رواية بطلة الخديعة نهى ورؤوف
الفصل 6
يقول المثل الشعبى حرص ولا تخونش
مضت عده ايام وبدأت نهى فى التحضير لخطه انتقامها بصحبه صديقتها
فاضطرت الى ايذاب الثلج الذى تراكم بينها وبين رؤوف حتى تتعرف منه على احداث عمله
تعجب رؤوف لتغيرها وقال لها :من امتى بتسألى عن شغلى
نهى.. لقيتك مشغول عنى على طول بالشغل قلت يبقى اكلمك فيه يمكن نرجع نقرب من بعض تانى وحتى ساعتها ابقى متفهمه اكتر لغيابك الطويل فيه
انطلت بالفعل خدعه نهى على رؤوف وظن انها بالفعل بدأت تتفهم ظروفه فبدأ فى الحكى البسيط حتى لاتتعمق معه بالتفاصيل
وسارت الحياه هادئه لفتره وجيزه الى ان جاء يوم واتصلت بها سلوى لتخبرها عن مناقصه كبيره سيشترك بها رؤوف بالتأكيد لان ربحها اكيد
نفذت نهى ما طلبته منها صديقتها حرفيا حتى يوم عاد رؤوف فيه من عمله مهموما ضيقا تأكدت ساعتها انه قد خسر المناقصه من معالم وجهه
شعرت نهى بالذنب مع ذلك وحاولت التسريه عن زوجها فصدها بجمود وحل المساء وخرج مسرعا ليلقى بنفسه بين ذراعى شيري
شعرت بعدها نهى بالغيظ والغضب الشديد وصممت على اكمال خطتها للنهايه
وظل الوضع كما هوه عليه لفتره طويله يخرج الابناء والزوج صباحا ثم يعود رؤوف فى الظهيره ليتناول طعام الغداء وينام يستيقظ ليتأنق ويترك نهى ويذهب لشيري
وفى احدى الايام كانت نهى تجلس مساءا تتابع الشبكه العنكبوتيه باهتمام تحديدا موقع الفيس بوك
تحاول فهمه بشتى الطرق الى ان فؤجئت بظهور نافذه صغيره كتب عليها سميه تخاطبها.. ازيك ياجميل
عندها لم تدرى نهى من اين ظهرت ولكنها كتبت باصابع بطيئه نوعا ما.. الحمد لله ياسميه انت عرفتى انى على النت ازاى ؟
سميه.. لقيتك اون لاين عملتى الاكونت من زمان ومن ساعه مابعتيلى الريكوست مادخلتيش تانى ليه
نهى.. لاء ماهو مش انا اللى عملت الاكونت دى سلوى
سميه.. ااه قولتيلى وعملتلك باسورد
نهى.. ااه 123456 عشان مانسهاش
سميه.. هههههههه انتى تحففه يا نهى بقولك ايه تعالى على الاسكايب عشان نفتح الكام ونتكلم براحتنا بدال مانقعد نكتب على الكيبورد
نهى.. ال ايه لا انا معرفش الحاجات دى
سميه.. حد من ولادك عندك طيب
نهى.. ااه احمد معايا
سميه.. طيب جميل اندهى عليه الموضوع مش هياخد منه حاجه واقوليله الاكونت بتاعى نفسه هوه على السكايب هوه هيعرف يتصرف
نهى.. طيب هقوله
بالفعل توجهت نهى الى غرفه ابنها وقالت.. احمد حبيبى تعالى شفلى موقع كده عايزاك تفتحوهلى
احمد.. موقع ايه ياماما
نهى.. اسمه السكايب باين
احمد.. ههههههه وانتى هتكلمى مين يا لوزه طيب غطى شعرك هه
نهى.. ولد!!! دى صاحبتى فى الكويت
احمد.. حاضر انت تؤمر يا جميل
ماهى الا دقائق معدوده حتى اعد احمد لوالدته ماطلبته منه
احمد.. بصى يا حبيبتى دى الكاميرا اهه فى وشك والسماعه تحطيها على ودنك كده
نهى.. تصدق كبيره اووى السماعه
احمد.. ااه مش كتير يعنى هتسمعى صاحبتك وهتكونى شايفاها فى الكاميرا
نهى.. وهيا هتشوفنى
احمد.. ااه يا ماما طبعا
نهى.. لاء طيب استنى ااقوم اظبط نفسى
احمد.. يا ماما الصوره مش هتبقى واضحه اووى مش زى ما انا شايفك قدامى كده وبعدين انت طول عمرك قمر ولا انت ايه رأيك ياجميل
ضحكت نهى من مغازله ابنها.. ايه ياولد ده يلا روح بالسلامه على اوضتك واقفل الباب وراك
احمد.. ايه ده ايه ده ايه ده كده برضه بتطردينى يا نونا ماكنش العشم ماشى طيب ايدك على الاجره بقى هاتى ربع جنيه
نهى.. يالا بقى بدأت تكلمنى امشى عايزه اسمعها
انصرف احمد ضاحكا
سميه.. ابنك طلع شاطر اهوه اتعلمى منه بقى ما انا كمان اتعلمت من ولادى
نهى.. ااه يا سميه فعلا الزمن ده بتاعهم
سميه.. ايه الحوارت دى مش ناقص غير انك تقولى يلا حسن الختام
نهى.. مش دى الحقيقه انا خلاص حاسه انى ماليش عازه
سميه.. ليه يانهى بتقولى كده بس مش انتى اللى كنتى عماله تقوليلى الست مالهاش غير بيتها وتحافظ عليه
تصدقى رجعت الكويت ولقيت عادل رجع فى كلامه ومش هيطلقها
ساعتها افتكرت كلامك وقولت ولادى بالدنيا وطظ فيه يعمل اللى مابداله والله ولا بيهمنى واهو كل يوم والتانى خناق معاها
نهى.. ما انا بقيت زيك والاستاذ رؤوف طلع متجوز عليا عرفى وعايش حياته بس لسه مش عارفه اتأقلم وحاسه انى مدبوحه
والله لولا سلوى واقفه جنبى كتر خيرها كان زمانى جرالى حاجه
سميه.. ايه!!!! وانتى عرفتى منين سلوى قالتلك ؟؟؟؟؟؟
نهى.. لاء مش بالظبط كده فاكره لما كانت عماله توعينى لما كنا سوى بعد ما سافرتى كان الفالنتين قرب اخدتنى لبيوتى سنتر وخليتهم يعملولى نيولوك
واشترت معايا لانجيري ورحت افاجىء رؤوف فى مكتبه لقيته فى حضن الهانم التانيه طبعا ماتتخيليش صدمتى ماجبتلوش سيره لحد النهارده
وسلوى كتر خيرها واقفه جنبى وعماله تصبر فيا
سميه.. بصى يا نهى اسمعيها منى كلمه حرص ولا تخونش
نهى.. ماهو رؤوف طلع خاين خلاص يا سميه شفته بعينى
سميه.. انا مش قصدى على رؤوف
قالت نهى بشك.. امال تقصدى مين
سميه.. ســـــلوى
نهى.. سلوى!!!!ايه الكلام اللى بتقوليه ده يا شيخه حرام عليكى
دى سلوى حتى طيبه هيا يمكن كلامها جامد شويه وتصرفتها ساعات مش مفهومه بس جواها طيب وبتحبنى وتخاف عليا
سميه.. بصى انا ماكنتش عايزه اتكلم بس كلامك ده قلقنى عليكى اكتر يانهى بجد
سلوى جواها طيب !!!!!!انتى بتتكلمى عن واحده تانيه خااااااااالص بتتكلمى عنك انتى يانهى
انتى اللى طيبه ومن كتر طيبتك شايفه ان الناس كلها جواها طيب والحقيقه مش كده خالص
نهى.. وهيا ايه الحقيقه؟
سميه.. الحقيقه انها لا بتحبك ولا بتخاف عليكى ولا انا كمان بحبها ولا بخاف عليها عشان مبقاش منافقه لانها بررضه مابتحبنيش ولا بتخاف عليا
وان كان فى حد سلوى بتحبه يبقى الحد ده هيا وبس
سلوى طوول عمرها بتاعه مصلحتها ااه تاخدك بالكلام الحلو وممكن فعلا تساعدك
بس استحااااااااله تعمل حاجه لله ف لله زينا كده
كل شىء عندها لازم يكون ليه مقابل
وعشان كده انا بقيت اعاملها نفس المعامله لما بتعوز مصلحه منى بتتصل وتطلبها
وانا كمان اما بعوز منها حاجه بتصل بيها مش هكدب عليكى ماهو انا لازم اعاملها نفس المعامله والا هكون انا اللى خسرانه
نهى.. طيب هيا ايه مصلحتها فى انى احافظ على بيتى
سميه.. ماهو ده اللى انا هتجنن وافهمه دى طول عمرها بتغير منك وكانت دايما حاطه عينها على رؤوف
ولما رؤوف ماعبرهاش وانجذب ليكى انتى كانت هتتجنن ولما منعك عنها وقطع علاقتكم ببعض كانت هتموت
نهى.. سميه ارجوكى كفايه انتى جيبتى الكلام ده منين؟
ممكن اعرف انا مش مصدقه انك بتقولى عنها كده ايش حال كنا اصحاب
سميه.. ماهو عشان احنا صحاب يانهى لازم افوقك واقولك الحقيقه
لانى الصراحه بحبك انتى اكتر منها رغم انك انتى دايما كنتى بتقربيها منك اكتر منى بس انا كنت عارفه انه ده بسبب اسلوبها
نهى.. برضه ماقولتيش جيبتى الكلام ده منين ومنين عرفتى انها كانت حاطه عينها على رؤوف رغم انها مش بتطيق سيرته وحاطه دايما نقرها من نقره من ساعه ما خلانى ااقاطعها
سميه.. اديكى قولتيها من ساعه ما بعدك رؤوف عنها وهى قلبت عليه لكن قبلها
افتكرى كده ارجعى بذاكرتك لوره
فاكره لما رؤوف وعادل بيجولنا الجامعه فاكره اول مره شافك رؤوف واقفه معايا لما عادل كان جاى يوصلنى
فاكره كانت متحمسه ازاى وقعدت تقول لعادل ايه يا عادل مال صاحبك واقف كده ليه مش بيكلمنا ليه
كانت بتحاول تجذب انتباه رؤوف ليها بكل الطرق لكنه كان واقف معجب بيكى لانك كنتى مكسوفه اووى وعايزه تمشى فاكره
وبصراحه اللى عملته تخلى رؤوف واى راجل يقلق منها دا حتى عادل كان عايزنى ااقاطعها بعد اما راحت لرؤوف شقته قبل ما تتجوزوا
نهى.. ايه راحت لرؤوف شقته !!!!!!!!!
سميه.. ااه زى ما قولتلك سلوى كان عجبها رؤوف راحت عنده وخبطت على بابه وانتى عارفه ان عادل ورؤوف كانوا جيران فى نفس العماره وعملت نفسها قال ايه اتلخبطت وضربت على شقه غلط وماكنتش عارفه ان رؤوف ساكن فيها وبررت موقفها انى انا كنت مدايقه من عادل وكنت باعته معاها جواب ليه وهيا مرسال الغرام بينا طبعا رؤوف مادخلتش فى دماغه الحكايه وراح حكى لعادل وكنت وقتها فعلا متخانقه معاه بس هوه كان واثق انى استحاله اعمل كده فجه يحكلى وانا طبعا ماكنتش عملت كده وقالى صاحبتك دى مش كويسه ومش محترمه وكان عاوزنى ااقطع معاها لكن انا رفضت وعندت معاه بس عشان مايتعودش يفرض عليا رأيه لكن من جوايا كنت حاسه ان دماغى هتطرشق واتخانقت معاها وقتها وقلتلها تبعد عنى واى حاجه تخطط ليها بعد كده ماتحطش اسمى فيها لانى بخاف على سمعتى
نهى.. وانتى ليه ماحكتليش وقتها باللى حصل
سميه.. الموضوع كان بينى وبينها وكمان مارضتش اكبر الموضوع وقلت اصلا انتى مالكيش دخل فيه ولما رؤوف خطبك لقيت انى الاسلم ماحكليش بدال ما اعمل مشاكل بينكم
وكده كده رؤوف كان حكى لعادل انه خطوبته منك كوم وانك تقطعى علاقتك من سلوى دى كوم تانى ولانى كنت عارفه انك بتحبى عادل هتسمعى كلامه وده اللى حصل فعلا
نهى.. معقول !!!!!!!!!!!
سميه.. لكن بصراحه بتمنى لو كنت حكيتلك ااقلها كنت قولتلك انها بتابع اخبار رؤوف اول بأول وان حكايه مقابلتكو صدفه دى مادخلتش دماغى من اليوم الاول بس ماعنديش دليل
نهى.. وانتى عرفتى منين انها بتابع اخبار رؤوف
سميه.. من كام شهر كده كنت بدور على شقه هنا فى مصر وانتى عارفه انها ليها علاقات طلبت منها تشوفلى شقه كويسه وليها كوميشن ماهو اصل كله بتمنه كنا فى يوم بنتفرج على شقه جالها تليفون كنت انا فى اوضه تانيه دخلت الاوضه منغير ماتاخد بالها كانت مديالى ضهرها وكان فى حد معاها بيقولها تحركات رؤوف وانه بالاماره كان مسافر وقتها الفيوم طبعا انا والله ماكنش قصدى اتجسس عليها بس اول ماسمعت اسم رؤوف قلت اكيد رؤوف جوزك فعشان كده انا فاكره الحوار بس هيا ما اخدتش بالها
تذكرت نهى انه بالفعل كان رؤوف مسافرا للفيوم ليوم واحد منذ فتره طويله وانها طلبت منه ان يصطحبها ولكنه رفض
عندها قالت نهى.. ومين اللى كانت بتكلمه اسمه ايه ست ولا راجل
سميه.. لاء راجل انما ماعرفتش اسمه
نهى.. اااه يا سميه انتى بجد اديتنى صدمه وره التانيه يعنى ممكن اللى يكون حاصل فى بيتى وحياتى ده يكون بسببها بس مش عارفه ان كان من مصلحتها انها تخرب بينى وبين رؤوف يبقى ليه بتصبرنى وبتقولى ما جبلوش سيره انى عرفت كمان لو هيا اللى عايزاه ليه سابته للهانم التانيه ولا ما انا فاهمه حاجه
سميه.. بصى يا نهى سلوى رقم واحد عندها هيا الفلوس وممكن رؤوف نفسه مايكونش عندها مهم دلوقتى بالمره الشغل والبيزنس عندها اهم
فيه حاجه بتحصل من وراكى بس هيا بتستغلك فيها عشان تنفذها ايه هيا مش عارفه
شعرت نهى بضربه على رأسها وقالت جزعه.. المناقصات
سميه.. ايه يعنى ايه ؟
نهى.. ااقفلى دلوقتى يا سميه انا بجد دماغى هتنفجر ومش قادره هبقى اكلمك بعدين
سميه.. لا اله الا الله خدى بالك من نفسك يانهى ربنا يحفظلك بيتك وجوزك وولادك ويبعد عنكم شياطين الانس والجن يارب
نهى.. ااامين يارب اامين
انهت نهى محادثتها مع صديقتها وهى تشعر برعشه تسرى فى اوصالها كاد عقلها ينفجر من التفكير لم تدرى ما العمل
اخذت تستغفر الله وتذكره الى ان اطمئن قلبها
فقامت وتوضئت وصلت ركعتين لله ودون ان تشعر بدأت فى تلاوه صوره الطارق حتى وصلت للآيه الكريمه (انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا فمهل الكافرين امهلهم رويدا)
عندها بكت بحراره وسجدت فى الحال واخذت تردد (رب انى مغلوب فانتصر…….رب انى مغلوب فانتصر …….رب انى مغلوب فانتصر )
ظلت نهى ساجده بين يدى الرحمن تدعوه تضرعا وخفيه حتى شعرت بالسكينه وشعرت بأن الله معها ولن يهملها فأطمأنت ونامت قريره العين
***************************
ان ينصركم الله فلا غالب لكم
استيقظت نهى فى صباح اليوم التالى مبكرا قبل ان يستيقظ رؤوف واغتسلت وارتدت ملابس جذابه واعدت طعام الفطور
جهزت طاوله الطعام بشكل جديد استيقظ احمد تلته مى فيما كان رؤوف لا زال نائما
اتجهت نهى الى غرفه النومه لتوقظه وقفت قباله السرير تتأمل ملامحه يبدو عليه الارهاق بشده
اصعب شعور تشعره المرأه عندما يتسلل اليها الشك بأن زوجها على علاقه بغيرها
فما بالكم بمن تعرف ان زوجها قد قضى ليلته بين احضان اخرى ليعود اليها فتلملم شتاته المبعثره تعد لها غذاءا يتقوى به وملابس لتزيد طلته بهجه تزرع هى واخرى تحرث
مع ذلك توجهت اليه لتوقظه بحنو امومى.. رؤوف……. رؤوف
استيقظ رؤوف ولم يدرك مامصدر تلك الرائحه الجميله والانفاس العطره عندما رأى نهى قباله ابتسم رغما عنه وقال.. ياصباح الانوار ايه الريحه الحلوه دى
لم تكن تضع عطرا ولكن الغسول الذى استخدمته لوجها كان يبعث عطرا منعشا
تعجبت نهى وقالت.. صباح الخير انت مش هتروح الشغل النهارده ؟الساعه داخله على عشره
لوى رؤوف شفتيه وقال.. ماليش نفس للشغل
نهى.. ليه كده بس؟
رؤوف.. من ساعه ما خسرت المناقصه الاخيره دى وانا الصراحه مكتئب وماليش مزاج للشغل
شعرت نهى بالذنب الشديد.. ربنا يخلف عليك ويعوضك وتأكد لو كان فيها خير ليك ربنا ان شاء مش هيمنعه عنك
رؤوف.. كنت حاطط عليها امل كبير
قالت نهى بتأثر.. ليه هوا انت بقى مماعكش فلوس
رؤوف.. لاااا مش للدرجادى بس اصلى كنت صرفت مبالغ الفتره اللى فاتت وكنت عامل حسابى دى تعوض دى
نهى.. اااه والفلوس صرفتها فى ايه
رؤوف.. هه جرى يا نهى من امتى بتسألى صرفت ايه وخليت ايه وبعدين دى فلوسى وانا حر فيها
غضبت نهى من هجوم رؤوف عليها ولكنها الان باتت تعرف السبب فرؤوف من عادته عندما يشعر بالذنب يتخذ الهجوم وسيله للدفاع ولذلك كانت نهى لاترد عليه حتى لا تستفزه اكثر فيزيد من هجومه ولكنه لم يكن ايضا يعتذر وهذا ما كانت تقبله نهى فى الماضى طالما المركب سائره ولكن لم تعد نهى كما كانت
نهى.. فعلا فلوسك عملتها قرش قرش لوحدك منغير ماحد يساعدك ولا يقف جنبك وانت حر تصرفها يمين شمال ان شالله تضيعها كلها ماحدش ليه عندك حاجه ربنا يعوض عليك يارؤوف واعرف ان ربنا سبحانه وتعالى ما منع عنك الا ليعطيك فاياريت تتمنى ان يكون عطاء كله خير
نظر لها رؤوف ولم يدري كيف يرد عليها فأذعن لردها رغما عنه.. وانا بتعب وبشقى عشان خاطر مين مش عشانكم يبقى ربنا سبحانه وتعالى ان شاء الله يدينى الخير مش كده ولا ايه
نهى.. الخير لاهل الخير يالا قوم واتنشط واطرد الشيطان الفطار جاهز والولاد مستنينك
تناول رؤوف طعام الافطار مع ابناءه وزوجته التى كانت تمتلك طله جديده مما جذب انتباهه رؤوف وظل ينظر لها بشده
مى.. مالك يا بابا عمال تبص لماما كده ليه
احمد.. كانك اول مره تشوفها
احمر وجهه نهى خجلا.. جرى ايه انتو الاتنين ما تاكلو وانتو ساكتين
رؤوف.. بس فعلا انت شكلك متغير
نهى.. انا زى ما انا ما تغيرتش
انهى احمد افطاره واشار بخفه لاخته التى كانت لازالت تأكل لتغادر معه كانت مى لماحه واطاعته فغادرا الطاوله سويا
فيما ظل رؤوف يحملق فى زوجته الهادئه والواثقه فى نفسها على غير العاده
فى الماضى كانت نهى عندما تجلس بجواره على الطاوله كانت لا تتوقف عن الكلام وسؤال رؤوف باستمرار عما ان كان اعجبه الاكل او يريد المزيد وما يريد على طعام الغداء
اما الان تجلس امامه امرأه متزنه واثقه فى نفسها تحتسى فنجان القهوه بتلذذ واستمتاع وهى تعبث بخصلات شعرها الطويل الناعم فيما تتابع عيناها مشهد السماء من النافذه المقابله لطاوله الطعام
اخفضت نهى عيناها على غفله فرأت رؤوف يحملق بها فابتسمت ابتسامه جذابه.. سرحان فى ايه ؟
رؤوف.. فيكى اصلك حلوه اوى النهارده
تقبلت نهى اطراءه بثبات وقالت.. ميرسى
عندها ضحك رؤوف ضحكه خفيفه.. ايه رأيك ننزل نتمشى شويه على البحر الجو بدأ يدفى والشمس طالعه
لم تكد نهى تصدق اذنيها فرؤوف يدعوها لمرافقته فى نزهه على الشاطىء !!! ولكنها قالت بخفه.. اوك
عبس رؤوف قليلا.. بس ما تتأخريش كتير قدام المرايه
نظرت له نهى وواكتفت بنظره معاتبه.. طيب ممكن تلم معيا تربيزه السفره
رؤوف.. يا سلام تحت امرك المها انا لوحدى واجهزى انتى
هزت نهى رأسها وانصرفت الى غرفتها فيما اخذ رؤوف نفسا طويلا وهو يتابعها بعينيه
تنزه الزوجان سويا على الشاطىء فيما احاط ذراع رؤوف بكتف زوجته وقربها منه حتى ليظن المار بهما انهما عاشقان
كان هذا ابعد ما يكون عن الحقيقه سخرت نهى فى نفسها من واقعها الاليم
لم يكن رؤوف يدرى بالذى يدور بخلد زوجته فقد كان مشغولا هو الاخر بالتفكيير فى سوء الحظ الذى رافقه مؤخرا وجعله يخسر تلك المبالغ الطائله
وايضا ما انفقه من مال حتى ينال رضا شيري نظر الى نهى فطيله زواج عمره عشرون عاما لم يصرف عليها عشر المبالغ التى صرفها على شيري فى اقل من خمسه اشهر
مما اشعره بالذنب
نهى.. تعالى نشرب حاجه فى الكافيه اللى هناك ده قعدته حلوه
رؤوف متعجبا.. كافيه !! وعرفتى ان قعدته حلوه منين
نهى.. رحته مره مع مى
رؤوف.. طيب
توجهه رؤوف الى الكافيه فيما وقفت نهى فجأه وتذكرت انها يوم ان قابلت فيه سلوى هو نفسه اليوم الذى رأت فيه ايمن قدرا
ايعقل ان تكون تلك مصادفه تذكرت ان سميه قالت لها ان من ينقل اخبار رؤوف لسلوى رجلا
ايعقل ان يكون ايمن ؟ولكن ما مصلحه ايمن فى ان يخسر رؤوف تلك الصفقات فهو شريك له اذن فالخساره مشتركه !!
رؤوف.. ايه وقفتى ليه
نهى.. هه لا لا ابدا يالا بينا
دخل الزوجان الكافيه وجلسا طلب رؤوف عصيرا فيما اخذ رؤوف يراقب زوجته التى انشغل ذهنها بأمرا لم يعرف كنهه
رؤوف.. ياترى مين اللى شاغل بالك
ابتسمت نهى بخفه وقالت.. ابدا مافيش
رؤوف.. نهى انتى لسه بتحبينى ؟
نهى.. يوم ما هكرهك تأكد انى استحاله هعيش معاك
رؤوف.. بقى كده بس انا لسه بحبك وعمرى ما هكرهك
نهى.. بس انت بعدت يا رؤوف ماعدتش رؤوف اللى كنت اعرفه
رؤوف.. وانتى يا نهى بعدتى عنى انتى كمان بقيت تهتمى بالولاد والبيت اكتر من اهتمامك بيا
نهى.. ازاى تقول كده وانا كل حاجه بعملها عشانك انت ده كل حياتى كانت بتدور حواليك انت ومحور اهتمامى كله كان انت
رؤوف.. كان ؟؟؟؟؟ ايه يعنى خلاص شيلتنى من اهتمامك
نهى.. لاء مش بالظبط كده بس من كتر ما بقيت مهتمه بيك نسيت روحى واهملتها
رؤوف.. اااه عشان كده جيبتى اللاب توب وبقيتى تخرجى كتير
نهى.. انا عندى 39 سنه ولسه ماشفتش الدنيا والعمر لسه قدامى وخلاص الحمد لله مى واحمد وكبروا وانت وبقيت مشغول على طول عايزنى لسه ااقعد محبوسه فى البيت
عندها ادرك رؤوف ان زوجته لازالت صغيره وعمرها قد مر هيا الاخرى
لما يستنكر عليها محاوله العيش والتمتع بشبابها وهو من استبقها فتزوج عليها اخرى تحت نفس الشعار
ولكنه قال بأنانيه غريزيه.. الست مالهاش غير بيتها ولا خلاص عشان ما احمد ومى كبروا تنسينا بقى وتنشغلى عننا
تعجبت نهى من حدته.. ان مش نسياكم ولا يمكن ام تنسى ولادها لكن هو حرام ان اتمتع بحياتى
وبعدين انت يضايقك فى ايه ان اجيب لاب واقعد على النت واشوف الدنيا ماشيه ازاى
قال رؤوف بعند.. النت دى تضيع وقت
ردت نهى بتهكم.. ما انا اوعدك اول ما هخلص مذاكره هبقى ااقعد عليه
هزت نهى رأسها اسفا وقامت فجأه وتركت رؤوف لازال جالسا فرفع رؤوف حاجبيه عجبا ودفع الحساب سريعا وجرى ليلحق بزوجته التى غادرت الكافيه وتركته خلفها
رؤوف.. انتى ازاى تمشى وتسيبينى قاعد لوحدى
نهى.. ماتعليش صوتك يا رؤوف مش لازم الناس تسمع بينا
رؤوف.. يا سلام ومش هامك منظرى قصاد الناس لما تسيبينى وتمشى
نهى.. والناس مش عارفه انى سيبتك اصلا ولا عارفين انا قومت ليه
رؤوف.. ولا انا عارف الصراحه انتى قومتى ليه
نهى.. لانك زى ما انت كل همك انك تحجر عليا وتقيدنى اعملى ماتعمليش واستنى منك الاوامر دايما
وفى الاخر برضه مش عاجب فخلاص انا جربت عشرين سنه سمعت فيهم كلامك بالحرف وفى الاخر وصلنا للنهايه ديا
فمن هنا ورايح هجرب بقى طريقه تانيه انى ولو لمره واحده اعمل الحاجه بطريقتى ونشوف
رؤوف.. ياسلام ولما طريقتك تفشل هقعد انا استنى بقى واشوف هتفشل ولا لاء
لا ياهانم البيت ده بتاعى وكل اللى فيه يمشوا بأمرى وانتى اولهم
نهى.. لا يا رؤوف البيت ده مش بتاعك البيت ده بتاعنا انا وانت ومافيش حاجه تمشى بأمرك في حاجات تمشى باتفقنا
وان طريقتى فشلت زى طريقتك ماهى فشلت يبقى كل حى يروح لحاله لانى ماعنديش استعداد انى اضيع عمرى اكتر من كده
من حقى اعيش حياتى وحتى اجرب حظى مع غيرك
كانت نهى قد وصلت الى العماره السكنيه التى يقطنون بها فتوقفت عن الكلام واتجهت الى المصعد وصعدت بمفردها تاركه رؤوف يحملق بها بشده بعد ان شعر ان دشا باردا نزل عليه بفعل كلامتها
وخاصه الجزء الاخير اجرب حظى مع غيرك عندها دق ناقوس الخطر فى رأسه فصعد الى الشقه غاضبا خاصه وانها للمره الثانيه تركته وحيدا فى اقل من نصف ساعه مما ينبأ انها قد تتركه وحيدا مجددا ولكن
الى متى ؟؟؟؟؟؟