رواية الغريبة حازم ونهلة الفصل الثالث 3

رواية الغريبة

الفصل الثالث:

صعدت نهله مع حازم إلى مكتب المحامى و هناك وجدت شاب و فتاتين.
حازم: هاى يا جماعه انا جايب معايا نهله.
اخذ الجميع فى تفحص نهله بإستغراب لم يتوقعوا ان تكون بهذا الشكل البسيط و الذى يفتقد إلى العنايه و الإهتمام. جميعهم كانوا يرتدون ملابس انيقه و واضح انها غالية الثمن و واضح اهتمامهم الكبير بمظهرهم, رغم ذلك مظهر كل منهم كان يعكس شخصيتهم مما جعل نهله تخمن اسمائهم قبل ان يتدخل حازم و يبدأ عملية التعريف.
اول من وقعت عيناها عليه كان شاب يرتدى بادى و جينز ممزع صاحب قصة الشعر الغريبه فهو يشبه المطربين الامريكيين و يتمتع بوسامه واضحه بالإضافه إلى انه يشبه حازم بعض الشئ و لكن حازم اكثر رجوله و يبدو انه صاحب شخصيه قويه عن هذا الشاب الذى تشعر انه لا يهتم لشئ و له عالمه الخاص. ايقنت بداخلها انه فارس.
اما الفتاتين فكانت واحده خمرية البشره شعرها متوسط الطول و بنى غامق لها عينين عسليتين اللون, وجهها يشعرك بالألفة و الحنان. كانت مبتسمة لنهله و لم ترى فى عينيها استعلاء الأخرى التى تجلس بجانبها. ترتدى ملابس رسمية بعض الشئ لكنها انيقة جدا. شعرت نهله ان هذه الفتاه هى ابنة عمتها ندى.
أما الفتاة الأخرى فواضح انها نغم مصممة أزياء رغم انها تصلح اكثر لتكون عارضة أزياء فهى طويلة ممشوقة القوام تملك جسم رائع كعارضات الأزياء, بيضاء شعرها أصفر و به خصلات بنية اللون ممزوجه بشكل رائع و عيون خضراء تشعر من ينظر لها يشعر و كأنه ينظر إلى لوحة فنيه رائعه و لكن ما يشوه هذه اللوحه هى نظرة الاستعلاء التى تملأ وجهها.
تأكدت نهله من تخمينها عندما عرفهم حازم لها. ابتسمت نهله لهم و جلست بجوار حازم.
حازم ( موجها كلامه للمحامى): كدا احنا كلنا موجودين يا استاذ طارق و تقدر تفتح الوصيه و تفهمنا اللى فيها.
طارق: طبعا انتم عارفين ان انا كنت صديق لجدكم الله يرحمه و محاميه من فتره طويله. هو كان كل اللى بيحلم بيه انه يجمع كل أولاده حواليه بس للأسف مقدرش يعمل دا فأتمنى انه يحقق دا معاكم. طبعا جدكم رجل أعمال كبير و من أغنى أغنياء مصر و هو قرر انه يقسم كل أملاكه بينكم بالعدل و دا معناه ان كل واحد فيكم عنده ثروه تعيشه مرتاح جدا طول عمره و تعيش اولادكم كمان فى مستوى عالى.
بدت السعاده على وجوه الجميع حتى استكمل المحامى كلامه.
طارق: بس هو حاطط شرط واحد لازم تنفذوه قبل ما دا يحصل.
بدا الاستغراب و الحيره على الجميع.
حازم: و ايه هو الشرط دا يا استاذ؟
طارق: الشرط دا ان شركة الملابس اللى انت بتديرها بالإضافه للمصنع كلكم هتتعاونوا فى إدارتها و العمل فيها لمدة سنه بس انت هتكون رئيس مجلس الإداره عشان انت ادرى بالشغل.
فارس: بس انا مفهمش فى الشغل دا خالص و مش تخصصى و انا عندى شغلى فى الاخراج مشغول بيه.
نهله: و انا استحاله اسيب شغلى و اشتغل هنا و خصوصا انى عايشه فى المنصوره مش فى القاهره و كمان مفهمش حاجه فى الشغل دا.
طارق: الحاج الله يرحمه كان شايف انكم لو قعدتم مع بعض هتقدروا توصلوا لإتفاق و كل واحد اكيد هيبقاله دور و بالنسبه لموضوع ان الاستاذه نهله عايشه فى المنصوره فأعتقد لما تسمعوا بقية الشرط هتلاقوا الحل.
نهله: ازاى يعنى؟
طارق: بقية الشرط ان السنه دى لازم كلكم تعيشوا مع بعض فى الفيلا بتاعت جدكم, و كل طلباتكم و مصاريفكم مجابه غير ان فى خدامين يراعوا كل طلباتكم.
نهله: استحاله طبعا انا استحاله اسيب بيتى و ماما ابدا. هو نسينى طول حياته و جاى دلوقتى يفرض عليا شروطه. انا مش موافقه و مش عايزه منه اى حاجه, و عن اذنكم بقى عشان انا ورايا سفر.
نظر الجميع بدهشه لنهله و لطريقتها الانفعاليه.
تدخلت ندى محاولة تهدئتها.
ندى: طيب اهدى يا نهله و هنحاول نتفق و نوصل لحل يريحنا كلنا.
نهله: انتم كلكم متعودين تعيشوا هنا و معندكوش مشكله لكن انا عندى شغلى و ماما مقدرش اسيبهم.
نغم ( بنظرة قرف و تفحص لنهله ) : اكيد بيتك مش احلى من الفيلا بتاعت جدو و لا شغلك افضل من شركتنا و مصنعنا, و بعدين ما انا كمان سيبت امريكا و سيبت مام و داد عشان اجى هنا بطلى كلام الاطفال الصغيرين دا.
نهله: انا حره و خليكى فى حالك و بيتى و شغلى احسن من مليون فيلا و شركه.
طارق: يا ريت تهدوا يا جماعه.. و بصراحه المرحوم كان متوقع اللى بيحصل دا و خصوصا اعتراض الاستاذه نهله و عشان كدا سابلها الرساله دى و طلب منى اسلمهالها بنفسى و اسيبكم اسبوع كل واحد يفكر مع نفسه و بعدين هستناك يا حازم تبلغنى القرار النهائى.
و اعطى الرساله لنهله و التى كان الاستغراب واضح عليها.
طارق: حاليا هو دا اللى كان مطلوب منى ابلغهولكم و ان شاء الله كمان اسبوع هستنى مكالمه او زياره من حازم هنا فى مكتبى.
حازم: ان شاء الله.
و غادر الجميع المكتب و جميعهم فى حيره.
حازم ( موجها كلامه لنهله ): استنى انا هوصلك.
نهله: لا ملوش لزوم انا هاخد تاكسى للمحطه.
حازم: انا مش هسيبك تسافرى لوحدك فى الوقت دا. العربيه موجوده و انا اللى هوصلك لحد باب البيت.
نهله: و ليه ان شاء الله انت فاكرنى عيله صغيره معرفش اسافر لوحدى.
حازم ( بغيظ ) : لا شايفك بنت مينفعش تسافر لوحدها و خصوصا ان الدنيا هتليل عليكى فى الطريق و مش عايز مامتك تقلق عليكى. ريحى نفسك عشان دا قرار مفيهوش نقاش و يا ريت تتفضلى تدخلى العربيه.
و مسك موبايله و بدأ فى مكالمه: ايوا يا طنط انا حازم, اخبارك ايه؟ نهله بخير متقلقيش انا هوصلهالك لحد باب البيت…. لا يا طنط متقوليش كدا مفيش تعب و لا حاجه… هى كمان بتسلم عليكى.. باى.
نهله ( بإستغراب) : انت كنت بتكلم ماما.
حازم: ايوا عشان تطمن عليكى.
دخلت السياره بدون كلام فقد شعرت بالإحراج من اسلوبها معاه و لكن كبريائها منعها من الاعتذار.
حاول ان يفتح معها حوار اثناء الطريق.
حازم: تحبى اشغل حاجه نسمعها فى الطريق عشان متزهقيش
نهله: براحتك مش فارقه معايا.
حازم: بتحبى تسمعى مين؟
نهله: فيروز.
حازم: انا كمان بحبها اوى و عندى سيدى كوكتيل اغانى ليها معايا على طول فى العربيه.
و وضع السيدى و بدأ صوت فيروز الرائع يملأ الاجواء مع هدوء الطريق فبدأت تسترخى و نامت طوال الطريق بهدوء.
كان حازم ينظر اليها من وقت لاخر و يبتسم فهى تبدو كل الطفل الصغير الذى نام بعد ان عذب والديه و لكن رغم شقاوته ينام كملاك صغير.
دخلا مدينة المنصوره فبدأ ينادى عليها بهدوء و يربت بيده على كتفها ليوقظها. استيقظت فجأه.
حازم: انا اسف وصلنا و مش عارف العنوان فياريت توصفيلى.
اخذت تصف له الطريق حتى وصلوا للمنزل. استقبلتهم والدتها بترحيب كبير.
الأم: اهلا يا حبيبى.. مشوفتكش من و انت صغير.. كبرت و بقيت راجل.
حازم ( مبتسما ) : ازيك يا طنط.. وحشتينى.
الأم: انت اكتر يا حبيبى.. اتفضل.
كانت نهله منزعجه من ترحاب امها الشديد بحازم و شعر حازم بذلك.
حازم: اعذرينى يا طنط انا مضطر امشى علشان السفر انتى عارفه يا دوب ارجع.
الأم: انت بتقول ايه ترجع ازاى دا الوقت اتأخر جامد استحاله اسيبك تسافر متأخر كدا.
اندهشت نهله من طريقة والدتها و نظرت اليها نظره عتاب.
حازم: يا طنط دى مش اول مره اسافر بليل.
الأم: بس كدا هتبقى خدت المشوار صد رد بس ريح نفسك مش هيحصل لازم تبات النهارده هنا و بكره ابقى سافر الصبح.. متحاولش معايا و الله هزعل منك.
حازم: و انا مقدرش على زعلك يا طنط.. خلاص امرك.
شعرت نهله بغيظ رهيب.
نهله: طيب عن إذنكم انا هدخل اكمل نوم.
و تركتهم و اتجهت لغرفتها.
الأم: انا اسفه يا ابنى اعذرها بس هى اتعذبت كتير و حست دايما انها مرفوضه منكم.
حازم: و الله انا مقدر يا طنط و عارف كل حاجه بس هى كدا اللى بتعذب نفسها. انا على العموم عاوز اتكلم معاكى و احكيلك كل حاجه حصلت النهارده و فرصه هى نامت و شوفى انتى هيكون رأيك ايه.
و أخذ حازم يشرح لها كل ما حدث و ترك لها القرار مع ابنتها, ثم جهزت الأم له مكان ليقضى فيه الليله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top