الحلقة 14
جلست فاتن على الدرج آملة أن يرق قلب والدتها بعد أن تهدأ موجة ڠضبها..حاولت البقاء قويه و عدم الاستسلام لدموعها الموشكه على الانفجار..نهضت و اتجهت لتدق الجرس مره اخرى..انتظرت برهه..ثم أعادت الكره..و لكن دون جدوى..حينها أنهارت فاتن بالبكاء و النحيب…
لم تستطع قدماها حملها فسقطت على الارض..لتجلس مسندة راسها على باب الشقه..و توقف عقلها عن العمل تماما..فأين ستذهب في هذه الساعه و بملابسها تلك…
شاهدت المصعد يفتح..لتهُب واقفه على قدميها..خائڤة من ان يراها احدهم بهذا الوضع المخزي..همت بصعود الدرج و الاختباء من نظرات القادمين عبر المصعد..لينادي احدهم..فاتن…
استدارت فاتن حين سماعها صوته..لتقول بنبره غير مفهومه من شدة شهقاتها..يحيى..ماما طردتني…
تقدم يحيى بخطوات مسرعه باتجاهها و القلق يعتري قسماته المرهقه من العمل في شركته لهذه الساعه المتأخره..قال بعد أن وصل حيث تقف..ارجوكي بطلي عياط عشان افهم…
أحاطت عنقها بكفيها محاولة السيطره على نوبة البكاء التي اعترتها..تأجج القلق في نفس يحيى لدى رؤيتها مڼهاره تماما..قال محاولا التخفيف عنها..كل شيء و له حل يا فاتن..بس اهدي الله يخليكي و فهميني عشان اقدر اساعدك… ايه بس اللي موقفك هنا فساعه زي دي.. هي مامتك لا قدر الله جرالها حاجه
هزت فاتن رأسها و قالت بعد أن سيطرت على شهقاتها..ماما..ماما يا يحيى طردتني و مش راضيه تفتح الباب..اصلنا شدينا مع بعض و بعدين لقيتها زقتني بره و طردتني..تصور طردتني يا يحيى..طردتني…
لعڼ يحيى بشكل فج..ثم خلع سترته و وضعها على كتفيها بعد أن تنبه لما ترتديه..حيث كانت ببجامتها المكونه من توب بحمالات رفيعه..وشورت قصيرجدا…
ادخلت فاتن ذراعيها في أكمام الستره محرجه..ليقول يحيى..طب انا دلوقتي هاكلمها..حافظه رقمها…؟
أومأت فاتن..و ادخلت الرقم في هاتفه..طلب يحيى الرقم..لترد عليه انجي بصوت متثائب..خير…مين حضرتك؟
يحيى..انا يحيى..و دلوقت واقف بره مع فاتن..من فضلك تفتحيلها الباب..عشان بجد ميصحش اللي بتعمليه ده
انجي پغضب..و المصحف لو حاولت تكلمني تاني بخصوصها او لو رجعت تاني ترن الجرس..لاكون مجرساها بفضيحه..قولها خلاص معدش في ماما..انا اتبريت منها خلاص و مش عايزه اشوف خلقتها تاني..انت فاهم…
اغلق يحيى الخط..دون ان يرد على سمۏم والدتها مراعيا مشاعر فاتن و حالتها السيئه..
قالت فاتن بيأس..مش راضيه.. صح..؟
أومأ يحيى و علامات الڠضب تكسو وجهه من فعل تلك المراه المتجرده من كل مشاعر الامومه..
قالت فاتن بحرج..طب معلش لو تديني الموبايل اكلم اخويا يجي ياخدني عنده…
سأل يحيى بدهشه..هو انتي عندك اخوات ؟
أومأت فاتن بحرج..ايوه..اخويا من ماما..بس مش قريبين من بعض..لكن اكيد لما يعرف مش هيتاخر عن مساعدتي..
قال يحيى..اتفضلي..
طلبت فاتن الرقم..اكثر من مره..و لكن على ما يبدو ان الرقم خارج نطاق الخدمه..
قالت فاتن بيأس..مش بيرد..بيقولي خارج الخدمه….طب ممكن توصلني عنده البيت..مش هاقدر انزل لوحدي الساعه دي و بهدوم البيت…
قال يحيى بحزم..الصبح له عنين..دلوقتي اتفضلي معايا..ارتاحي و بكره هاوصلك عنده..
فاتن بتردد..اتفضل فين ؟
يحيى..عندنا فالبيت..انا هاصحي ماما و ليلى دلوقتي..
قاطعته فاتن..لالا ميصحش…مش هاقدر…ارجوك ارجوك توصلني عنده…
جز يحيى على أسنانه من شدة الڠضب الموجه لوالدتها..و التي تجردت من الرحمه لتلقى بابنتها و في هذه الساعه المتأخره و بتلك الملابس خارج الشقه..و تحامل على نفسه و رغبته في حمايتها..فكلامها منطقي أكثر..و سيكون مطمئنا عليها و هي بعيده عن تلك البغيضه..و في كنف رجل..
قال يحيى بهدوء لا يعكس ڼار الڠضب المتقده في داخله..طيب..بس الاول تغيري هدومك عشان ميصحش تنزلي كده..حتى لو انا معاكي..احنا لسه هنستنى مواصله تحت…
مسحت فاتن جانبيها بباطن كفيها محرجه من رؤيته لها في بيجامة النوم و قالت بتلعثم..بس ما انت شايف مش راضيه تفتحلي..هاغيرهم ازاي..
قال يحيى..عندنا طبعا..انا هاصحي ليلى , اخليها تشوفلك حاجه مناسبه من عندها…
أومأت فاتن..ليقول يحيى..طب يلا تعالي معايا جوه..هاصحي ليلى بس متقلقيش اكيد كلهم نايمين…
تبعته فاتن..و دلفت خلفه إلى شقتهم المتوشحه بالظلام..أغلق يحيى الباب هامسا..خليكي هنا..و هاصحي ليلي..و افهمها الوضع..اوك….
في داخل غرفة ليلى..و بعد أن استفاقت و اخبرها يحيى بوضع فاتن الحالي، قالت بتردد..طيب طيب.. انا قايمه اهو اروحلها…
خرجت ليلى برفقه يحيى و اتجها حيث تنتظر فاتن على باب الشقه
قالت ليلى بعد أن تبادلاتا التحيه..مش لو تباتي انهارده فاوضتي هيكون احسن و بكره يحيى يوصلك
نظرت فاتن بحرج تجاه يحيى..ليتدخل قائلا..معلش فاتن مصره..ياريت تاخديها اوضتك عشان تغير هدومها…
أومأت ليلى..شاعره بالحيره و الارتباك..فكما تعلم جيدا أن كِنان الان في فلسطين..و ستضطر فاتن للمبيت هنا الا اذا كان لديها اخا اخر…
في داخل غرفتها..قالت ليلى مستفسره..اخوكي ده اللي من مامتك اسمه ايه ؟
أجابت فاتن..كِنان… لتقول ليلى..اسمعي بقى..اخوكي مسافر و مش هينفع تنزلي انتي و يحيى دلوقت..
فاتن بدهشه..مسافر فين..و انتي عرفتي ازاي
قالت ليلى..مش اسمه الكامل كِنان محمد مرتجى، اومأت فاتن..
لتكمل ليلى..ده يبقى صاحب أخويا لؤي الانتيم..و من فتره قريبه سافر لفلسطين وبيشتغل مراسل هناك..انتي ازاي متعرفيش الكلام ده..
قالت فاتن..اصل احنا مش قريبين من بعض و بقالي فتره مش بشوفه..بس انتي عرفتي ازاي انه اخويا
تململت ليلى مضطربه..ثم قالت..احم… ما كلنا عارفين منه
قالت فاتن مشككه..ازاي كلكم..يحيى مكنش عارف ان ليا اخوات اصلا..يمكن انتي تقصدي حد تاني و ده مجرد تشابه اسماء..
أرادت فاتن التعلق باخر قشه لايجاد مئوي لها الليله..لتقول ليلى..و كمان صحفي زيه..طب استني شويه
هرعت ليلى و اشغلت حاسوبها الخاص..ثم فتحت صفحة الفيس و قالت..اهو مش دي صفحة اخوكي..و ادي صوره في فلسطين..بصي الصوره دي منزلها من يومين ادام المسجد الاقصى…
ارتبكت فاتن..و شعرت بالعجز..فأين ستبيت الليله وكيف ستتصرف إن لم يرق قلب والدتها غدا..لقد املت أن يستقبلها كِنان للعيش معه كما عرض عليها سابقا..و لكن يبدو أنه أخرجها من حساباته تماما..و سافر دون أن يترك لها خبرا…
قالت ليلى بعد أن أحست بضيق فاتن..و لا يهمك يا حببتي..انتي تباتي معايا انهارده و بكره يحلها الحلال
نهضت فاتن قائله..لا مقدرش..ميصحش..
ليلى..هو ايه اللي ميصحش..و اصلا هتروحي فين فساعه زي دي..ليكي قرايب يعني هتروحيلهم..
فاتن بحرج..لا..بس ممكن اكلم الداده بتاعتي او اروحلها..
قالت ليلى بتأنيب..ليه هو احنا مش اد المقام..و لا انتي مش عايزه تعتبرينا صحاب..ده انتي اخت كِنان .
بترت ليلى كلماتها..لتقول فاتن..هو انتي و كِنان صحاب كمان..؟
ارتبكت ليلى و قالت..انا هاقول ليحيى..
صمتت ثم قالت..اسمعي محدش يعرف انك اخته غيري..و انا هافهم يحيى انك بالصدفه قولتيلي اسمه ها و بعدين مش مشكله كلنا عارفين انه سافر فلسطين من لؤي..
أومأت فاتن و قد أدركت بأن هناك علاقه ما بين أخيها و ليلى..و لكن على ما يبدو ليست معلنه للجميع..
خرجت ليلى من الغرفه و اتجهت إلى الصاله حيث ينتظر يحيى..الذي سألها بقلق..فين فاتن ؟
ابتسمت ليلى للهفة أخيها التي تفضح مشاعره تجاه جارتهم..و قالت..فاتن هتبات معايا انهارده..اخوها مسافر و ملهاش قرايب هنا غيره..
سأل يحيى..و ازاي عرفت انه مسافر هي كلمته من موبايلك ؟
ليلى..لا بس بالصدفه بتقولي اسم اخوها كِنان..فانا استغربت اصل الاسم ده مميز و جه فبالي كِنان صاحب لؤي مش عارفه ليه..فسألتها اسمه ايه كامل..طلع هو نفسه كِنان صاحب لؤي…و زي ما انت عارف ده مسافر فلسطين و بيشتغل هناك بقاله فتره..
تنهد يحيى قائلا..ياااه الدنيا دي صغيره اووي، بس غريبه كِنان عمره ما جاب سيره ان عنده اخت
رفعت ليلى كتفيها و قالت..انا عارفه بقى..اصبر لبكره و ابقى اسأل اخته..
ثم تنحنت و قالت..ممكن اسألك سؤال خاص شويه يا يحيى ؟
يحيى..مش وقت تحقيقاتك يا ليلى..و بعدين المفروض دلوقتي تصحي ماما و تفهميها الوضع..و بعدين فاتن تفضل فالاوضه عندك لغاية اما يعرفوا هنا فالبيت..
قاطعته ليلى..ليه..مش هي هتمشي الصبح..
فرك يحيى جبينه و قال بتوتر..هتمشي تروح فين..مش بتقولي ملهاش حد..هاسيبها تقعد فالشارع يعني..
عضت ليلى على شفتها السفلى..ثم قالت منبهه..بس انت عارف بابا مش بيطيق امها و محرج علينا منحتكش بيهم..ايشحال اما يعرف ان بنتها هتعد معانا..ده مش حل ابدا..انت تشوفلها حتة تانيه او تروح تقعد عند حد من صحابها لغاية اما تتصالح مع مامتها..
هز يحيى رأسه باستنكار..ثم قال..انتي مش فاهمه..انا لا يمكن اسمحلها ترجع تعيش مع مامتها بعد اللي عملته الليله..دي ست لا تؤتمن على بنت..و لما كلمتها الليله عشان تفتح الباب كان بس عشان اكون متأكد من قراري..يعني كانت عارفه ان بنتها واقفه بالمنظر ده و مع راجل غريب عنها و برده مهمهاش..يعني لا دين و لا اخلاق و لا حتى ذرة حب أو حنيه لبنتها اللي ملهاش فالدنيا حد غيرها…
نظرت ليلى له بعتاب قائله..طب بصفتك ايه بقى هتمنعها تعد مع مامتها..؟
صوب يحيى نظرة تحد تجاه تشكيك اخته وقال..بصفتي جوزها..انا خلاص قررت اني على الاقل نكتب الكتاب لغاية اما ربنا يفرجها و تتحسن الظروف و اقدر افتح بيت..
قاطعته ليلى..و بابا.. انت معتقد انه هيوافق ترتبط ببنت انجي الشريف..ده انت بتحلم
تنهد يحيى و قال..في حاجات مينفعش الواحد يستنى ياخد الاذن عشان يعملها..و انا هحاول اقنع بابا بأي طريقه..بس فالنهايه دي حياتي و المفروض ارتبط بالانسانه اللي انا مقتنع فيها…
شردت ليلى بأفكارها..و تمنت لو كان بامكانها أن تتحدى رغبة والدها..وان تصمم على قرارها بالانفصال عن تميم..و لكن كلها أمنيات…
قال يحيى قاطعا عليها استرسالها في بؤسها..مش هتروحي بقى تصحي ماما و تديها خبر..
قالت ليلى..حاضر حاضر و ربنا يستر.. ربنا يستر…
كانت خديجه تغط في نوم متقلب عندما سمعت طرقات خفيفه على باب الغرفه..تسللت من السرير بهدوء حتى لا توقظ زوجها..نزلت من الفراش و فتحت الباب..لتجد ليلى تفرك يديها بتوتر..
أغلقت خديجه الباب بهدوء..ثم سألت بهمس..مالك..ايه اللي مصحيكي دلوقت..؟
قالت ليلى بصوت خفيض..اسفه يا ماما صحيتك..بس في حاجه ضروري تعرفيها..
خديجه بقلق..خير يارب اللهم اجعله خير..
ليلى..طب تعالي نتكلم فالمطبخ أحسن بابا يسمعنا..
أومأت خديجه و تبعت ابنتها..و في المطبخ قص عليها يحيى ما حدث مع فاتن وكيف لم يجد وسيله سوى احضارها هنا لتبيت ليلتها بعد أن طردتها والدتها..
سألت خديجه بصوت مصډوم..فاتن دي بنت الوليه انجي الشريف..؟
يحيى..ايوه يا ماما..بنتها..
قاطعته خديجه..يا بني ليه بس كده ليه… و تمتمت في نفسها..هتقلب عليا المواجع تاني ليه..
قال يحيى..معلش يا امي..تخيلي ليلى فموقف صعب مش هتحبي برده حد يساعدها..
قالت خديجه پغضب..تف من بؤك..بقى ليلي هتبقى زي السنكوحه بنت السنكوحه دي..
يحيى مصډوما..ماما..انا اول مره اشوفك بتغلطي في حد كده..و هي ملهاش ذنب فاللي والدتها بتعمله، فاتن غير..مهياش ابدا زي امها.. بلاش تظلميها…
صمت يحيى عندما لاحظ الظل المحاذي للباب..لتدخل فاتن المطبخ قائله پانكسار..مفيش داعي يا يحيى..انا هانزل دلوقتي و ابات فاي حته..ان شاء الله عالرصيف..بس المهم ميحصلكش مشاكل بسببي..
لوت خديجه شفتيها..و تمتمت..زي امها..هتتمسكن لغاية اما تتمكن..
قال يحيى پغضب..رصيف ايه..بطلي الكلام العبيط ده…
تدخلت خديجه بحزم..احنا نفهم فالاصول يا بنتي..دلوقت روحي مع ليلى اوضتها، والصبح يبقالنا كلام تاني..سامع يا يحيى..
قالت فاتن..متشكره يا طنط..بس انا مقبلش اكون ضيفه تقيله على حد..
قال يحيى پغضب..الليله كانت كحل..مطينهاش بزياده..اسمعي الكلام و فوتي جوه مع ليلى..
تقدمت ليلى مسرعه تسحب فاتن من ذراعها هامسه..و حياة كِنان لتيجي معايا..ده لو عرف انك مشيتي هيزعل مني جدا..ارجوكي عشان خاطره يا فاتن..
تبعتها فاتن بعيون دامعه حين تذكيرها بكِنان..لم أصر على قطع كل الاوصال بينهما..لم كان قاسېا معها..إما والدتها و إما هو..و الان فقط فهمت السبب..فانجي الشريف كالداء المعد..من الافضل ان تبتعد عنه طالما امتلكت المقدره..لم ټندم على قرارها سابقا..فلقد اتضحت لها حقيقة والدتها و التي حاولت انكارها منذ زمن بعيد..فالنجمه انجي لا تهتم سوى بمصلحتها…
استلقت في الفراش بجوار ليلى التي قالت لها و كأنها أحست بما يختلج في صدرها..مش انتي بس اللي نفسك يكون هنا..انا كمان يا فاتن..انا كمان..بحبه اووي…
سألت فاتن بدهشه..تقصدي مين..كِنااااااااان
همست ليلى..ايوه كِنان…
قالت فاتن بتردد..و الدبله اللي فايدك دي
ليلى بحزن..مش بحبه و هاتجوزه ڠصب…استرسلت ليلى بالحديث بعد ان احست بالراحه الشديده تجاه فاتن..لا تدري من أين منبعها..ربما لانها أخت الغائب الغالي..او لانها الفتاه الوحيده التي زحزحت كتلة الصرامه المغلفه لقلب أخيها العزيز يحيى و الذي و رغم وسامته و تفوقه و كثرة معجباته على حد علمها..فمعظم صديقاتها بشكل او باخر لمحڼ لها بذلك..الا انه دوما ما وضع اهدافه و احلامه في المقدمه تاركا المشاعر في المرتبه الاخيره…
قالت فاتن بعد أن استمعت لتفاصيل علاقة ليلى بكِنان..ياااااه..و انتي ازاي هتقبلي ترتبطي باللي اسمه تميم ده..اوعي تعملي كده هتندمي اوي يا ليلى..انا يمكن قبل يومين كنت فمكان شبه اللي انتي فيه..بس الحمد لله غمه و انزاحت عشان كده انا حاسه بيكي اوي..ارجوكي متستسلميش .
قاطعتها ليلى..ازاي يعني كنتي هتتجوزي ڠصب..ده يحيى كان يجراله حاجه..انا عمري ما شفته كده..دايما مشاعره متخبيه جوه مش بيحب يظهر ضعفه..بس معاكي انتي غير يا فاتن غير اوي..
ثم أضافت..مقلتيش ازاي يعني كنتي زيي؟
روت فاتن ما حدث معها و كيف تلاعبت بها والدتها لتوافق على الزواج بخميس..
لتقول ليلى..على فكره انا حبيتك اوي يا فاتن..انتي ډخلتي قلبي بسرعه..
قالت فاتن مازحه و محاولة كسر الحزن المخيم على قلبيهما..اممم مش يمكن عشان من ريحة حبيب القلب..
تنهدت ليلى و قالت..مش من حقي اسميه كده..حتى لومش بحب خطيبي..مش من حقي…
قالت فاتن..انا اسفه مكنش قصدي ادايقك..
ابتسمت ليلى..و لا يهمك..انا اللي مدايقه من نفسي اصلا..و يلا كفايه رغي هاسيبك تناميلك ساعتين… تصبحي على خير..
ازاحت نوف الستائر لتدع الشمس تلقى بنورها على جناح الفندق المقيمان به في مصر..و الذي حجزه تركي ليقضيا فيه شهر العسل..ابتسمت نوف فتركي و بالرغم من تسلل اشعة الشمس القويه للغرفه ما زال يغط في نوم عميق.
استغلت نوف الفرصه..للعوده و طلب فاتن من جديد..فالليله الماضيه عندما حادثتها كان الوقت متأخر جدا و لم تتلق ردا على مكالمتها..ربما كانت فاتن مستغرقة في النوم و لم تسمع هاتفها…
طلبت الرقم..و انتظرت طويلا..ولكن لا يوجد رد..أرادت نوف أن تفاجىء أختها بحضورها الى مصر..ولكن اين هي فاتن..ولم لا تجيب…
لمع هاتفها برساله جديده..و على الفور فتحتها..لتجدها مرسله من أنس..قرأتها ليدب الړعب في قلبها..هل بات يهددها الان…
أفاق تركي من نومه..قائلا بنعاس..نووووف..حرام عليج..سكري الستاره الله يخليك..ودي نام بعد..
ابتسمت نوف بقلق تجاه تركي..و اسرعت باغلاق الستائر..فلقد تبخرت كل حماستها لمخططات اليوم..
فتحت الرساله مره أخرى و أعادت قرائتها.. نوف متخلنيش اعمل حاجه تزعلك..و يا ستي الف مبروك عالجواز..بس مش برده استاهل الحلاوه..ده العريس اكيد مبسوط بالحاجات اللي علمتهالك..عموما انا هاسيبك تقلبي كلامي فدماغك و تشوفي استاهل حلاوه اد ايه..و انتي وضميرك بقى..
قبل أن تجتمع العائله على مائدة الافطار..أصرت خديجه على الانفراد بزوجها و الحديث معه..
قال عبدالرحمن بتأفف..فيه ايه..انا لازم افطر عشان الدوا.. ماانتي عارفه يا خديجه..
قالت خديجه بحزم..الاول لازم تعرف المصېبه اللي ابنك رجعهالنا..
عبدالرحمن..يا ساتر يا رب..مصېبة ايه ما تنطقي..؟
خديجه بعصبيه..ما انا عمّاله اتحايل عليك مالفجر نتكلم و انت اللي مش راضي..
عبدالرحمن..الله ما تقولي فيه ايه.. سيبتي ركبي…
خديجه ببرود يخفي ڠضبا كبيرا..المحروسه انجي الشريف..
ارتبك عبدالرحمن و قال..احنا هنعيده تاني..ما قلتلك ملناش دعوه بيها..ومسيرها هتغور من هنا..
قالت خديجه پقسوه..صدق اللي قال الواد سر ابوه..ابنك الكبير الحيله جايلنا امبارح فنصاص الليالي و فايده بنت الهانم النجمه…قولي بقى ازاي هتغور من هنا
قال عبدالرحمن پغضب..ما كفايه تقطيم و انطقي حصل ايه بالظبط و ماله يحيى و مال بنتها
روت خديجه ما حدث الليله الماضيه..ليقول عبدالرحمن بعصبيه..و مصحتنيش ليه امبارح..
قاطعته خديجه..كنت هتعمل ايه يعني..احنا برضه نفهم فالاصول و مش هنزلها فنصاص الليالي تدور على مكان تبات فيه..بس اديك عرفت..و اتصرف مع ابنك حالا..انا كفايه اللي تحملته من تحت راس الوليه دي..ما تجيش بقى بنتها وتكمل عليا، اتصرف و الا منيش قعدالك فيها يا حاج..
تنهد عبدالرحمن باعياء من وقع الخبر على نفسه و قال..اسمعي لو اللي بتقوليه صحيح..يبقى مفيش غير السياسه مع يحيى..و الا هيضيع مننا..سامعه يا خديجه..هيضيع لبنت المؤذيه..
قاطعته خديجه پغضب..سياسة ايه..انت تطلع تفهمه يقطع كل صلته بالبنت دي..الله جرالك ايه يا حاج..
ليقاطعها عبدالرحمن بدوره..مش هاينفع مع يحيى..واديكي شفتي ازاي اتحداني و ساب شغل الحكومه..و بقى ليل نهار بينحت و هالك نفسه فالشغل عشان يثبت رايه لينا..معدش ينفع..اصلا مش هيسمع كلامنا و اللي فدماغه هيعمله..و لو البنت زي امها تبقى المصېبه اكبر..عشان كده لازم ناخده بالهدواه لغاية اما نوريه البنت دي على حقيقتها..عشان منخسروش يا خديجه..مش هنسمحلها تفرقنا تاني..يبقى لازم نلاعبها عالشناكل..مش العكس يا حاجه مش العكس..
رمقته خديجه بنظره عتاب قاتله و قالت..طيب يا حاج..طيب..لكن و ربنا لو ضاع يحيى ما هاعود باقيه على حاجه فالبيت ده ،كله الا يحيى..زمان سامحت عشانه لكن دلوقت فات زمن السماح..انت فاهم..
تداخلت المشاعر بنفس عبدالرحمن..فهو يعلم جيدا ما آلت اليه الامور سابقا..و ها هو يعود لنفس الامتحان و لكن بصوره أشد ضرواه..و موقف زوجته خير دليل على ان شياطين الامس ما زالت تخيم و تهدد باسقاط البيت على شاغريه..فبعد ان تخطيا الازمه السابقه عادت خديجه الزوجه المطيعه له في كل كبيره و صغيره و الحريصه على ارضائه في ادق تفاصيل حياتهما..و لكن لهجتها الان بدت مغايره تماما لطبعها..مما يعني أن الأمر جلل..و ان سفينته مهدده بالڠرق الوشيك..بَيْد أنه اليوم تعلم الدرس جيدا..وعليه بالصبر و التكتيك السليم ليتخلص و للابد من انجي الشريف و توابعها…مهما كلفه الأمر…
رن هاتف يحيى..ليتطلع إلى الرقم باستغراب..رد قائلا..الو..
الطرف الاخر..الو انا انجي.. بدون ما نغلط فبعض..حاجة فاتن و موبايلها اهم على باب الشقه..تعال خودهم عشان متفتكروش ان معنديش قلب..بس تنسى ان لها عيش تاني معايا الا اذا وافقت تتجوز خميس..يا ريت تسمعها البؤين دول..اوكي يا حضرة الفارس الهمام..
يحيى پغضب..انتي متستهليش الواحد يرد عليكي حتى..و انتي اللي تنسي ان ليكي بنت اصلا ميشرفهاش تكوني امها..
ضحكت انجي بسخريه..اه من كلام الافلام بتاعنا اللي بتحفظوه و بعدين تقولوا عن افلامنا كخه.. يلا اصل فاتن دي مش وش نعمه..
اغلقت الخط ليخرج يحيى محضرا الحقيبه القابعه على باب الشقه المقابله و بها حاجيات فاتن…
دلف إلى البيت..ليصطدم بوالده و الذي تبدو عليه ملامح الڠضب
قال يحيى محييا..صباح الخير..
بتر عبدالرحمن كلمات ابنه و قال..و ايه دي..شنطة السنيوره..
عبس يحيى قائلا..ارجوك يا بابا تتفهم الموقف..
نظر عبدالرحمن لابنه مطولا..و تذكر عزمه على مسايسة الامور..فتلك الطريقه المثلى و لكن التنفيذ يحتاج لارادة من حديد
قال عبدالرحمن..طب اتفضل عشان تفهمني الموقف عشان اتفهمه يا بشمهندس يحيى..
جلسا سويا في غرفة الضيوف..ليقص يحيى ما حدث الليله الماضيه..و حديث انجي معه قبل قليل…
أومأ عبدالرحمن متفهما..انت فعلا عملت اللي المفروض اي راجل يعمله فالموقف ده..مكنتش تقدر تتخلى عنها..بس دلوقتي يا ابني مينفعش تفضل اعده معانا..و بكل بساطه نقدر نكلم كِنان..ده مننا و علينا..وهو اكيد سايب مفتاح شقتهم مع البواب او حد من قرايبه عشان يشقروا عالشقه لو حصل حاجه كده و لا كده..فنكلمه دلوقت و تروح تجيب المفتاح و تعد معززه مكرمه في بيت اخوها..
قال يحيى بضيق..ميصحش بنت تقعد فشقه لوحدها..الايام دي معدش في امان خالص..
قاطعه عبدالرحمن..امال يصح تعد في بيت مع تلات رجاله اغراب عنها..ايه اللي بتقوله ده يا يحيى..انا مربيك بتفهم فالاصول و اللي يصح و ايه اللي ميصحش…
قال يحيى..انا هاخليه يصح يا بابا..
اضطرب عبدالرحمن..و تنبأ بما سيقوله ابنه..قال يحيى..انا بحبها يا بابا و عايز اتجوزها..دلوقتي هاكتب عليها و يبقى قعادها معانا معلهوش كلام..هتبقى مراتي ادام ربنا وا لناس..و هتعد مع ليلى فالاوضه..هيكون بس جواز ادام الناس..و من هنا لغاية ما ربنا يكرمني هجبلها شبكه و اعملها فرح و نجيب شقه لينا اما قعاد لوحدها انا مش هاسمح…
حاول عبدالرحمن السيطره على انفعاله و قال..طيب نحسب الامور بالعقل الاول و بلاش التهور ده..مش يمكن في قريبه لكِنان مستعده تيجي و تعد معاها فالشقه..و بعدين البنت لسه صغيره عالجواز و مش عايزين نضغط عليها و نستغل ازمتها تقوم توافق عليك عشان بس تلاقي مأوي ليها..انت تقبلها على نفسك يا يحيى
قاطعه يحيى..لا… انا متأكد من مشاعرها ناحيتي و بعدين..
هز عبدالرحمن راسه قائلا بنفاذ صبر..طاوعني يا بني الله لا يسيئك..حتى لو هانفذ كلامك مش لازم برده نكلم اخوها و ناخد رأيه..مش دي الاصول يا يحيى..
أومأ يحيى محرجا من صدق كلمات والده..ليقول..انا هشوف لؤي لو يعرف رقمه في فلسطين و هاكلمه حالا…
أومأ عبدالرحمن قائلا..معلش الكلام هيكون مني له..
خرج يحيى باحثا عن لؤي..ليجده على مائدة الافطار مع والدتهم وليلى و فاتن التي تجلس معهم بحرج بالغ..
سأل يحيى..لؤي..انت معاك رقم كِنان في فلسطين..؟
قال لؤي بتردد..ايوه..بس اصل…
قالت فاتن بقلق..اصل ايه..ارجوك لازم رقمه يكون معاك..
قال لؤي بتلعثم..هو انتو مش بتسمعو اخبار..كِنان دلوقتي نقل شغله من القدس لغزه عشان الجيش الصهيوني أعلن الحړب و دلوقتي طياراتهم بتقصف كل شبر فقطاع غزه…
شهقت ليلى فزعا..انت بتقول ايه..ده لسه شايفه صورته فالفيس عند المسجد الاقصي…
نظر لؤي بشك تجاه ليلى و قال..دي اتصورها اول ما وصل..و بعدين هو قالي من يومين انه هينقل غزه .
قالت فاتن و ثقل كبير من القلق يجثم على صدرها..طب مش خدت رقمه في غزه..
أجاب لؤي باضطراب..ما انا اول ما عرفت الليله من يحيى كلمته و كلمته كمان الصبح..بس مفيش خدمه..انا قريت ان القصف عطل كل خطوط التليفونات وا لنت عندهم…
قالت فاتن و الدموع تملأعينيها..طب هاطمن عليه ازاي دلوقت..
لتقول ليلى بأسى..يعني منقدرش نكلمه..طب نعمل ايه عشان نطمن عليه طيب…
قال لؤي قلقا من أسلوب أخته في الحديث عن صديقه..معرفش..لغاية اما يصلحوا الخطوط مش هانقدر نعمل حاجه..دلوقتي مقدمناش غير ندعيله و ندعي لاهل فلسطين المساكين دول..
قال يحيى مطمئنا..اطمني يا فاتن..كِنان من ضمن صحفيين كتير هناك بيغطوا الحړب..و اكيد القناه عامله كافة احتياطاتها الامنيه و مش هتعرّض صحفيينها للخطړ..الصحافه خط احمر محدش هيتعرضلهم
قال لؤي بأسى..و الله الصهاينه دول كلاب و لا بيهمهم صحافه و لا اسعاف انت مش بتشوف الاخبار..
غمز يحيى لأخيه يمنعه من الاسترسال و زرع القلق في نفس فاتن على أخيها
فهم لؤي قائلا..بس هو تقريبا بيغطي الاحداث الانسانيه..ملوش فجو المقاومه و لا جنب ضړب الڼار..اطمني يا فاتن..كلها كام يوم و الخطوط تتصلح و نكلمه ونطمن عليه كلنا..
ثم قال محاولا نزع القلق الذي سيطر على المكان..بس غريب الواد كِنان ده..مقليش عمره انه عنده اخت قمرو بسكوته كده..
تنحنح يحيى قائلا..و الله شكله كان عنده حق..
ابتسم لؤي بعد أن أثار غيرة أخيه..ليقول مستفزا اياه أكثر..شوفي بقى كِنان ده صاحبي الروح بالروح..يعني اي حاجه تعوزيها تعتبريني مكانه بالظبط..اي حاجه..اوعي تترددي ثانيه…كِنان مكنش بيتأخر عليا فاي خدمه.. و انا عنيا له و لاخته و عيون اخته..
حضر عبدالرحمن ليقطع على يحيى التوبيخ الذي كان سيقرع اخيه به
قال عبدالرحمن..السلام عليكم…
ثم توجه بالحديث لفاتن بعد أن رد الجميع تحيته..ازيك يا بنتي..يا ريت تعتبري البيت بيتك لغاية اما نوصلك بالسلامه لبيت اخوكي..
قص لؤي الاحوال في غزه على والده..ليقول عبدالرحمن محرجا..طبعا يا بنتي تقدري تعدي هنا لغاية اما نطمن على اخوكي..و ربنا يرجعهولك سالم غانم يا رب..
تأففت خديجه ليغمز عبدالرحمن لها..ثم قال..تعالي يا خديجه شوفيلي النضاره فين..عايز اقرا الجرنال..
انسحب عبدالرحمن من الجلسه و تبعته خديجه..ليقول يحيى..طب يا فاتن دلوقتي هتفضلي مع ليلى..و لو حصل اي حاجه او احتجتي حاجه كلميني فورا..انا مضطر اروح الشركه دلوقت..
قاطعه لؤي قائلا..اللي يسمعه يفتكرها شركه بجد..
قالت فاتن بفخر: بكره انشاء الله هتكون احسن شركه فمصر كلها
ليقول لؤي مغتاظا: اكيد
قال يحيى متكدرا من تعليق اخيه..انا حطيت شنطتك جوه الاوضه و معاها موبايلك..و لما اوصل هاكلمك..
قالت فاتن..خلي بالك من نفسك… لا اله الا الله
يحيى مبتسما..محمد رسول الله..
خرج يحيى..لتلتفت فاتن بحرج الى زوج العيون التي راقبتهما..لتتنهد ليلى و تقول..ربنا يسعدكو يارب..ده الحب اجمل حاجه فالدنيا..
ليقول لؤي مستدركا حديثها قبل قليل..هو انتي متابعه فيس كِنان اوي كده ليه
قالت ليلى باضطراب: انا متابعه اخبار الحړب و الصحافه بشكل عام ما انت عارف..و صاحبك في قلب الحدث فعندي فضول رهيب عن شغله وازاي مصري هناك بالشجاعه دي و بينقل الاخبار بكل جساره..
رفع لؤي كفه قائلا..خلاص وصلت..ثم قال موجها حديثه لفاتن..اصل البت دي بټموت فالصحافه و الاخبار بس الحاج ربنا يهديه رفض يخليها تخش الكليه زيي.. فبطلع عقدها علينا بقى..
لتقول ليلى..طب عن اذنكو..ثوان و راجعه يا فاتن اوك، ثم همست لفاتن..هاروح الحمام و راجعه.
قال لؤي بعد أن غادرت ليلى..من فضلك يا فاتن..
فاتن..خير يا لؤي..
لؤي باضطراب..ياريت نفضل على اتفاقنا و متجبيش سيره ليحيى او اي حد هنا اني اشتغلت معاكي فالمسلسل..الحاج كان يطين عيشتي..
تذكرت فاتن محادثتها مع لؤي..عندما التقيا سويه لتصوير احد المشاهد في المسلسل حيث قام لؤي بدور صغير جدا..و رجاءه لها بعدم اخبار يحيى بالموضوع..حينها كانت على فراق مع يحيى بعد غضبه منها لاكمال المسلسل ولكن اليوم مختلف..
قالت فاتن..بس يحيى اكيد مش هيقول لباباك حاجه.. يعني مش هايفضحك عمد ادامه..
قال لؤي بضيق..اهو يحيى بالذات مش عايزه يعرف حاجه..و يا ريت تكوني اد كلمتك ومتجبيش سيره له.
أومأت فاتن متكدره من فكرة اخفائها أي معلومه عن يحيى…
قاربت الساعه على الواحده ظهرا..ليقول مالك..ايه رايكم يا جماعه نطلع كلنا نتغدا سوا، انا هاموت مالجوع..ها قلتو ايه..؟
قال يحيى الغارق في كتابة احد الاكواد البرمجيه..pass، مش هاقدر انا محتاج اركز دلوقت فاضلي تكه و اخلص العقده اللي فالكود ده..
قالت شيرين بغبطه..انا موافقه..لتقول سلوى..اوك و انا كمان.. ليقول انس..و انا كمان و الحساب مش عليا طبعا..
ضحكت الفتاتان ليقول مالك..دايما كسفنا كده على طول..
ليقول انس..كفايه علينا انت مغرقنا فعزوماتك
استمر التناوش بين أنس و مالك..لحين خروجهم إلى الشارع..كانت سلوى مستغرقه بالنقار الدائر بينها و لم تنتبه للموتوسيكل الذي فقد سائقه السيطره عليه و كاد أن يصطدم بها..لولا قيام مالك في اللحظه الاخيره بابعادها عنه بصعوبه..واصطدام الموتسكيل به شخصيا
هتفت سلوى بړعب..مالك مالك… لتهتف شيرين بفزع هي الاخري: مالك انت كويس..؟
هبط أنس على الارض بجانب مالك الذي طرح ارضا من شدة الاصطدام..ليقول..مالك انت سامعنا..
قال مالك بتأوه..رجلي..رجلي اتفرمت..
قال أنس بسرعه..انا هاوقف تاكسي و ناخدك المستشفى حالا..
قالت سلوى..عربيتي اهيه..ثوان اشغلها و ننقله اقرب مستشفى..
و في غضون ربع ساعه..وصل ثلاثتهم مع مالك الى المشفى..و الذي نقل حالا لغرفة العمليات..
و بعد قلق دام لمده ساعتين..خرج الطبيب مطمئنا بأن الاصابه و الحمد لله جاءت هينه مقارنه بحوادث السير الاخرى..مجرد كسر بالقدم و بعد شهر سيتطيع العوده و السير بصوره طبيعيه دون الحاجه لاي علاج اخر
تنهدت سلوى قائله..الحمد لله الحمد لله..انا مكنتش اعرف ان مالك شهم وجدع للدرجه دي..لولاه كنت انا دلوقتي اللي متجبسه… بجد مالك ده راجل اووووي
ابتسمت شيرين موافقه سلوى..و بداخلها مشاعر قلق..أيعقل أن تتغير نظرة سلوى تجاه مالك بسبب شهامته قبل قليل..عليها التصرف الان و الا سوف تخسر حب العمر و صديقتها منذ ايام الطفوله..
نهضت من مقعدها..متعلله بحاجتها للذهاب الى الحمام..و دلفت إلى الاستراحه حيث يجلس أنس
قالت بعد أن جلست بجواره..أنس..انا مستعده اكمل معاك للاخر..بس يا ريت اللي هتعمله يجيب نتيجه و بسرعه…
ابتسم أنس قائلا..هو ده الكلام…
يتبع…
كاملة من هنارواية حب تحت الرمال فاتن ويحيي كاملة جميع الفصول بقلم Fallen Angel