رواية عندما يعشق الاسد _ اسد ونغم (كاملة جميع الفصول) بقلم ندى على

Person standing by the ocean, looking out at the waves under a clear blue sky.

عندما يعشق الأسد _ نغم وأسد الدمنهوري

في قصرٍ عظيمٍ تحيطه الظلالْ
جلسَ أسدٌ عاتٍ، في عينيه احتراقُ الجبالْ
زعموا أنه زعيمُ المافيا، لا يلينْ
لكنّ قلبهُ حين يدق، يصبح كطفلٍ حزينْ

عيونُه بنّيةٌ تشبهُ جمرَ الليالي
وشَعرُهُ كاللهبِ البنيِّ، كسيفٍ لا يبالي
خافَ منهُ الرجالُ، هابتْهُ المدنُ والطرقاتْ
لكن نغم… غيّرتْ في داخلهِ كل الثباتْ

نغمُ… طفلةُ الروحِ، بريئةُ الملامحْ
شَعرُها ليلٌ طويل، وعيناها خضراءُ كالمصابيحْ
هربتْ من قسوةِ عَمٍّ أرادَ قتلَها طمعًا في الميراثْ
لتقعَ بين يديه… بين أنيابِ أسدٍ لا يعرفُ الرأفةَ أو السماحْ

قال لها بغرور: “أنتِ لي… ستصيرين زوجتي”
صرختْ بدموعٍ: “أنا صغيرة… دعني”
لكنّ كبرياءَهُ لم يسمعْ سوى صدى أوامرهْ
ولم يدرِ أن قلبهُ سينكسرُ يومًا في أسرها

في عينيه بريقُ قسوةٍ، وفي صوتها رعشةُ خوفْ
لكن حين بكتْ بين يديه… لانَ قلبُه وأوشك أن يذوبْ
قال: “ابكي ما شئتِ، لكنكِ لي…
لن أترككِ لعَمٍّ غادرٍ أو دنيا غدّارةٍ تعادي”

مرّت الليالي… وهو يتأرجحُ بين غضبهِ وحنانهْ
بين سيفٍ في يدهِ، وقلبٍ يخشى أن يَفقدَ أمانهْ
أما نغم… فكانت دموعها كالأنهارْ
لكنها في داخِلها أحبتْ هذا الغامضَ الجبارْ

يقول لنفسه: “كيف أعشقُ طفلةً؟”
ويُجيبُ صمتُ قلبهِ: “الحبُّ ليس بالعمرِ ولا بالحسبة”
كلما نظرَ في عينيها، انهزمَ كبرياؤهْ
كلما سمعَ اسمها، انكسرَ جدارُ كبدهِ وجفاؤهْ

وعندما دوّى الرصاصُ في ليلِ الزفافْ
سقطت نغمُ بين يديه كزنبقةٍ جريحةٍ على ضفافْ
قالتْ بصوتٍ متهدجٍ: “أنا أحبك”
وغابتْ مغمى عليها… لتتركهُ في بحرِ الدموعِ يغرقْ

صرخَ أسدُ الدمنهوري: “لا تتركيني وحدي”
نسي زعامتهُ، نسي رجولتَهُ، نسي كلَّ شيءٍ في لحظةِ فقدِه
حملها بيديهِ إلى المشفى، كأنها كنزهُ الثمينْ
ولأول مرةٍ عرفَ أن القوةَ لا تُنقذُ قلبًا حزينْ

لكنَّهُ عنيد… يقسو بالكلمةِ وهو يَحبْ
يرفض أن يعترفَ أنهُ صارَ أسيرًا للودْ
يجرحها بلسانهِ: “أنتِ مجردُ مهمةٍ في طريقي”
لكن في الليل، يبكي سرًّا، ويقول: “أنتِ قدري الحقيقي”

نغمُ… صارت تحدّيًا بينه وبين الحياةْ
طفلةً صغيرةً، لكنّها هزّت عرشَ الكبرياءْ
وأسدٌ… زعيمُ المافيا، صار أسيرَ الغرامْ
يقاومُ قلبهُ، لكنهُ يعرفُ أن النهايةَ… انكسارُ العظامْ

فالحبُّ حين يدخلُ حصونَ الأسودْ
يجعلُ الحديدَ يلينُ، ويجعلُ الدمعَ يسيلُ بلا حدودْ
والقاسي… يصبحُ ضعيفًا بين يدي من أحبْ
والجبروتُ… يسقطُ حين يواجهُ عيونَ الصدقْ

هكذا يروي القدرُ حكايةَ نغمٍ والأسدْ
حكايةَ دمٍ ودموعٍ، حبٍّ وعنادٍ لا يُحدْ
فإما أن يُنقذها ويُولدُ من جديدْ
أو يظلُّ أسيرًا لعتمةٍ وقلبٍ حديدْ

رواية عندما يعشق الاسد الفصل الأول 1

رواية عندما يعشق الاسد الفصل الثاني 2

رواية عندما يعشق الاسد الفصل الثالث

رواية عندما يعشق الاسد الفصل الرابع 4

رواية عندما يعشق الاسد الفصل الخامس 5

رواية عندما يعشق الاسد الفصل السادس 6

رواية عندما يعشق الاسد الفصل السابع 7

رواية عندما يعشق الاسد الفصل الثامن 8

رواية عندما يعشق الاسد الفصل الاخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top