رواية “لعنة الصعيد” – حتى الفصل الرابع
في صعيدٍ لا يرحم، حيث تُدفن الحقيقة تحت أنقاض العادات، وتُجزّ الرقاب إذا عصفت الريح بما لا يوافق الهوى… هناك وُلدت **لعنة**، واسمها: **عالية**.
لم تكن تدري أن ليلة زفافها ستكون آخر ما تتذكره من دفء الحياة، وآخر ما تلمسه من براءة الحُب. طلقة واحدة سرقت “عادل” من بين ذراعيها، وصرخة واحدة اقتلعت قلبها من جذوره. لم يكن القاتل غريبًا، بل كان أحد أبناء العائلة ذاتها التي أوهمتها بالأمان.
استيقظت بعد أيام، في قصر لا يشبه شيئًا من عالمها، قصر أشبه بالقبر، حيث الأسود يكسو كل شيء… وعيون المراقبة لا تنام. وهناك، في قلب الظلمة، ظهر شهاب الحديدي. لم يخبّئ سلاحه هذه المرة، بل خبّأ وجهه الحقيقي خلف عبارات التبرير، خلف نبرة هادئة تخفي جمرًا، وجُرحًا لا يقل عمقًا عن جُرحها. أخبرها أنه لم يكن يقصد قتلها، بل إيقافها، لحماية شقيقه كمال من حبل المشنقة… لكنه لم يكن يعلم أن “عالية” لا يُطفئها الخوف، بل يشعلها.
ثم ظهر كمال، كالشيطان الذي عاد من الموت يبتسم… لكنّ الابتسامة كانت مغزولة بالجنون. لم يأتِ ليعتذر، بل ليأخذ ما اعتقد أنه حقّه. اقترب منها بجنونٍ معتوه، فطعنته بسكين، ولم تهرب هذه المرة من القتال… بل كانت بداية المعركة.
الحديديون انقسموا على أنفسهم. شهاب في صراعٍ بين الدم والضمير، أمه تريد دفن السرّ بأي وسيلة، وأخته ناريمان تتهامس مع الظلال. أما عالية، فهربت… مجروحة، مذعورة، ولكنها ليست مكسورة.
الدم سال. كمال قد لا يعود. شهاب كان أول من جثا بجواره محاولًا إنقاذه، ليس حبًا، بل رعبًا من أن تنهار السلسلة كلها عليه… لكن عيون الجميع كانت تراقب، والفضيحة لا تموت في الصعيد، بل تعيش أكثر من البشر.
وفي الخارج، في بيت جدتها حسنية، كانت العواصف تشتد. أهل عادل عادوا يطلبون القصاص. هذه المرة ليس بطلب الدم، بل بمقايضة: “تتجوزي أخوه، أو تنتهي للأبد.” لكن عالية لا تُباع ولا تُشترى.
وفي مكانٍ ما، في ركن مظلم، كانت تمشي حافية، ترتجف، تطارد ظلها… لا تدري إلى أين تهرب، ومن ستواجه أولًا: الحقيقة، أم المصير.
ما حدث لم يكن نهاية، بل بداية.
بداية لحرب لا تُدار بالسلاح، بل بالقلب، بالحقد، بالندم، وباللعنة التي بدأت ذات ليلة… ولم تُطفأ بعد.
الفصل الرابع قادم… وسيكون صاعق.
جاري كتابة الفصل الرابع، وبمجرد كتابته هيتنشر.
رواية لعنة الصعيد الفصل الرابع 4 بقلم نور الشامي
