الفصل السابع عشر:
ذهب الجميع فى اليوم التالى إلى العمل و انهوا اعمالهم و عادوا إلى المنزل سريعا لتحضير مفاجأة ندى.
توجهت ندى إلى غرفتها لتستريح كالعاده قبل ان تبدأ فى المساء حديثها اليومى مع أدهم على الإنترنت.
خلال هذا الوقت كان فارس و نغم و حازم و نهله يحضرون لعيد ميلاد ندى. كل منهم كان مسئولا عن شئ فحازم كان مسئولا عن احضار قالب الكيك الذى يحمل صورة ندى* و فارس كان مسئولا عن تنظيم و تحضير الأغانى التى سيقوم بتشغيلها اثناء الحفل* و نهله و نغم كانتا مسئولتين معا عن وضع الزينه و ترتيب الردهه لتكون مناسبه للحفل.
جهزوا كل شئ و احضر حازم قالب الكيك و بدأ فارس فى تشغيل الأغانى و احضر الكاميرا الخاصه به ليصور الحفل* و صعدتا نهله و نغم لتحضرا ندى.
طرقا باب غرفة ندى ففتحت لهما.
نهله: بتعملى ايه؟
ندى: مستنيه ادهم عشان نتكلم.
نغم: ادهم مين؟
نهله: دا ابن خالتى و هو كاتب و انتى عارفه ندى بتحب القراءه فبيبعتلها حاجات من كتاباته تقراها.
نغم: اها.. طيب اتكلمى معاه بعدين.. دلوقتى البسى حاجه شيك و تعالى عشان حازم عايزنا كلنا تحت.
ندى: ههههههههههه طيب و حازم لازم البسله شيك يعنى.
نهله: هههههههههههههه لا بس كلنا لسه بلبس الشغل و انتى الوحيده اللى غيرتى و لابسه حاجات كاجوال يعنى.
نغم: يعنى لازم تبقى قاعده زى الدادا فى وسطنا.
ندى: هو انتى يا بنتى لسانك دا مبيتعدلش ابدا.
نغم: ليه هو انا قولت ايه غلط؟
نهله: لا ابدا و لا حاجه.. انتى على طول بتحدفى دبش.
نغم: على فكره انا مش قادره افهم لحد دلوقتى بتضايقوا ليه من كلامى.. بلاقيكم فجأه زعلتوا رغم انى ببقى بقولكم الحقيقه.
نهله: طيب تعالى نخرج احنا عشان ندى تلبس.. ندوش احنا مستنينك تحت متتأخريش عشان حازم بيه متطلعش جنونته و يدينا محاضره فى احترام المواعيد.
نغم: فعلا انتوا هنا فى مصر مش بتحترموا المواعيد.
نهله: طيب هنبقى نيجى كلنا عندك امريكا ناخد كورس فى احترام المواعيد.. ممكن نخرج بقى عشان نحترم خصوصية البنت و تلبس.
نغم: اوكى.
اخذت نهله تفكر كيف انها لا تستطيع ان تفهم هذه الفتاه* فرغم نبرة سخرية نهله فى حديثها معها الا انها اخذت الموضوع ببساطه و اعتبرت ان نهله تقول حقيقه عليها تقبلها* فهل هذا هو مبدأها بالفعل* فهى تتقبل ان يفعل الاخرين معها ما تفعله معهم؟ هل هذه طبيعتها و هى لا تتعمد ان تضايق احدا. قررت نهله ان تتابع نغم عن قرب* فربما تكون تربيتها بالخارج هى ما جعلتها تختلف عن الجميع هنا و تفتقر لروح المجامله و مراعاة مشاعر الاخرين.
نزلا معا و اخبرا حازم و فارس للتجهيز لنزول ندى. أطفأوا الأنوار و جعلا الردهه مظلمة تماما.
نزلت ندى بعد دقائق قليله لتفاجأ بهذا الظلام الحالك. كانت تنزل بهدوء خوفا من ان تفقد توازنها او تسقط عن الدرج. بمجرد نزولها اخر سلمه* فوجأت بالأنوار تضاء و سمعت الجميع يقولون : سيربرايز surprise.
فوجأت ندى بالزينه و التجهيزات و قالب الكيك الذى يحمل صورتها الموضوع على المائدة* فرحت كثيرا بهذه المفاجأة فقد توقعت ان ينسى الجميع عيد ميلادها فى خضم ما مروا به من اشياء منذ وفاة جدها منذ فتره بسيطه.
هنئها الجميع بعيد ميلادها و طلبوا منها ان تقترب من قالب الكيك لتطفئ الشمع و تتمنى امنية و تقطع الكيك.
فى هذا الوقت دق جرس الباب. توجه حازم ليفتح الباب بنفسه ففوجأ بشاب فى الثلاثين من عمره تقريبا* طويل ممشوق القوام قوى البنيان. وسيم ابيض البشره صاحب عيون عسلية و يتمتع بقدر كبير من الوسامه و الرجول بالإضافه إلى ان مظهره يدل على اهتمامه الكبيره بملابسه و مظهره الخارجى.
الشاب: مساء الخير.
حازم: مساء النور.
الشاب: نهله موجوده؟
حازم ( لنفسه ) : مين دا كمان هو الواحد لسه خلص من الاهبل بتاع القماش لما يطلعلى دا كمان. يا ريتها كانت فضلت بالنظاره و الباجى.
الشاب: عاوز اقابل نهله لو موجوده.
حازم: و مين حضرتك و عاوزها فى ايه؟
الشاب: انا ادهم.
سمعت نهله اسم ادهم فكانت قريبه إلى حد ما من الممر المؤدى لباب الفيلا* عندما سمعت انه ادهم* صرخت: ادهم.
و جرت مسرعه إلى الباب.
ما ان سمعت ندى اسم ادهم حتى شعرت ان الدنيا تلف بها و ان قلبها يسقط من مكانه. لم تصدق اذنها و لم تعرف كيف تتصرف. فى ثوانى فكرت فى اشياء كثيره: معقوله يكون جاى عشان؟ عرف ان النهارده عيد ميلادى. بس دا مقالش امبارح اى حاجه و هو بيكلمنى و محسيتش منه انه هيجى النهارده. لا لا بطلى هبل اكيد جاى عشان نهله هو ايه اللى عرفه ان النهارده عيد ميلادى. طيب يمكن نهله قالتله* و اتفقوا انه يجى. بس نهله اتفاجأت انه جه.. ييي انتى مالك يا ندى اعقلى و امسكى اعصابك.
جرت نهله لتسلم على ادهم فى حين وقف حازم لا يفهم شيئا مما يدور حوله.
نهله: ايه المفاجأه دى و مقولتليش ليه انك جاى.
ادهم: حبيت اعملها مفاجأه.
نهله: بجد مفاجأه تجنن.. تعالى ادخل انت واقف كدا ليه.
دخل ادهم مع نهله و دخل خلفهما حازم و هو مازال مندهشا و لا يفهم شيئا.
اقترب فارس من ادهم و سلم عليه بمجرد ان رأه و رحب به بشده. ظلت ندى فى مكانها لا تعلم ماذا تفعل حتى نظر لها ادهم و ابتسم.
ادهم: ازيك يا ندى؟
ندى ( مبتسمه بخجل ) : الحمد لله. انت عامل ايه؟
ادهم ( مبتسما ): ممتاز.
ابتسمت ندى و نظرت فى اتجاه اخر لتتفادى نظرات عيونه.
استغرب حازم ما يدور حوله من هذا ادهم الذى يعرفه الجميع و يرحب به. حتى قطعت حيرته نغم التى كانت تشعر بنفس جهل حازم بالموقف.
نغم ( موجهة كلامها لنهله ) : ايه يا نهله مش هتعرفينا بضيفك.
نهله: معلش اسفه الفرحه نستنى. دا ادهم ابن خالتى.
حازم ( محدثا نفسه ): اول مره تعملى حاجه عدله فى حياتك يا نغم. ادينا عرفنا مين هو الاستاذ ادهم.
سلمت نغم عليه و رحبت به.
حازم: اهلا ادهم.. انا اسف معرفكش.
ادهم: انا اللى اسف انى مفهمتكش انا مين.
حازم: لا حصل خير واضح انك مشهور هنا و الكل عارفك.
ادهم: انا اعرف فارس و ندى كانوا كلمونى مره مع نهله و هى بتكلمنى.
حازم ( لنفسه ): هى الهانم بتكلمك على طول كمان.. لسه مخلصناش من واحد بقوا اتنين.. و الله يا ست نهله طلعتى مش قليله و انا اللى اهبل.
نهله: تعالى نطفى الشمع عشان عيد ميلاد ندى عشان كنا هنطفيه لما رنيت الجرس.
ادهم ( متصنعا الدهشه ): ايه دا هو النهارده عيد ميلاد ندى! كل سنه و انتى طيبه يا ندى.
ابتسمت ندى قائلة: و انت طيب.
اقتربت نهله من ادهم لتحدثه بصوت واطٍ لا يسمعه غيرهما.
نهله: انت هتستهبل عليا.. يعنى هى مش قايلالك.
ادهم ( بصوت واطٍ ايضا ): لا.. بس مامتك كان بتحكى لماما فسمعتهم.
نهله: ااااااااااه.. قولتلى بقى.
ادهم: اتلمى و اقفلى بقك دا شويه.
نهله: هههههههههههه ليه خايف من ايه؟
ادهم: مش خايف من حاجه يا خفيفه بس مش عايز احرجها قدام ولاد خالها.
نهله: حساس اوى.. و انا اللى قولت بنت خالتك وحشتك و جاى تطمن عليها.
ادهم: طيب ما دى احد الاسباب.
نهله: اسكت خلاص اتكشفت.. و تعالى نطفى الشمع.
كان حازم يلاحظ التهامس بين نهله و ادهم و يسيطر على اعصابه بصعوبه فهو لا يدى ما الذى يقولانه.
اقترب الجميع من المائده ليغنوا لندى Happy Birthday to you و يقدموا لها التهانى و الهدايا.
انهوا الاغنيه و اقتربت لتطفئ الشمع فقاطعها ادهم قائلا: اتمنى امنيه الأول.
فإبتسمت له و اغمضت عيونها لتتمنى امنيه ثم نفخت فى الشمع لينطفأ.
نهله ( هامسة لأدهم بتريقه ): فظييييييييع.. رومانسى اوى.
ادهم ( بغيظ ): انتى هتستلمينى.. ما تلمى الدور بقى بدل ما استلمك انا كمان.. امال فين صحيح النظاره و الباجى.
نهله: لم نفسك.
ادهم: اسكتى و خليكى اليفه هسكت.
نهله: ماشى.
و ضحكا الاثنين.
جاءت واحدة من الخدم لتقطع قالب الكيك لتعطى الجميع.
ذهب الجميع إلى الصالون ليجلسوا سويا.
ادهم: مامتك زعلت اوى لما عرفت انك مش هتقدرى تسافريلها النهارده و هتسافرى بكره* فقولتلها انى هسافرلك و اخدك معايا.
نهله: كويس انا اول ما شوفتك قولت هسافر معاك النهارده ملهاش لازمه اؤجلها لبكره.. انا اللى خلانى اؤجل السفر انى قولت مسافرش بليل لواحدى.
حازم: و ايه اللى يسفركم انتوا الاتنين متأخر* ممكن ادهم يفضل معانا و تسافروا بكره.
نهله: لا كدا احسن انا ما صدقت ان ادهم موجود و هيسافر معايا لأن ماما وحشتنى اوى.
لم يرد حازم و اكتفى بأن هز رأسه.
حازم: و انت بتشتغل ايه يا ادهم.
ادهم: انا مهندس بس للأسف الشركه عندنا استغنت عن كتير من الموظفين و انا دلوقتى بدور على شغل.
ندى: ادهم كاتب كمان.
نظر لها ادهم و ابتسم فخجلت و دورت وجهها.
حازم: و الله.. طيب و بتكتب ايه؟
ادهم: شعر و روايات.
حازم: ليك اعمال منشوره؟
ادهم: للأسف لسه بس بحاول.
حازم: ربنا يوفقك.
ادهم: نهله قومى جهزى نفسك عشان منتأخرش فى السفر.
نهله: اوكى.
قامت لتغادر الغرفه ثم التفت لندى و حدثتها.
نهله: ندوش حبيبتى.. ممكن اتعبك معايا تفرجى ادهم على الجنينه بعد ما عملت فيها شوية شغل.. انا لسه بشتغل فيها يا ادهم بس شوفها دلوقتى عشان لما اخلصها خالص تعرف الفرق.
فارس: خليكى انا ممكن اوريهاله.
لأول مره تشعر نهله انها تريد ان تضرب فارس.
نهله: لا يا فارس انا عاوزاك فى موضوع تعالى معايا.. روحى انتى يا ندى لو سمحتى.
ابتسم لها ادهم فغمزت له* و اخذت فارس و صعدا إلى غرفتها. لم تعرف ماذا تقول له فأخذت تعرض عليه ما وصلت إليه فى الرسم من مراحل.
خرجا ادهم و ندى إلى الحديقه* كانت ندى تشعر بخجل كبير فهذه أول مره تكون مع ادهم فى الحقيقه فقد اعتادت ان تكلمه دون ان يراها او ينظر فى عينيها.
ادهم: كل سنه و انتى طيبه.
ندى: و انت طيب. كنت عارف ان النهارده عيد ميلادى.
ادهم: سمعت خالتو بتقول لماما الصبح بالصدفه فقررت اجى على طول.
ندى: قررت تيجى و لا خالتك بعتتك عشان تجيب نهله.
ادهم: هههههههههه لا و الله. دا انا اللى مصدقت و عملت دى حجتى و قولتلها طالما وحشاكى اروح اجيبهالك بعد عيد ميلاد ندى.
ابتسمت له ندى.
ادهم: وحشتينى اوى و وحشتنى عيونك.
نظرت له ندى بعتاب و نظرت للأسفل بخجل.
ادهم: اتكسفتى ليه انا بقول اللى حاسس بيه.
ندى: بس انا مش متعوده على كدا.
ادهم: هههههههه لا اتعودى عشان هتسمعى من دا كتير.
ابتسمت له ندى بخجل.
اخرج ادهم من جيبه علبة مستطيله و اعطاها لها.
ادهم: عارف ان الهديه دى قليله اوى عليكى بس اللى قدرت اجيبه النهارده معلش الوقت مكنش فى صالحى خالص.
اخذت منه ندى العلبه بفرحه و فتحتها فوجدت انسيال من الذهب خفيف و رقيق به قلوب صغيره* رغم انه بسيط جدا لكنها احبته كتير و اعجبت بذوقه كما انه اصبح عزيزا عليها لمجرد انه هديه من ادهم.
ندى: يجنن.. تسلم ايديك.
ادهم ( مبتسما ) : الله يسلمك يا قمر.
ندى: طيب ممكن تلبسهولى.
ادهم: بس كدا* دا احلى طلب.
ضحكت ندى و مدت يدها ليلبسها الانسيال.
فى هذا الوقت ندهت نهله لأدهم من عند باب الحديقه.
نهله: ياللا يا ادهم انا جاهزه.
ادهم: اهى جت هادمة اللذات و مفرقة الجماعات.
ضحكت ندى قائلة: طيب ياللا ندخل.
ادهم: ياللا.
دخلا ادهم و ندى إلى الداخل كانت نهله تسلم على الجميع لتغادر. اقترب ادهم منهم ليسلم عليهم هو الأخر ثم ودع ندى كالجميع حتى لا يلفت انتباه البقيه و غادر هو و نهله.
قضت نهله الطريق كله و هى نائمه فقد حل عليها كل إجهاد الاسبوع و ظل ادهم يتذكر لقاءه بندى و ابتسامتها و خجلها.
جلسا حازم و فارس فى الحديقه يتحدثان.
حازم: انتوا تعرفوا ادهم من امتى؟
فارس: نهله عرفتنا عليه فى مره كانت بتكلم مامتها و هو اللى كان بيظبط الماسنجر لمامتها.
حازم: هو قاعد مع مامتها؟
فارس: اه.. هو و مامته قعدوا معاها لما نهله سافرت.. اصل هو و نهله متربيين مع بعض و بتعتبره اخوها الكبير و لما سافرت سابتله الارض يهتم بيها* بس اللى فهمته انه مش بيحب الشغل فى الارض و بيحاول يدور على شغل تانى بعد ما اضطر يسيب شغله.
شعر حازم براحه عندما عرف ان نهله تعتبر ادهم مجرد اخ و ان هذا سبب القرب الذى شعر به بينهما و ليس شيئا اخر.
حازم: طيب مقولتليش بقى بتروح فين انت و بنت عمك كل يومين و لا تلاته و تغطسوا بالساعات و محدش يعرف عنكم حاجه.
فارس: ههههههههه ايه يا كبير انت جايبنى و مقعدنى فى هدوء و بتشربنى شاى عشان تقررنى و لا ايه.. لا الموضوع دا برايفت.. انسى انى اقول لحد عليه.
حازم: ههههههههههههه اتفلق تلاقيه موضوع هايف زيك.
فارس: هههههههههههههه برضو مش هتوصل منى لحاجه و مش هتعرف توقعنى فى الكلام.
حازم: هههههههههههه ماشى.
رواية الغريبة نهله وحازم الفصل السابع عشر 17
