رواية صغيرتي البريئة الحلقة السادسة والعشرون
إن الأحداث السلبية التي وقعت في الماضي من شأنها أن تجعل حياتك صعبة. فتلك الذكريات المزعجة قد تجعل النوم مستحيلا، أو تُحيل يومك إلى جحيمٍ لا يُطاق. وفي كل الأحوال، ستأتي المرحلة التي يجب أن تختار فيها هل ستترك الماضي خلفك، أم ستُفسح له المجال ليُحدد مستقبلك! فحتّى الآن فنحن دائما ما نحمل ماضينا معنا، والذي يتجلى في طريقة تفكيرنا وحديثنا وإدراكنا للعالم من حولنا. إن التحكم في هذا الأمر صعبٌ، ويبدو وكأنك تسير على حبلٍ طويل ممتد في الهواء، ولا ترى نهاية الطريق! ولكن التعامل مع الأمر برويّة، خطوةً بخطوة، ومُحافطاً على عقلك مفتوحاً..يُمكّنك من قبول ماضيك كجزء من نفسك. حيثُ يمكنك ترك كل العادات السلبية ورائك، تلك التي قيدت أحلامك ومنعتك من تحقيقها، أو حالت بينك وبين الوفاء بالوعود التي قطعتها
لتنجح في التخفيف من مشاعر الندم على بعض الأخطاء التي قُمت بارتكابها في الماضي، عليك ألا تحصر فكرك بأحداث مضت وانتهت، وألا تُحمل نفسك ذنباً أكبر من الذي ارتكبته، بل اطّلع بشكلٍ دائم إلى حاضرك الذي تعيشُ بهِ لتُحافظ على كل تصرفاتك وردود أفعالك كي لا تُكرر مرة أخرى تلك الأخطاء الماضية.
الټفت حازم علي صوت خطواتها ورائحتها التي يعشقها لينظر لها بابتسامة هادئة ويحيد بنظره ناحية بطنها التي لم يتغير شكلها بالطبع ليتخيلها هو ذات بطن كبير وفي اواخر حملها لتزداد ابتسامته ويتمني ان تظل حياتهم بهذا الهدوء وان يستطيع اصلاح علاقتها مع والدها فهي مازالت لا تريد تقبل اي حديث حول هذا..
اي هتفضل مبتسم وباصصلي كدا.
ايوا انا مبسوط كدا عندك مانع..
انهي حديثه وهو يمد ذراعيه ليحتجزها بينهم لتضحك هي وعندما شعر ان حالتها المزاجية جيدا قرر المخاطرة والتحدث معها بشأن والدها فهو يعلم انها تشتاق له ولكن مازالت حزينة منه.
مريم. هو انتي لسة مدايقة من جوازنا.
نظرت له باندهاش حقيقي فهي سعيدة معه وتحاول دائما توضيح سعادتها حتي لا يفكر في ما مضي من حياتهم..
ايوا طبعا يا حازم مبسوطة.. ومبسوطة جدا كمان ولا انت بقي عندك شك.
ابتسم فهي تسهل عليه ما يريده..
طيب وباباكي.
نظرت له بحزن لا تستطيع تخطيه ولا انكاره.
ماله.
بيكلمني علي طول يا مريم مدايق انك مخصماه ولسه زعلانه مع انك عارفة انه كان خاېف عليكي وانه مكنش بايده اي حاجة يعملها غير انه يبعدك وبعدها ليكي دا اللي وصلنا ببعض.
تعلم ان حديثه صحيح ولكن حزنها من والدها تخطي العقل والمنطقة ولا تفكر به الان هي فقط تفكر انه تركها وهي من كانت تحتاج وجوده كانت تحتاج كلمات تشعرها بالامان والاطمئنان وهو لم يكن بيده ان يتركها تتاذي ويتحدث بهدوء ويشعرها بهذا …
لا كان بايده يطمني مش يبعدني انا كنت خاېفة وزعلانه ومحتجاه وهو معودنيش انه يتخلي عني …
متخلاش عنك يا مريم هو كان بيحميكي.
كان ممكن يحميني وانا جمبه..
ولو كان حصله حاجة. هاا قولي لو كان حصله حاجة كنتي ممكن ټموتي وراه يا مريم..
كدا كدا كنت ھموت بعده يبقي كنت اموت معاه احسن..
نظر لها باندهاش لتفسر له..
احتمال مۏت حد فينا في المشكلة دي كان ممكن يبقي 90 % مثلا. احتمال مۏت اي حد حالا بدون اي اسباب 100 % يا حازم.. المۏت مش محتاج مشاكل كان لازم ابقي جمبه وكان لازم يطمني وكان لازم يحتويني مش يهددني بجوازي من العيل اللي كان عايز يجوزني ليه دا..
طب بس متفكرنيش دا عيل ملزق..
ضحكت علي كلماته التي تشبه حديثها عنه تماما ليقرر انه لن يتركها الا بعد تأكده من رجوعها لاحضان ابيها..
كلمي والدك يا مريم و زي ما قولتي كدا احتمال مۏت اي حد حالا بدون اي سبب 100% بلاش تخسري حد وانتي مش بتكلميه وقتها مش هتعرفي تسامحي نفسك يا مريم صدقيني..
نظرت له تؤكد حديثه..
حاضر يا حازم كلمه بقي انت اعزمه علي العشا معانا انهارده..
من عيوني يا عمر حازم ودنيته..
ابتسمت له لتقبل شفتيه بجرأتها المعهودة ليبتسم لها بين قبلتهم التي طالت كثيرا …
سلييم.. سلييم الحقني اصحي انا شكلي بولد..
انتفض من نومه علي جملتها الم تجد سوي الساعه الثالثة فجرا لتلد كم هي غريبه وهذا الطفل ايضا …
بتولدي ايه الساعه تلاته الفجر يا ريتاال..
بولد ابنك هكون بولد ايه فراخ متخلص..
اخلص. يا نهار ابوكي اسود.. انا يتقالي اخلص يا ريتال..
نظرت له بشړ يراه بعينيها للمرة الاولي..
اخلص يا سلييم يخربيييتك انت وابنك..ااااااااااااااه ااااااه الحقني ي سليم….
وانا مالي الله هو انا قولتله ينزل الساعه تلاته الفجر..
مهو بسببك.. هو انا حملت كدا ازاي مش بسبب قلة ادبك …
والله دلوقت قلة ادبي بقت وحشه..
انت لسة هترغي يا سليم انا بولد يا سليييم …
اه صح دانا نسيته..
لا تعلم اتضحك ام تبكي الان …… نسي ولادتها لانها حدثته في وقت الفراغ بين كل الم والاخر فهي قرأت كثيرا عن الام الولادة الطبيعية وعلمت انه يكون بينها اوقات تقل مع مرور الوقت وانها كلما اقتربت من ولادتها كلما زاد الالم وقل الوقت بينه لذا هي تنتظر للان وتعلم انها مازالت امامها الوقت لنزول الجنين ولكن الالم بدأ يكون غير متحمل …
تعالي يلا..
يلا بس متنساش شنطة البيبي اهم حاجة انا مجهزاها في الدولاب ولو كلمت جدي أكد عليه ميعرفش مريم ولا تحضر ولادتي..
حاضر بس ليه..
علشان هي حامل يا سليم..
ايوا مفهمتش بردو.
لا تعالي بقي نأجل الولادة ونقعد اشرحلك.. انت لسة هتسأل انا بوووووللللد ….
اسرع في خطواته في الغرفة بعد رؤيته لألامها حقيقية وانها تعاني ……
بعد مرور ساعات في المشفي وقد تمت ولادتها لطفلها بسهولة ضمته لصدرها بينما يجلس بجانبها سليم ينظر لها بحب هي وطفله.يحيي.…..
دخل الغرفة جدها وخالها ثم تبعهم حازم ومريم لتقبل مريم عليها مباشرة تعاتبها بسعادة وفرحة..
كدا يا ريتا اعرف اخر واحدة وكمان بعد مولدتي..
نظرت لها ثم اجابتها بضعف..
مكنش ينعف تحضري الولادة يا روما..
ليقاطعها سليم وقد تذكر هذا الامر..
ايوا قوليلي مينفعش ليه بقي.!!!
هزت رأسها بيأس منه..
علشان مريم حامل وغلط ان الحامل تحضر اي ولادة لانها لو في شهورها الاخيرة دا هيسبب ولادة مبكرة ولو في شهورها الاولي هيسبب اجهاض..
مش فاهم ليه دا يعني.
كان هذا صوت حازم الذي لاول مرة يتقبله سليم بل ويؤيده الرأي..
ايوا ولا انا فاهم..
نظرت لسليم لتجيبه هو …
علشان هي طبيعي لما تحضر ولادة الرحم عندها هينقبض نتيجه التوتر ودا غلط عليها ممكن خلاص اسألة بقي..
ليتحدث سليم بفضول..
لا لا اخر سؤال انتي عرفتي كل دا منين.
منا كنت طول فترة الحمل بقرأ عن الحمل والبيبي وكدا..
ابتسم سليم علي طفلته التي كبرت معه واصبحت ام واصبحت الان تحمل مسؤلية طفل …
الف مليون حمدلله علي السلامة للباشا يحي يا بنتي …
كان هذا صوت جدها تملئه السعادة ويمني نفسه بميلاد حفيده الاخر قريبا..ً..
انتهي يومهم وسط فرحة العائلة والتهنئة وتمنيات السعادة ودوام الخير والهدوء لحياتهم …
في مكان بعيد قليلا عنهم لدي العروسان كانت ليلي تجلس بأحضان رائف بينما تجلس خديجة في احضان ليلي ليشكلو لوحة رائعه للمنزل البسيط والعائلة التي دائما ما رغبت ليلي في امتلاكها …
رائف..
نعم
ريتال ولدت ولازم نروح..
ونروح ليه واحنا مالنا اصلا..
مالنا ازاي يعني دا ابن عمي يا رائف..
وطليقك.
هيفضل ابن عمي يا رائف ومفيش اي حاجة هتلغي دا للاسف دا واقع هو ابن عمي الكبير وكبير عيلتي وماليش غير هو وماما وارجوك تتقبل وجوده وتحاول تتعامل معاه بتلقائية علشان انا مش بحب المشاكل..
طيب يا ليلي بكرا هنروحلهم..
انهي كلماته وتركها ونهض ليتجه لغرفته ولا يحادثها طوال اليوم ويقرر ان يكمل عقابها علي اللا شئ طوال اليوم التالي لتسيقظ ولا تجده في المنزل ثم يرسل لها ان تجهز هي وخديجة وانه سيمر ليذهبوا لسليم وريتال ….
لتحاول الحديث معه عندما اتي للمنزل..
رائف ممكن نتكلم لو سمحت..
مش دلوقت يا ليلي يلا بينا علشان منتاخرش علشان عندي شغل مهم..
لا يا رائف احنا مش اطفال علشان تتقمص مني وتبعد بالشكل دا لو سمحت …
عايزة ايه يعني دلوقت.عايزة افهم انت مدايق ليه. دا كله علشان عايزة ازور ابن عمي ومراته.
لا يا ليلي علشان عايزة تزوري طليقك..
يا حبيبي افهمني.. دا ابن عمي بغض النظر عن اي حاجة هو ابن عمي ولو مروحتش هتفهم غلط حاول تفهم دا.. انا مش بخلف وسليم فضل معايا 5 سنين ولما اتجوز وخلف لو انا مروحتش اقل حاجة هتتقال اني غيرانة..
يبقي مطلبيش مني اني اعامله عادي..
حاضر مش هطلب دا بس علشان خاطري نعدي اليوم..
ماشي يا ليلي يلا بينا هاتي خديجة وتعالوا..
تركها وذهب لتنظر في اثره بسعادة فهي متقبلة غيرته كرجل شرقي علي زوجته وتعذره في عدم تقبله لسليم …
يُتبع..
رواية صغيرتي البريئة الحلقة السابعة والعشرون
غيرة..
قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) ومن هذه الأية نستنتج أن الأطفال هم نعمة من الله تعالى وهبها لنا لكي ننعم بها في الأرض …
وبعد طول انتظار رزقه الله بطفل جميل ومن فتاة عشقها لتكتمل عائلته ولا يرغب في اكثر من استمرار حياتهم علي هذا النحو الرائع..
دلف لغرفتها بعد ان خرجت من المشفى ليجدها نائمة وجانبها طفله ليقترب يحمل الطفل الذي استيقظ لتوه ومتأكد هو انه كان سيبدا بكائه خلال دقائق لينعاد المشهد للمرة المئة وتستيقظ هي ولا تستطيع النوم مجددا كما يحدث منذ اسبوع لا تستطيع صغيرته النوم بقدر كافي نتيجة بكاء هذا الصغير ليحمله ويبتعد به تماما ويذهب لغرفته التي صممتها صغيرته طوال فترة حملها ليغلبها اللون الازرق لانها تريد انه هو اللون المناسب للمولود الذكر وبالطبع ليس لديه اي فرص لمناقشتها بهذا الامر تحديدا ليخضع لرأيها بالنهاية وكم كانت الغرفة رائعه بشكلها الاخير ليسعد لفرحة صغيرته ……
ضم حمزة لاحضانه يحاول الحفاظ علي هدوءه الجميل والنادر ليراه يسترخي ويذهب في النوم مجددا لينظر له بابتسامة حب يشكر الله علي نعمته …..
بعد قليل استيقظت ريتال من نومها لتجد الفراش بجانبها فارغ من طفلها لتبدأ بالبحث عنه وعن والده بهدوء وجدته في غرفة يحيي يحتضنه وهو جالس لتبتسم وتقترب منهم وتتحدث بخفوت لتجنب ازعاج الصغير..
اخدته ليه
علشان تعرفي تنامي شوية يا حبيبي..
لا ابقي سيبه يصحيني عادي علشان لو جعان مش هتعرف تتصرف انت..
حاضر المهم بما انك طول الحمل بتقرأي هو هيفضل يعيط كدا لغاية امتي
كتير اوي يا سليم.
ضحكت علي تعابير وجهه المتزمرة لنظر لها ويتحدث كطفل كبير..
يعني انا هفضل في الدوشة دي كتير دا اسبوع وتعبت وانتي كمان تعبتي..
لا اتكلم عن نفسك انما انا تمام جدا وكل حاجة تهون علشان خاطر يحيي القمر..
والله دلوقت كل حاجة تهون علشان يحيي باشا ماشي يا اختي خدي ابنك اهو..
وبالفعل ترك لها الطفل في احضانها وسط ضحكاتها ليذهب لغرفتهم ثم للمرحاض ليعيب فيه قليلا قم يستلقي وينام ويتركها وحدها مع طفله المزعج الذي لم يتوقف عن البكاء لدقائق فقط منذ اسبوع كامل …
ضمت الصغير بعشق لم تجربه من قبل مشاعرها تجاه هذا الصغير تختلف عن كل ما شعرت به طوال حياتها..
دائما ما كانت تستمع لسيدات يتحدثون عن احساس الامومة وكم هو رائع وانهم لم يجربوا شعور بهذه القوة من قبل … لتجربه هي بنفسها الان وتستطيع تأكيد كلامهم ……..
وعلي الناحية الاخري كانت توجد من تجرب هذا الاحساس ولكن بطريقة مختلفة كثيرا فهي الان تجربه بعد اشتياق سنوات ودعوات ليالي طويلة وباردة بأن تشعر به لتأتي هذه الطفلة وتمنحها ما ارادت لتكون لها خير ام تعتني بها وتهتم بطل تفاصيلها لتزداد سعادتها بزواجها من رائف اضعاف ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ليشعر رائف بما حاولت عدم السماح له ابدا وهو انه بدأ يفكر انها قد تكون وافقت علي الزواج به لأجل خديجة وليس لاجله هو ليبدا بالشك بحبها وبكل تصرفاتها التي تنم علي العشق …
مالك يا رائف مش حساك كدا من امبارح..
اقعدي يا ليلي عايز اتكلم معاكي..
خير في ايه.
خير ان شاء الله خير..
مالك.
ليلي هو انتي بتحبيني
نظرت له باندهاش لا تستوعب سؤاله..
نعم. ايه السؤال دا يا رائف بس.
معلش يا ليلي جاوبيني.
ايوا يا رائف بحبك وانت المفروض عارف دا كويس.
اسمعي يا ليلي انا مش هزعل لو صارحتيني وقولتيلي انك وافقتي نتجوز علشان خديجة بالعكس اي حد مكاني هيفرح لبنته انها كسبت ام زيك وهيحبك اكتر فـ لو سمحتي تعرفيني انا مش عايزة احس اني مشتت معاكي او انك متجوزاني علشان بنتي وبس..
نظرت له بعتاب لتقترب وتضع كفها برقة علي وجهه وتبدأ بحديثها..
رغم اننا اتكلمنا قبل كدا و قولتلك بس هقولك تاني ….. لا يا حبيبي مش علشان خديجة منكرش انها سبب بس انا موافقتش علشانها هي بس انا وافقت علشانط انت قبلها.. انا حبيتك انت وارتحت معاك وعشقت خديجة ومبسوطة معاكم انتو الاتنين واحد بالنسبالي.. انا عارفة اني معاها علي طول و انك ممكن تحس كدا بسبب دا بس دا مش حقيقي ابدا انا بس بكون معاها اكتر لاني مش مستعدة اخسر حبها ولا يكون مجرد تعلق طفلة بيا لفترة ويروح انا عايزاها فعلا تعتبرني امها وتحبني جدا علشان كدا بهتم بيها اكتر بس مأخدتش بالي اني عندي ابن تاني المفروض اهتم بيه هو كمان..
انهت حديثها بضحكة خافته لتجد نظرات الفخر والفرحة تزداد في عيناه ويمسك يداها التي تضعها علي وجهه ويقبلها بحب واحترام كبير يزداد مع الوقت ….
انتي احلي حد انا شوفته في حياتي يا ليلي..
وانت اعظم راجل انا عرفته يا قلب ليلي …
ليلي لو عايزة تشوفي دكتور علشان موضوع الاطفال دا ….
قاطعت حديثه بدهشة عندما ظنت انه يريد اطفال..
انت عايز ولاد.
لا يا روحي مش علشاني.. علشانك انتي يا ليلي انا عارف انك مبسوطة مع خديجة بس اكيد لو ليكي طفل منك انتي هتتبسطي اكتر..
ابتسمت له لتجيبه بيأس..
انا دورت كتير ولفيت اكتر عندي مشكلة جامدة في الرحم ومش هينفع ولاقيت الحل الوحيد للحالات اللي زيي هي تأجير الرحم وانت عارف دا حرام قد ايه وانا مستحيل اعمل كدا فرفضت الفكرة ولاغيت فكرة الاطفال خالص وربنا عوضني خير واحلي خير في الدنيا كمان وهو وجودك انت وخديجة في حياتي ……
ربنا يخليكي ليا يا احلي حاجة حصلت في عمري ….
ابتسمت له لينجني يقبل شفتيها بهدوء وعشق لم يشعر به من قبل بل يجربه معها للمرة الاولي كما هي تماما …..
لدي حازم ومريم يقضون افضل ايامهم وسط حياة هادئة دائما ما تمنوها واخيرا حصلوا عليها ليحاولوا علي قدر الامطان التمتع بها وقد عادت علاقة مريم بأبيها بعد اشتياق وحزن كبير تحمد الله انه انتهي وان والدها الان بجانبها في اسعد ايامها وفخورة للغاية فيما وصلوا اليه هي وحازم في محاولاتهم لبناء اسرة مترابطة وعلاقة ودية مع اهله ومع ابيها والان هي تستعد للذهاب لزيارة ريتال وطفلها مع حازم الذي تحسنت علاقته بـ سليم كثيرا بعد ان تأكد سليم انه يجاهد ليكون افضل من السابق دائما …
حبيبتي … جاهزة.
ايوة خلصت وجاية اهو يا حازم بابا جه.
لا احنا هنعدي نجيبه ونروح علي هناك علي طول بس يلا..
تحركت معه من المنزل ليمروا في طريقهم بمنزل اليها الذي اشتراه بعد انتقاله ليكون بجانب ابنته وانهاء جميع اعماله بالاسكندرية..
ورغم اصرار حازم علي مكوثه معه ولكنه رفض وقرر بناء حياته هو ايضا وبدأ بعمل جديد بعد انهاء جميع خلاقاته بمساعده حازم وسليم ….
بعد ساعه في منزل سليم كانوا جميعا متجمعين يمرحوا ويقضون وقتهم في اللهو وواللعب بالصغير.يحيي.جميعهم عشقوا هذا الصغير ولكن سليم دائما يغار منه فهو حصل علي كل اهتمام ريتال منذ قدومه …
يحيي حبيبي عايز ينام هاخده واقوم انا يجماعه معلش.
روحي يا بنتي نيميه ربنا يعينك.
تركتهم وذهبت وسط نظرات سليم الساخطة علي هذا الوضع حتي لاحظوه جميع المتواجدين ولاحظوا غيرته من طفله ولكن بالطبع كان هذا لهم فقط مضحك اما بالنسة لـ ريتال لم يكن هكذا ابدا بل كان يرعبها وما كان يخيفها ان تزداد غيرة سليم من طفله او تخرج عن سيطرته لتقرر البحث عن هذا ومحاولة التعامل معه
إن الرجل كما يقال عنه دائماً هو.طفل صغير.يحتاج إلى اهتمام زوجته ورعايتها له، ويشعر الزوج بالغيرة اتجاه أبنائه عندما يجد الاهتمام بأكمله قد انصب على هؤلاء الأبناء، فيكون أكثر عصبية، ويميل إلى اختلاق المشاكل والخلافات، وهناك بعض الحالات المړضية، التي كانت تعاني من غيرة الأب وظلمه، والذي يصل استبداده إلى طرد ابنه من المنزل أو ضربه بشكل ۏحشي ومؤذٍ، فقد كنا نعهد مثل تلك المشاكل، وإنما مع زوج الأم أو زوجة الأب، وهو أمر قد نراه طبيعياً مع أنه يتنافى مع الإنسانيات، ولكن الأصعب أن يكون الأب نفسه هو من يغار من أبنائه ويفعل بهم هكذا …
وهذا ما تريد بدايته سليم يغار من طفله ويراها تهتم به دائما وتهمله لتصل لحل واحد وهو انها ستهتم بسليم اكثر حتي لا تشعره ان يحيي اخذ اتمامها بالكامل. ……
سليم حبيبي اتأخرت ليه..
غريبة يعني لسة صاحية!!
اقتربت منه بهدوء وابتسامه ناعمة..
قولت استناك ونقعد مع بعض شوية قربت اكمل شهر من بعد ولادتي ومش بنعرف نقعد مع بعض زي الاول..
طبعا مهو الباشا واخد كل وقتك هنقعد امتي!!
لسة صغير وبخاف عليه بس اكيد مش همنعنا نقعد مع بعض..
خلينا نجيب مربية تساعدك..
استساغت اقترحه وخصوصا انها فعلا لا تستطيع التعامل بالكامل مع يحيي وتحتاج للمساعدة ورأت انها قد تكون فكرة جيدة..
وليه لا نجرب انا صحيح بخاف عليه بس كمان لازم افضي شوية علشانك ولا ايه.
اكيد طبعا تعالي بقي نتفرج ع التلفزيون مثلا..
تعالي يا حبيبي نتفرج ها هنتفرج ع ايه.!
هفرجك علي فيلم اجنبي حلو تعالي..
نظرت له بدهشة عندما رأت هذا الفيلم الذي سيبدأ تشغيله بعد دقائق..
انت مش بتحب افلام الفانتازيا..
المهم انتي بتحبيها..
ابتسمت له بعشق تخصه به هو وحده..
في اليوم التالي اتت المربية التي قام سليم فور استيقاظه بمقابلتها وتعيينها …
قابلتها ريتال وقد سعتدت انها كانت امرأة كبيرة في السن لن تخاف علي سليم منها لتكتشف بعد الحديث معها انها لن تكون مربية فقط ليحيي بل لها هي ايضا فعي كانت امرأة رائعه حنونة في اواخر الاربيعن من عمرها لينقضي اليوم في اللعب والضحك مع الصغير واخيرا تستقر حياتهم للغاية …
يُتبع..
رواية صغيرتي البريئة الحلقة الثامنة والعشرون
ليلي يلا جهزي ديجا وتعالوا علشان منتأخرش معتز مستنينا..
خرجت ليلي تتحرك باسعجال وتجهز جديجة لتجمعهم اليوم في منزل معتز ابن خال رائف واخوه دائما ما سانده معتز ووجد فيه الصديق المخلص الوفي..
حاضر احنا خلصنا اهو بس ديجا كانت مصممة تاخد بسبوسة معاها وانت عارف مروة مرات معتز پتخاف من القطط وكنت بحاول اقنع ديجا..
طيب خلاص اقتنعت ولا ادخل انا اتكلم معاها..
لا لا خلاص سابتها وقالت هتلعب مع حمزة ڠضب عنه المرادي..
انتي عارفة حمزة منطوي ازاي و دايما معتز و مروة بيشتكوا من الموضوع دا وكان نفسي يتفاعل مع خديجة بس مفيش فايدة..
انت عارف بنتك لما بتحط حاجة في دماغها مش هتسكت غير لما تعملها وحمزة هو الوحيد اللي معرفتش تخليه يكلمها ويحبها زينا علشان كدا هو بالنسبة ليها تحدي..
يا ماما يلا بقي..
اتي صوت خديجة من الداخل تنادي ليلي لتتحرك لها سريعا وتساعدها في انهاء ملابسها وشعرها …
بعد ساعتين كانت تجلس خديجة بجانب حمزة ابن معتز ومروة الذي يبلغ من العمر عشر سنوات تحاول اقناعه انها ليست طفلة وانه يمكنه مصادقتها …
لا يفهم حمزة ما به ولما يتجنب وجودها دائما وكأن هذا الصغير علم وشعر بما سيصيب قلبه ويتجنبه منذ الصغر ….
يا حمزة بقي … تعالي العب معايا شوية..
سيبيني في حالي يا ديجا انا بلعب بابجي..
لا مش هسيبك انت موبايلك علي طول معاك ابقي العب بعدين انما انا شوية وهمشي..
نظر لها بيأس ولكن ايضا باعجاب فهي اجمل فتاه رأها …..
طيب يا خديجة تعالي نلعب مع بعض بس مش هتحرك من مكاني..
وهنلعب ازاي بقي كدا..
معرفش بفي بس مش هتحرك من مكاني..
نظرت له بتذمر وسرعان ما تحول بحزن ويأس لاول مرة تفشل في جذب احدهم لها …
طيب خلاص بلاش قصة القطط دي تعالي هقولك حاجة..
قول ……
هنتكلم مع بعض شوية علشان بجد مش عايز اقوم ولو تحبي اقول لاونكل رائف ينزلك معايا النادي من بكرة انا عارف ان بقالك شهور عايزة تنزلي بس اونكل رائف خاېف عليكي عشان كدا هقوله اني هبقي معاكي واخليه ينزلك..
كفأته الصغيرة علي مبادرته باعظم ما حدث له لتحتضنه بشدة وتشكره كثيرا علي لطفه وتخبره انها كانت تراه سئ كثيرا لانه لا يحدثها او يلاعبها كما البقية..
دلوقت خديجة بقت حبيبتك وقاعدين تتكلموا بقالكم ساعتين.
كانت هذه كلمات مروة ام حمزة لهم بعد مرور ساعتين دون شعورهم وهم وسط انشغالهم باحاديثهم المٹيرة وفرحة حمزة بمصادقته لهذه الجميلة الصغيرة ….
محسناش بالوقت..
منا عارفة تعالوا يلا علشان نتغدا …
بعد ساعات وبعد خروج رائف من منزل معتز وذهابه لمنزله اتت لمعتز مكالمة كانت بها القليل من الكلمات..
ولكن هذه الكلمات قلبت عالمه الصغير..
مروة تعالي معايا هنروح مشوار..
مشوار ايه دا اللي طلع فجأة ؛
ليلي ورائف عملوا حاډثة..
شهقت مروة من الصدمه وظلت تنظر له تنتظر ان ينفي حديثه وان يخبرها انه كان يمزح وانهم بخير ….
بعد ساعه كانت خديجة معهم وجثتين ايضا لتكون الليلة الاكثر حزنا علي الاطلاق …
خديجة وصية اخويا وهتعيش معانا بنت لينا واخت ليك يا حمزة تعاملها كويس وتاخد بالك منها انت اخوها الكبير..
حاضر يا بابا …
لا يسلبك الله شيئا إلاَّ عوَّضك خيراً منه، إذا صبرْتَ واحْتَسَبْتَ «منْ أخذتُ حبيبتيه فصبر عوَّضتُه منهما الجنة» يعني عينيه، «من سلبتُ صفيَّهُ من أهل الدنيا ثم احتسب عوَّضْتُهُ من الجنَّة» من فقد ابنه وصبر بُني له بَيْتُ الحمدِ في الخُلْدِ، وقِسْ على هذا المنوالِ فإن هذا مجردُ مثال. فلا تأسفْ على مصېبة فإن الذي قدّرها عنده جنةٌ وثوابٌ وعِوضٌ وأجرٌ عظيمٌ. إن أولياء الله المصابين المبتلين ينوِّهُ بهم في الفِرْدوْسِ {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}. وحق علينا أن ننظر في عِوض المصيبةِ وفي ثوابها وفي خلفها الخيِّر {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} هنيئاً للمصابين، بشرى للمنكوبين.
إن عُمْر الدنيا قصيرٌ وكنزُها حقيرٌ، والآخرةُ خيرٌ وأبقى فمن أُصيب هنا كُوفِئ هناك، ومن تعب هنا ارتاح هناك، أما المتعلقون بالدُّنيا العاشقون لها الراكنون إليها، فأشدَّ ما على قلوبهم فوت حظوظُهم منها وتنغيصُ راحتهم فيها لأنهم يريدونها وحدها فلذلك تعظُمً عليهمُ المصائبُ وتكبرُ عندهمُ النكباتُ؛ لأنهمْ ينظرون تحت أقدامِهم فلا يرون إلاَّ الدُّنيا الفانية الزهيدة الرخيصة.
أيها المصاپون ما فات شيءٌ وأنتمُ الرابحون، فقد بعث لكمْ برسالةٍ بين أسطرها لُطْفٌ وعطْفٌ وثوابٌ وحُسنُ اختيار. إن على المصابِ الذي ضړب عليه سرادقُ المصېبة أن ينظر ليرى أن النتيجة {فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ}، وما عند اللهِ خيرٌ وأبقى وأهنأ وأمرأُ وأجلُّ وأعلى….
انهت خديجة قراءة هذه الكلمات لتضم المذكرة لها وتدعوا لابويها بالرحمة والمغفرة وتستعد للاحتفال بعيد مولدها التاسع عشر مع عائلتها الوحيدة ….
تمت بحمد الله انتظروني ف روايه جديده وثنائي اخر..