الفصل الثلاثون:
خرجا حازم و نهله باكرا لشراء كل ما يلزمهما.
نهله: انت بجد مجنون, ازاى واحده تجهز نفسها فى يوم يعنى.
حازم: انتى عاوزه ترجعى فى كلامك و لا ايه؟
نهله: لا مش برجع فى كلامى و لا حاجه بس الناس هيقولوا علينا ايه. انت شوفت ندى و نغم و فارس استغربوا ازاى لما قولنالهم.
حازم: ميهمنيش حد.
نهله: ماما هى الوحيده اللى اتبسطت.
حازم: لا الكل اتبسط بس هما استغربوا شويه, بس مامتك اكتر عشان اطمنت عليكى.
نهله: طيب هنعمل ايه دلوقتى.
حازم: هنروح على معرض الموبيليا نختار اوضة النوم و انا اتفقت معاهم ان هنختار اللى يعجبنا من الكتالوجات و على بليل هيوصلوهالنا البيت.
نهله: و بعد كدا تودينى اى مكان افطر عشان محطتش حاجه فى معدتى من الصبح و حاسه انى دايخه.
حازم: لا طالما تعبانه تعالى نفطر الاول و بعدين نروح.
نهله: لا خلينا نلحق بس عشان يعرفوا يبعتوهالنا على بليل.
حازم: لا هتفطرى الاول.
و ذهبا إلى اول مكان ذهبا فيه معا على النيل يوم اخذها لتشترى الادوات التى طلبتها لحديقة الفيلا.
سعدت كثيرا بالمكان فبالنسبه لها هذا هو مكانهما الخاص و اول مكان حدث فيه تواصل حقيقى بينهم حتى و لو كان بسيطا.
نهله: شكرا انك جبتنى هنا.. انا بحب المكان دا.
حازم ( مبتسما ): عارف و عشان كدا جبتك فيه.
طلب لهما فطورا و اخذا يتحدثا.
نهله: انا كنت عاوزه اسألك على حاجه.
حازم: خير يا حبيبتى.
نهله: انت قولت لمامتك انك اتجوزت؟
حازم: لا.. بتسألى ليه؟
نهله: ايه اللى بسأل ليه يا حازم.. طبيعى جدا انى اسأل.. دى مامتك و هتيجى بعد دخلتنا بيومين, هتيجى فجأه تقولها سيربرايز انا اتجوزت و دى مراتى.
حازم: انتى فاكره انها مهتمه بدا دى مسألتش لا عنى و لا عن فارس خالص.. كل اللى همها ان عندها مشكله و عاوزانى احلهالها.
نهله: حتى لو كدا.. انا هيبقى شكلى ايه و انت بتقولها دى مراتى من غير متبقى عارفه خالص و لا عندها فكره.
حازم: متشغليش بالك بالموضوع دا.. انا حر فى قرارى و هى ملهاش انها تتدخل.
نهله: انا قلبى مش مطمن.
حازم: لا خليه يطمن انا عمرى ما هسمح لحد يقولك حاجه او يتصرف معاكى اى تصرف يضايقك.
سكتت نهله و لكن قلبها لم يرتح.
حازم: حبيبتى انتى بس فكرى في بكره و انسى اى حاجه تانيه.. من بكره بليل هنبقى مع بعض على طول و دى اهم حاجه.. مش مهم رأى اى حد.
نهله ( مبتسمه ): حاضر.
انها فطورهما و ذهبا ليقضيا مشاويرهما بدأ بمحل الموبيليا ثم المول لشراء كل ما تحتاجه نهله من اشياء شخصيه تحتاجها اى عروس.
فى الفيلا كانوا ندى و نغم و فارس جالسين يتحدثون بخصوص زفاف نهله و حازم.
فارس: اخويا دا طلع اجن منى.. ازاى يعنى يتجوزوا بكره و هيلحقوا ازاى يخلصوا كل حاجه.
ندى: و الله مانا عارفه بس احنا لازم نساعدهم بأى حاجه.
نغم: نهله طلبت منى انى اجيبلها فستان سهره حلو عشان بكره بس انا بصراحه مش عاجبنى الموضوع دا و عندى فكره كدا.
فارس: ايه هى؟
نغم: فى واحده صاحبتى مصممة فساتين فرح, بفكر اروحلها و اشوف لو عندها حاجه مناسبه لنهله جديده اشتريها منها.. و ساعتها نهله هتبقى قدام الامر الواقع و هتضطر تلبس فستان فرح.
فارس: فكره حلوه جدا.
ندى: و انا كمان شايفه كدا.. طيب دى مشكله اتحلت فى مشكله تانيه.
نغم: ايه هى؟
ندى: الحفله اللى على الضيق.. كنا عاوزين نعملهم فرح كويس.
نغم: بس نهله عاوزه اللى يحضروا بس اللى قريبين ليها.
ندى: مفيش مشكله هنعمله هنا و هنعزم بس العيله بس عاوزين نهتم اكتر بالترتيبات.. يعنى نحاول نوضب الجنينه بشكل جميل و نجيب فرقه تعزف موسيقى هاديه و اغانى عربى و اجنبى.. و نطلب من مطعم كويس يشرف على الاكل.
فارس: المشكله ازاى هنلحق نتفق مع حد و مين هيكون فاضى.
ندى: احنا لينا معارف كتير يتمنوا يساعدونا و بعدين دى حاجه على الضيق يعنى لو متخصصين يقدروا يتصرفوا.. سيبولى الموضوع دا انا هعمل اتصالات و هحاول اظبطها.
نغم: طيب كويس اوى كدا نبقى حلينا كل حاجه.
فارس: لا لسه فاضل حاجه.
ندى: ايه؟
فارس: احنا هنفضل قاعدينلهم كدا معاهم فى ليلة دخلتهم يعنى مش منظر دول عريس و عروسه و لازم برضو ياخدوا راحتهم.
ندى: عندك حق بس هنعمل ايه؟
نغم: خلاص نروح نقعد يومين فى اى فندق لحد يوم وصول مامتك نبقى نرجع كدا و لا كدا هيكونوا خلاص مبقوش لواحدهم.
فارس: يعنى تفتكرى هما هيرضوا.. اكيد مش هيوافقوا طبعا… انتى عارفاهم كويس لا حازم و لا نهله هيرضوا بكدا.
ندى: طيب انت مفكر فى حاجه؟
فارس: اه.. نحجزلهم جناح شهر عسل فى اى فندق ليلتين.. هما طبعا قليلين بس هنعمل ايه فى اللى هتطب علينا يوم الثلاثاء دى.
ندى: قصدك مامتك.
فارس ( بتريقه ): اه اقصد مامى هى فى غيرها.
نغم: فكره حلوه بس هيرضوا؟
فارس: اه طبعا عشان دى هتكون هديتنا و مش هيبقوا عاوزين يكسفونا.
ندى: خلاص تمام اوى كدا.. روحوا انتوا دلوقتى سوا اعملوا المشاوير دى.
فارس: طيب و انتى هتمتى بالترتيبات اللى باقيه لواحدك.
ندى: لا هكلم ادهم يساعدنى.
فارس: اهااااااااا ادهم.. هى ايه الحكايه بالظبط.
ندى ( بتلعثم ): حكاية ايه مش فاهمه؟
نظرت له نغم بعتاب قائلة: مش ياللا يا فارس عشان منتأخرش.
و خرجا نغم و فارس معا.
نغم: انت لازم تكسفها يعنى؟
فارس: و انتى من امتى الحنيه دى يعنى؟
نغم ( بعصبيه ) : انت مفيش حاجه بتعجبك ابدا؟ اه كنت غلطانه فى وقت بس بحاول اتغير عيب و لا حرام.
فارس (مبتسما ): خلاص يا برنسيس متتعصبيش اوى كدا.. لا عيب و لا حرام يا ستى.. و لو على ندى فأنا بس كنت بهزر معاها عشان حاسس ان فى حاجه بينها و بين ادهم بس هى بتدارى.
نغم: فى ولا مفيش انت مالك؟
فارس ( ضربها بخفه على رأسها و هو يمزح ): لسانك طول.. هاه.
ابتسمت له نغم و ذهبا ليفعلا ما اتفقا مع ندى عليه.
اتصلت ندى بأدهم فكان عندها فى خلال نصف ساعه. استقبلته بإبتسامتها التى يعشقها.
ندى ( مبتسمه ): اتفضل.
ادهم ( مبتسما ): وحشتينى اوى.
ندى: و انت كمان.
ادهم: خير انا اتخضيت لما لاقيتك بتقوليلى اجى بسرعه.. فى حاجه؟
ندى: لا متقلقش انا بس عاوزاك تساعدنى فى حاجه.
ادهم: حاجه واحده بس مليون حاجه.. انتى بس اؤمرى.
ندى ( مبتسمه بخجل ): لا هى حاجه واحده بس.
ادهم: خير يا روحى.
ندى: طبعا انت عرفت ان نهله و حازم قرروا ان بكره يعملوا فرحهم بس على الضيق.
ادهم: ايوا ماما اتصلت الصبح و قالتلى ان هى و خالتى هييجوا بكره الصبح و حكيتلى.
ندى: هما كانوا ناويين يعملوا عشاء و خلاص كدا للعيله و نسهر سوا بس احنا قررنا نعملهم حفله على الضيق تبقى مفاجاه ليهم.
ادهم: طيب كويس اوى بس هتلحقوا.
ندى: ما انا عشان كدا عاوزاك تساعدنى.. انا اتصلت بمطعم و شركه بتاعت تجهيز حفلات افراح هيساعدونى اعمل حاجات على الضيق كدا و كمان اتفقت مع فرقه الحمد لله فى ناس اعرفهم ساعدونى.. بس فى حاجات لازم نعملها احنا بنفسنا.
ادهم: مين الناس اللى ساعدوكى دول.
ندى ( بإستغراب ): اصدقاء ليا.
ادهم ( بعصبيه ): ايوا مين الناس اللى فى نص ساعه كدا ساعدوكى على طول يعنى بنات و لا شباب.
ندى: هههههههههه انا بكلمك فى ايه و انت بتفكر فى ايه؟
ادهم: لو سمحتى متضحكيش و تستفذينى اكتر و فهمينى.
ندى: اللى ساعدونى واحده صاحبتى و باباها.. ارتحت.
ادهم ( مبتسما بأرتياح ): اه ارتحت.
ندى: بس انا مبحبش كدا.. لازم تكون واثق فيا.
ادهم: انا واثق فيكى.
ندى: مش باين.
ادهم: ليه بتقولى كدا؟
ندى: عشان طريقتك فيها عدم ثقه و شك.
ادهم: لا طبعا طريقتى مفيهاش غير حاجه واحده بس غيره.
ندى: مفيش سبب يخليك تغير.
ادهم: لا فى انى بحبك.
ندى: تحبنى تقوم تشك فيا.
اقترب منها ادهم و نظر لها بعشق كبير, قائلا: بحبك فعاوزك تكونى ليا انا بس و مقدرش احس ان حد ممكن يبصلك حتى غيرى. انا بثق فيكى اكتر من نفسى بس بحبك و مقدرش مغيرش عليكى.
ابتسمت له ندى قائلة: طيب هتساعدنى؟
ادهم: اه اكيد بس فهمينى المفروض نعمل ايه بالظبط.
ندى: هنظبط الجنينه بحيث انها تبقى جاهزه تماما لأن بكره ييجوا يوضبوها و يجهزوها لحفلة بليل.
ادهم: تمام يا قمرى عقبال ما نجهز لفرحنا.
ابتسمت له بخجل و شرعا فى عملهما.
حجز فارس جناح شهر عسل بأحد الفنادق بعد ان ذهب هو و نغم إلى اكثر من فندق و اختاروا الأفضل و كان المتبقى ان يذهبا لصديقة نغم للحصول على فستان زفاف مناسب لنهله, و لكن قررا تناول الغداء أولا.
جلسا معا فى انتظار ان يجهز الطعام.
نغم: حلو اوى الفندق اللى حجزنالهم فيه.
فارس: اه جميل اوى.. ان شاء الله يتبسطوا فيه.
نغم: ان شاء الله.. و كمان هنجيب لنهله فستان الفرح يا رب تتبسط بيه.
فارس: كلكم فكرتوا بنهله و نسيتوا حازم.
نغم: نسيناه فى ايه.
فارس: اشمعنى يعنى هتجيبوا لنهله فستان فرح و حازم هيلبس جينز يعنى فى الفرح و لا ايه.
نغم: ميلبس اى بدله سهره من عنده يا ابنى.
فارس: لا لازم يلبس بدله جديده هو كمان.
نغم: طيب نهله انا عارفه مقاسها لكن حازم هنعمل معاه ايه.
فارس: هتصل بندى و اخليها تدخل اوضته تشوف اى بدله من بتوعه تعرفلى مقاسها و هنعدى نشتريله بدله جديده مناسبه للفرح.
نغم ( مبتسمه ): خلاص يبقى اتحلت مكشر زى الاطفال ليه.
ابتسم لها فارس و اخذ يفكر فى نفسه كم انها جميله و تشعر به. كيف لم ينتبه لذلك فيما مضى و كان دائما يحاول اغاظتها و الاساءه لها, فهى ليست بالسوء الذى تخيله, على العكس هو يجدها بجانبه دائما اذا اغضبه اى شئ.
انها طعامهما و توجها إلى صديقة نغم التى عرضت عليهم العديد من فساتين الزفاف و اخذا يحاولوا انتقاء شئ مناسب لنهله حتى اتفقا على فستان شعرا انه سيكون جميلا عليها و وعدتها صديقتها ان تسلمه لها غدا ظهرا.
توجها بعد ذلك إلى محل للملابس الرجاليه لشراء بدله لحازم و اختارا بدله شعرا انها ستكون مناسبه لحازم و لفستان نهله و بذلك سيبدوان زوج مثالى لكل من ينظر إليهما.
شعرا بسعاده كبيره و قرب هذا المشوار كثيرا بينهما, عادا إلى الفيلا سعداء و يضحكان. استقبلهما ندى و ادهم, و تبادلوا جميعا الحديث عن التحضيرات.
وصلا حازم و نهله متأخرين و كان ادهم قد غادر و الجميع ذهبوا لغرفهم لكى يرتاحوا فقد تعبوا كثيرا اليوم.
صعد حازم مع نهله كعادته ليوصلها إلى غرفتها و يتأكد من نومها.
بدلت ملابسها و انتظرها لكى تدخل الفراش و غطاها جيدا و جلس إلى جوارها.
حازم: برضه مش عاوزه تفرجينى الحاجات اللى اشتريتيها.
نهله: لا طبعا.
حازم: ليه ما هو انا اكيد هشوفها يعنى عليكى.
نهله: اه دا بعدين مش دلوقتى.
حازم: ادينى فكره بس كدا.. ورينى حاجه واحده حتى.
نهله ( ضاحكه ): بعينك.
حازم ( مبتسما ): ماشى اتدلعى براحتك و اتكسفى دلوقتى عشان بعد كدا مفيش كسوف.
نهله ( بنظرة عتاب ): حازم.. مش قولتلك بلاش تقول كلام يكسفنى.. خلاص اتفضل اديك وصلتنى للاوضه روح نام بقى و سيبنى انام عشان بكره ورايا يوم طويل.
حازم: لا هستنى لما تنامى.
نهله: خلاص هنام اهه.
اقترب منها حازم و ضمها اليه و جعلها تنام على صدره و اخذ يلعب بخصلات شعرها.
حازم: نامى يا روحى.
رفعت رأسها و نظرت له و ابتسمت, نظرتها حركت داخله مشاعر كثيره لم يستطع مقاومتها و بدأ يقرب وجهها اليه و طبع على شفايفها قبلة دافئه و ضمها اكثر اليه, شعرت نهله انه لن يقف عند هذا الحد, فأبعدته عنها برقه.
نهله: حازم لو سمحت روح يالا على اوضتك.
حازم: قولتلك هستنى لما تنامى.
نهله: عشان خاطرى روح أوضتك.. بكره هنبقى مع بعض و مفيش حاجه هتبعدنا بس انت عارف انك لو قعدت اكتر من كدا مش هيبقى كويس.
فهم ما تقصد فبالفعل هو لم يعد يستطيع التحكم فى نفسه لذلك استسلم لطلبها و غطاها جيدا و قبلها بحب و تركها لتنام و ذهب إلى غرفته ليفكر بها و بأنها ستصبح ملكا له بكل خليه من روحها و جسدها غدا.