فتح باب غرفتها و القاها بالداخل حتى سقطت على الأرض متأوهه .
مال عليها يشهر إصبعه في وجهها منذراً : الي عملتيه ده مش هيعدي على خير ، سامعه ، مش هيعدي على خير .
صړخت فيه: و هو أنا كنت عملت إيه ، جيت عشان أشتغل و مش عايزه أكمل مشيت .
غانم : قولت لك الخروج من هنا بمزاجي و بأمري .
انتفتضت تصرخ پقهر : أنا عايزة أمشي أنت ما أشترتنيش على فكره.
فقال بدون تفكير : مين قالك ، أشتريتك و بقيتي ملكية خاصة.
وضعت يدها على فمها پصدمة و هو وقف مبهوتاً مما تفوه به للتو .
مرر أصابعه في شعره بضيق و توتر ، متوتر مما وصل إليه بنفسه .
و هي سكنت مكانها تنتظر أن يقول المزيد ، أي حديث ، فليقل أي شيء.
و قد قارب على التحدث من جديد و هو ينظر لها نظرة خاصة بأعين لامعة ثم قال : حلا أنا ….
غانم…. غانم.
كان هذا صوت سلوى زوجته تبحث عنه.
يستمع كل منهما لها و هي تقف بالقرب من غرفة حلا تسأل كرم : البيه فين يا كرم .
كرم : مش عارف يا ست هتلاقيه في مكتبه .
سلوى : مش هناك ، قولي صحيح ، ايه اللي حصل في غيابي ؟
كرم : لااا ده يطول شرحه .
سلوى : طب أعملي قهوتي هاجي أشربها و انت بتحكي لي على ما أشوف البيه .
كرم : أعتبريه حصل .
نظر غانم على حلا و أطبق جفناه ثم قال : قومي غيري و كلي أي حاجة.
حلا : مش عايزة.
غانم: مش بمزاجك ، قولت لك قومي كلي يبقى تقومي .
حلا : أنت بتعمل معايا كده ليه ؟ أنا أذيتك في أيه عشان تعاملني كده ؟
تحركت شفتيه ، عاجز عن البوح ، و خرج من عندها ، تحركت خلفه لكنها تصنمت عند الباب و هي تراه قد تقابل مع سلوى التي كانت لا تزال تبحث عنه و أول ما رأته أخذته في أحضانها مرددة : حبيبي ، كنت فين ، بدور عليك.
أبتسم بصعوبة و قال: أنا هنا .
أشتعلت ڼار مستعرة في قلب حلا لا تعلم من أين و لما ، و بقت متواريه تراقبهما و لم تغلق الباب و تدخل غرفتها كأي تصرف طبيعي.
ربما أرادت قتل شئ ما تولد داخلها ، تتنفس بسرعه و عيناها ترغب بالبكاء لكنها لم تبكي .
بينما غانم أحتضن سلوى هو الآخر و حاول مراضتها و قال: حقك عليا ما توعليش مني .
لكنها هزت كتفيها و قالت: لأ لسه زعلانه.
أغمض عيناه و سحب نفس عميق بتعب شديد ثم قال: و إيه يرضيكي ؟
تعلقت سلوى بكتفية ثم قالت بدلال : تخرجني دلوقتي ، اتفسح و ادخل سينما و بعدها نعمل شوبنج للبيبي.
تنهد بتعب من جديد ثم قال: حاضر ، روحي غيري .
مسحت سلوى على وجنته و هي تقول : تؤ ، تعالى أختار لي إلي هلبسه .
غانم : حاضر ، يالا.
ذهب معها دون أن ينظر خلفه و صعد .
و هي دخلت غرفتها و أغلقت بابها تبكي و تنتحب .
في منتصف الليل .
تسلل لغرفتها يفتح الباب ثم يسير بخطى حثيثه.
حتى توقف أمام سريرها ، يراها و هي ممدة أمامه بجلباب قطني قصير و مريح لونه وردي يناسبها جداً.
جلس على ركبتيه أمام فراشها يبتسم براحه و صدر منشرح ، الأن فقط يمكنه النظر لها على راحته و بلا أي حرج أو موارة.
تقلبات على الفراش فكان هنالك فراغ ، وقف عن الأرض و جلس فيه بجوارها .
مد أصابعه يزيح بعض الخصلات عن وجهها و أبتسامته تتسع رويداً رويداً.
سؤالها مذ سألته و صداه يتردد في عقله حتى و هو بالخارج مع سلوى ( انت بتعمل معايا كده ليه) .
ليتحدث إليها كأنها أمامه تسمعه و قال بصوت خفيف للغاية كي لا تستقيظ : هتعامل معاكي إزاي و أنتي جيتي قلبتي كل موازيني في يومين بس ، هتعامل معاكي زي ما أنا حابب و عايز إزاي و أنا كنت لسه مزعق لسلوى ، ما عرفتش .
عض شفته السفلى بشعور لا إري قد تملكه ، كأن موعد جرعته قد حان .
قأقترب منها يضع أنفه بالقرب من رقبتها يسحب القدر الممكن من رائحتها لصدره و هو يبتسم بإنتشاء .
ضيق عيناه و قد أنحسر الرداء عن رقبتها قليلاً فأظهر جزء من كتفها ليبتسم و هو يرى ثلاث شامات على كتفها .
رغماً عنه مال على كتفها يقبله قبله سطحية تعمقت رغماً عنه فبدأت حلا تتحرك بإنزعاج .
ليخرج سريعاً قبلما تستيقظ و تراه ، وقف خارج غرفتها يلهس و كأنه عاد تلميذ صغير و قبل فتاة لأول مرة.
وضع أصابعه على فمه و أبتسم ، بقى مكانه لدقيقة ثم تحرك لغرفته ، الآن فقط يمكنه النوم .
نام سعيد جداً و أستيقظ سعيد.
على عكسها تماماً ، فقد دلفت أليه بالقهوة التي طلبها متعمدة عدم النظر له فلم ترى بالطبع نظراته التي شملها بها و سعيد وحده و زادت سعادته حينما رأها .
وضعت القهوة و تبعها كوب الماء بسرعة ، تسارع كي تغادر و تتخلص من حضرته و تأثيره عليها.
إلا أنه قبض بيده على يدها ، رفعت أنظارها له متفاجئة فرأته و هو يبتسم لها ثم ردد: البطة مكلدمة النهاردة ليه ؟
جعدت ما بين حاجبيها بإستغراب من طريقة حديثه معها و تغير مزاجه.
الفصل الأول
وقف عن كرسيه و دار حوله و هو لا يزال متمسك بكفها حتى توقف أمامها.
نظر لعيناها و أبتسم ثم قال : زعلانة مني مش كده ؟
لم تجيب فقط نظرت بعيداً عنه ثم قالت: و أنا هزعل من حضرتك ليه؟ ربنا ما يجيب زعل .
غانم : حضرتي ؟
حلا : أيوه.
زم شفتيه ثم أبتسم و قال: طيب حضرتي جايب لحضرتك هدية .
نظرت له و قد جعدت ما بين حاجبيها و سألت : ليا أنا ؟
هز رأسه و قال بابتسامة تشرح صدر أي فتاة : أيوه.
أدخل يداه لجيب سرواله و أخرج منه علبة من القطيفة الزرقاء وفتحها لتتسع عينا حلا غير مصدقة و هي ترى سلسال رائع الشكل ذهبي اللون.
أقترب منها و قال: ممكن حضرتي يلبسها لك بقا ؟
لم تجيب ، لم يكن عقلها معها ليصدر رد فعل ، فقد طار مما يحدث الآن.
فاتخذ هو الخطوة و أقترب منها يميل على رقبتها، لا بل يحتضنها له مستغل للفرصة و سحب جرعته التي يحتاجها يومياً من رائحة جسدها ، يتذكر قبلته لها مساءً ، يجاهد على ألا يكررها الأن.
كل هذا و حلا مصډومة مبهوته ، وما أن أقترب منها حتى شعرت و كأنها فوث غمامة وردية جميله ، ارتفعت دقات قلبها ، و أوشكت على الذوبان .
علت وتيرة أنفاس كل منهما و لم تجد حلاً سوى الفرار .
أخذ يناديها : حلا ، حلا.
لكنها لم تجيب و فرت ، عاد خطوتين للخلف يحاول إلتقاط أنفاسه و هو يردد : كويس أنها جريت ،و إلا كنا جبنا عيال هنا .
عض شفته السفلى من جديد و بقى جسدة متدغدغ من تلك الأحاسيس التي تملكته و هي بأحضانه .
ركضت بإتجاه المطبخ لتصدم بكرم يقص على سلوى أدق أدق التفاصيل التي حدثت في غيابها .
و ما أن أبصرتها سلوى حتى ألتمعت عيناها بكره شديد ثم أتسعت و هي ترى ذلك السلسال على صدر حلا .
تشنج تنفسها ثم وقفت عن كرسيها تقول لكرم : خلاص يا كرم ، كفاية كده النهارده و لما ترجع أبقى كمل .
وقف كرم مستغرباً يسأل : أرجع منين يا ست ؟
سلوى : أصل البيه ربنا ما يقطع له عادة جاب شوية هدايا للفقرا إلي في الخان عشان البيبي … خدهم وزعهم.
إلتفت تنظر لحلا ثم قالت متفاجئة و كأنها لم ترها إلا الآن: حلا ، أنتي هنا ،طب كويس عشان تاخدي خديتك ، ايه ده ؟
مدت يدها للعقد و قالت : هو غانم أداهولك خلاص ، طول عمره سباق بالخير و يحب يجبر بخاطر الغلابا .
لفت لكرم و قالت: ورايا يا كرم يالا .
ثم غادرت بخيلاء تاركة حلا التي قد سقطتت للتو من سابع سماء لسابع أرض .