رواية سجناء الجزيرة للكاتبة أسماء حميدة الفصل 17 حصري على موقع دريمسيز

Prewedding

هذه الرواية حصري على موقع دريمسيز، ممنوع النسخ منعاً باتاً نظراً لحقوق الملكية الفكرية.

أحياناً يأخذك الطموح ليحلق بعيداً عن أرض الواقع، يجذبك نحو عالم افتراضي، قواعده هشة.

لتجد نفسك تهوي من القمة إلى السفح، وتزداد سرعة الهبوط بفعل الجاذبية، وخفة جسدك في الأعالي بعد انخفاض الضغط يقابلها بالأسفل حدة السقوط.

هذا حال من ظنت أنها غافلت ذئب، لا تغفُ عيناه، يوهمك أنه زهد الصيد، ثم ينقض؛ ليأخذ مبتغاه.

بعد أن استأذن صاحب مكتب بيع الوحدات السكنية، بحجة استقباله لمكالمة خاصة.

شردت في ميزان حظها الذي بدأ في الاستقامة، فحقيبة المال التي بحوزتها تغنيها عن الحاجة للعمل، أو أن تقترض كما تفعل بين الحين والآخر من هذا العجوز المتصابي صاحب النزل المتدني الذي كانت تسكن به.

بعد أقل من عشر دقائق عاد الرجل إلى غرفة المكتب التي تنتظره بها، وهو يمعن النظر إلى شاشة هاتفه، ومن ثم رفعه إلى أذنه، وهو ينظر إليها نظرةً مطولة، وسرعان ما خفض بصره عنها عندما انتبهت إليه.

وهو ينهي مكالمته مع الطرف الآخر بكلمات مختصرة، قائلاً:

-أعتقد أنك محق بنسبة خمسة وتسعون بالمائة.

بعد إغلاق الخط، أردف بنبرة متحفظة عن ذي قبل، موجهاً حديثه إليها:

-أعتذر عن التأخير آنسة….

فأجابته:

-“ساندي”، آنسة “ساندي”.

صاحب المكتب:

-حسناً، آنسة “ساندي”، ماذا تحبين؛ كي أضَيَّفكِ؟!

امتدت يدها تلقائياً تربت على الحقيبة تطمئن أنها لازالت بحوزتها، وهي ترفض أن تتناول أي شيء؛ وذلك خوفاً من أن يقع معها ما تُوقِع الناس به، كأن يخدرها كما تفعل مع زبائن الحانة، ويسلب ما بحوزتها من أموال وغيره مما اغتنمته من “نك”.

“ساندي”:

-لا شكراً لا أريد شيئاً.

صاحب المكتب:

-كما تحبين، فقط ربع ساعة وسيكون العامل الذي أرسلته؛ ليحضر مفتاح تلك الشقة التي أعجبتك قد وصل، وبعدها يمكننا التحرك.

أومأت برأسها كموافقةٍ منها على حديثه، ومن ثم عاود الرجل الجلوس إلى مكتبه.

بينما انشغلت هي بالتقليب في محتويات الهاتف الذي بيدها، غير منتبهةٍ لما يفعله، وحتى وإن انتبهت ماذا بها؟! إنه يعبث بهاتفه كما تفعل هي.

مرت المدة التي صرح بها صاحب المكتب سريعاً، أو ربما العكس لا تعلم فلقد شردت بتلك الصور خاصته على الهاتف، وهي تُقِر بداخلها أنه أوسم رجل قد التقته في حياتها.

احتارت في تصنيف ملامحه فهو ذو بشرة خمرية وعينين بنيتين وشعره الناعم له نفس لون العينين، خليط من الملامح الغربية بلمحة سحرٍ شرقية.

ثوانٍ واستمعا كلاهما إلى دق على باب المكتب، وشاب لم يتخطى العشرين من عمره يدخل من بابه بعد أن أذن له المالك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top