فارس: ههههههههههههه ماشى اضحكى براحتك. تصبحى على خير.
نهله: و انت من اهله.