رواية زوجة الرئيس المنبوذة الفصل 260

زوجة الرئيس المنبوذة

الفصل 260

اعتقد والد تالين أن تهديده سيجعلهم يغادرون.

لكن لا مراد ولا شيهانة حرّكا ساكنًا. كانا واقفين هناك، بهدوءٍ مريب، كأن ټهديد الشرطة لا يعني لهما شيئًا على الإطلاق.

صاح والد تالين مجددًا، بصوتٍ أكثر حدة وصرامة:

“عندما تصل الشرطة، لن يفلت أيٌّ منكم من العقاپ!”

وفجأة، أشارت تالين بإصبعها إلى شيهانة، وعينيها تتطايران شررًا:

“حتى لو هربتِ، لن أسامحكِ! كيف تجرؤين على اتهامي؟ لقد انتهيتِ، أقول لكِ!”

رفعت شيهانة نظرها ببطء، وببرودٍ يُخفي عاصفة تحت سطحه، قالت:

“اتهمك؟ تالين، هل تظنين أنني لا أملك دليلًا؟”

تألقت عينا تالين بغرورٍ مغرور، وابتسامة صغيرة ارتسمت على طرف شفتيها:

“ليس ذنبي أنكِ لا تملكين دليلاً. إن لم تستطيعي إثبات شيء، فكل ما تقولينه يُعدّ تشهيرًا لا أكثر. وسأقاضيك حتى آخر الدنيا!”

قاطعتها والدة تالين، والڠضب يتطاير من صوتها:

“والترهيب الإجرامي! لقد هددتم حياتنا علنًا، وهذا سيُضاف إلى القضية!”

لكن شيهانة لم تهتز. بل، ابتسمت بهدوء وهي تميل قليلاً إلى الأمام على كرسيها المتحرّك، وقالت بصوت خاڤت حمل وقع الصدمة:

“وماذا عن الفساد… والرشوة الجنائية؟”

تجمدت الكلمات في الهواء.

نظر الجميع إلى شيهانة بدهشة، كأنهم لم يفهموا ما تعنيه في البداية.

قال والد تالين، مذهولًا:

“ما… ما الذي تتحدثين عنه؟”

تابعت شيهانة، بنفس الابتسامة التي ازدادت اتساعًا:

“لطالما تساءلت كيف تعيش عائلتكم برفاهية، رغم أن والدك موظف حكومي وأنت مجرد موظف فاشل. لذا… بحثت قليلًا.”

ثم تابعت بنبرة أكثر هدوءًا ولكنها كانت كالسهم:

“ووجدت الإجابة، وهي هديتي الثانية لكِ يا تالين. التفاحة الفاسدة لم تسقط بعيدًا عن الشجرة. لديّ كل السجلات التي تثبت فساد والدك.”

رفعت حاجبها قليلًا وأضافت بسخرية:

“شكرًا لاتصالك بالشرطة يا سيد تشيم، لقد وفّرت عليّ عناء الذهاب إليهم.”

انطفأ لون وجه والد تالين فجأة.

لا يمكن! كيف حصلت على شيء من هذا؟

بدأ قلبه ينبض بقوة وهو يحاول تبرير نفسه داخليًا. لا بد أن هذا مجرد ټهديد بلا دليل.

لكنه تمالك نفسه، ورفع صوته ملوّحًا بخبرته السياسية:

“هل تجرؤين على اتهامي بالفساد؟ أنتِ تمزحين بالتأكيد! لقد كرّست حياتي لخدمة الشعب. أتحدّاكِ… إن كان لديك دليل، أريني إياه!”

بهدوء، فتحت شيهانة دفتر الملاحظات الصغير على حجرها، وضغطت على زر التشغيل.

أضاء وجهها وهج الشاشة، وبدأت أصابعها تتحرك بخفة على لوحة المفاتيح.

بعد لحظات قصيرة، صدر صوت إشعار من هاتف السيد تشيم.

رفعت شيهانة رأسها وقالت:

“لقد أرسلتُ لك الدليل الذي طلبته… تحقق بنفسك.”

أخرج والد تالين هاتفه بيدٍ مرتجفة. وعندما فتح البريد الإلكتروني، كان الصندوق ممتلئًا برسائل وصور.

فتح أول صورة…

وفجأة، جفّ حلقه.

كان في الصورة، جالسًا في اجتماع سري مع مدير تنفيذي شهير. وتُظهر الصورة بوضوح حقيبة ممتلئة بالنقود تُقدَّم له.

كيف…؟ كيف التُقطت هذه؟ من كان هناك؟

فتح الصورة التالية، ووجهه ازداد شحوبًا.

كانت صورة له…، مع امرأة غريبة الملامح، شابة، لا تشبه زوجته في شيء.

شهقت زوجته الجالسة بجانبه، وقبل أن ينطق بكلمة، صړخت:

“تشيم!! من هذه؟! كيف تجرؤ على خيانتي مع هذه الحقېرة؟ أيها الحقېر!!”

أدرك تشيم فورًا أنه في مأزق مزدوج.

لكن أحسن إنه في حالة تكذيبه لهذا… ربما يخرج سالماً.

دفع زوجته جانبًا نحو الأريكة حيث سکين الكعك موضوع منذ الحفل، وصاح بحزم:

“هذه الصورة مزيفة! لو أردتِ قتل أحد، فاقټلي من زوّرها، وليس أنا!”

سقطت زوجته على الأرض، مذهولة للحظة.

تمتمت: “هل… مزيفة؟”

لكنها لم تحتج إلا إلى ثوانٍ قليلة لتتحول نظرتها إلى شيهانة.

زمّت شفتيها، وعينيها تضيقان بشړ، ثم بصقت باتجاهها وصړخت:

“يا حقېرة! خربتِ علاقتنا! سأق.تلك!”

وبدون تفكير، انق.ضّت نحو شيهانة…

جميع الفصول من هنا

رواية زوجة الرئيس المنبوذة الفصل 261

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
Scroll to Top