رواية زوجة الرئيس المنبوذة الفصل 241

زوجة الرئيس المنبوذة

الفصل 241

اجتاح الذعر الغرفة كعاصفة، ليبلغ قلب لمياء في لحظة، يضربه بعنف كأنما نُزعت منه الطمأنينة.

“ما الذي يجري؟” تساءلت وهي تلتفت برأسها، وصوتها مختنق بالخوف.

“تماسكي يا سيدتي!” نادت إحدى الممرضات، وقد ارتبكت ملامحها. “من فضلكِ، قولي لنا، ما الأمر؟”

“الطبيب! أين الطبيب؟!” صرخ الجد شهيب، يركض في أرجاء الغرفة كالمنكوب. “أحضروا الطبيب فورًا!”

استدارت لمياء بتصلب، كأن جسدها رفض الحركة، وشاهدت الجدة شهيب، التي خرجت لتوّها من غرفة العمليات، تُعاد إليها على عجل، محمولة على نقالة، تتلوى من الألم.

كان الطاقم الطبي يتجمع حولها في فوضى طارئة، فيما تجمّع أفراد العائلة يطاردون الأطباء بأسئلتهم القلقة، لكن الإجابات كانت غائبة، كما لو أن الزمن قد انكمش واختنق بالصمت.

كل شيء تجمّد في نظر لمياء. العيون، الصرخات، الحركة… وكأنها صارت شاهدة على كابوس مفتوح لا يريد أن ينتهي.

نظرت مشدوهة، غير قادرة على استيعاب ما تراه، بينما دوّى في داخلها سؤال لا إجابة له:

ما الذي حدث؟

شعور ثقيل انغرس في صدرها، وجعل أنفاسها متقطعة.

“لا تعرفين؟” جاءها صوت شيهانة، ببرود مميت. “الأمر واضح… لقد فشلتِ.”

استدارت نحوها، وكأنها تصحو من دوامة، وحدّقت فيها بذهول. “فشلتُ؟ مستحيل… هذا ليس أنا! لا يمكن!”

هزت رأسها بقوة، وكأنها تطرد هذا الاتهام من عقلها، ثم اندفعت تتخطى الموجودين بجنون، تدفع هذا وتزيح ذاك، حتى وصلت إلى حيث كانت الجدة شهيب.

وهناك… اصطدمت عيناها بالحقيقة.

الذراع الاصطناعية… ذراعها، التي وضعت فيها علمها وخبرتها وثقتها، كانت قد انفجرت.

“لا… لا يمكن…” تمتمت وهي تراقب الألم يعتصر وجه الجدة شهيب.

“لمياء!” دوّى صوت الشيخ شهيب بغضب عارم. “ما الذي يجري؟ اشرحي الآن!”

تراجعت خطوة إلى الوراء تحت ضغط نظراته النارية، وحاولت الكلام، لكن صوتها خرج متكسّرًا: “لا أعلم… أقسم… لم يكن من المفترض أن يحدث هذا…”

“كيف لا تعلمين؟ أليس هذا تصميمك؟” صاح أحدهم من الخلف.

“نعم! منتجكم كان قنبلة موقوتة! انفجر بعد دقائق فقط! كيف تبررون هذا؟ من سيتحمل المسؤولية؟”

“إن حدث لها مكروه، فلن نغفر لكِ أبدًا!” صرخت امرأة من العائلة.

تلاشت الألوان من وجه لمياء، وارتجفت أطرافها كما لو أن جسدها ينهار من الداخل. لم تتوقع أن ينهدم كل شيء فجأة، أن تنقلب الثقة إلى اتهام، والفخر إلى خزي.

“توقفوا!” قاطعهم ركان، وقد انفجر صوته في الصمت كجرس إنذار. “الذراع انفجرت وأثّرت على الجهاز العصبي. نحتاج عملية جراحية فورية لإزالتها. نحتاج توقيعًا بالموافقة الآن!”

“وقّع لاحقًا، فقط أنقذها!” قال الشيخ شهيب بلهجة متوترة، ينظر إلى زوجته السابقة وكأنما الزمن عاد بهما إلى لحظة ضعف مشترك.

أومأ ركان، وأصدر أوامره للفريق الطبي.

وما إن أُغلق باب غرفة العمليات، حتى التفت الشيخ شهيب نحو لمياء، كمن يحاكمها دون انتظار دفاع.

“ما الذي حدث؟ ألم تختبري منتجك؟”

تذكّرت لمياء لحظة خروج الجدة من غرفة العمليات قبل دقائق، وتلك السعادة الخجولة التي غمرت الجميع… ثم لحظة الانفجار. كل شيء حدث بسرعة، كأنه حلم انقلب إلى كابوس.

والآن، هي… في قلب العاصفة.

كل العيون موجّهة إليها، متقدة بالغضب، تتوسل منها تفسيرًا، أي تفسير.

“جدي شهيب…” همست بصوت مرتعش. “لا أعلم حقًا ما الخطأ. اختبرناه مرارًا. لم يكن هناك ما يدل على… على أي خلل. أقسم لك.”

“المشكلة في تصميمك أنت! فكيف تجهلين سبب هذا الخلل؟” قال الشيخ شهيب بنبرة حادة.

فكرتين عن“رواية زوجة الرئيس المنبوذة الفصل 241”

  1. انبهرت بذكاء شيهانة، لم اتخيل أن تفجر الذراع بعد زرعه.
    Vraiment, une idée de génie
    Elle n’a laissé aucune chance pour le pardon.
    Que les mauvais assument leur s gestes

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top