رواية عشقتك قبل رؤياك (جميع الفصول) بدون اعلانات بقلم فاطمة الألفي

الفصل الحادي والثلاثون

عشقتكِ قبل رؤياكِ
بقلم /فاطمه الألفي

حل المساء على ابطالنا
انتهت حبيبه من يومها الشاق بسبب الترجل مع صديقتها من مكان لاخر ، لانتقاء كل ما يلزم العروس من تجهيزات واستعدادت للزفاف ..
وعادت إلى منزلها منهكه من التعب والارهاق طوال اليوم ..
٠••••••••••••••••••
كان يجلس بصحبه اصدقائه بحديقه الفيلا ، وفجأة قرر الابتعاد ليتحدث مع حبيبه والاطمئنان عليها ، فمنذ الصباح لم يهاتفها ولم يعلم عنها شيئا واراد ايضا ان يخبرها بموعد العشاء غدا برفقه عائلتها ..

همس ادم باذن مجد :هو ياسين بيحب بجد ولا ايه
مجد بابتسامة :أنت شايف ايه
ادم برفعه حاجب : والله يا عم مجد ماعارف ، بس اكيد انت تعرف
مجد بضحكه عاليه :الفضول هيموتك انا عارف هههه
ادم بابتسامه :طب ماترسيني على الدور انا افرحله بردو
مجد يطلق زفيرا قويا :ياسين بيحب فعلا ،بس عنده حاجه جواه منعاه بسبب الحادثه لسه حاسس بتانيب الضمير ، عشان كده ياسين مذبذ فى مشاعره ، بيحب بجد وصادق كمان مع حبيبه ، بس احساس الذنب صعب لسه ماتغلبش عليه
ادم بتسأل :طب وهى بتحبه وعارفه بكده
مجد بجديه :حبيبه المعالج النفسي لياسين .اكيد فاهمه حالته ، اكتر حد عارف هو عاوز ايه وكمان بتحبه ووقوفها جنبه اكبر دليل ، وأنا واثق ان قريب جدا وعلي ايد حبيبه هيسترد ياسين بصرك ، بس طبعا باراده الله ، وأنا واثق ان الشفاء ان شاء الله قريب
ادم بصدق :يارب يا مجد ، بجد ياسين محتاج حد يحبه ويفهمه ويقدره كمان ، ياسين تعب اوى فى حياته مع عيلته وشغله واتحمل كتير
مجد ربت على كتف صديقه بتفائل :ربنا هيسعده مع حبيبه ويحقق كل احلامه معها بأمر الله
٠•••••••••••••••
جلس بمكان اخر بعيدا عن رفاقه ووضع الهاتف على اذنه بعد ان نقش حروف اسمها ، ليتصل الهاتف أوتوماتيكيا ..

بعد ان عادت من الخارج ، تناولت العشاء مع والدته وزوج والدتها ثم دلفت لعرفتها لتنعش جسدها بعد عناء اليوم ، وقفت أمام المرآه تمشط خصلات شعرها البنيه ، وعندما انتهت توجهت للفراش تلقى بجسدها المتعب ، صدع رنين هاتفها معلن عن اتصال .
التقطته بارهاق من أعلى الكومود ، فتحت عيناها باتساع عندما وجدت اسم ياسين أعلى الشاشه ، تذكرت انها لم تهاتفه منذ ان اخبرته بالصباح بذهابها مع صديقتها لتسوق .
قضمت شفتيها بسبب نسيانها أمر الاتصال به عند العوده ، وضغط زر الايجاب بهدوء
-الو
ياسين بقلق :ايوه يا حبيبه ، انتى كويسه ، معقول لسه بره لحد دلوقتي
حبيبه بتردد :لا انا فى البيت
ياسين بجديه :ليه مااتصلتيش مش قايلك ابقى طمنيني لم تروحي
حبيبه باسف :سوري يا ياسين بجد رجعت تعبانه ويادوب اتعشيت مع ماما وعمو فاروق وخدت شاور ولسه كنت هكلمك اكيد
ابتسم عندما شعر حقا بارهاقها :خلاص حصل خير ، بس تاني مره ممكن تطمنيني اول لم تدخلي من باب البيت ، عشان بجد قلقت عليكي
حبيبه بابتسامه :حاضر
ياسين :بقولك ايه انتو معزومين عندنا بكره على العشا ، نادين نفسها تتعرف عليكي
حبيبه بتردد :بس
ياسين باهتمام :بس ايه مافيش بس لازم العيلتين يتعرفو على بعض اكتر ولا ايه
حبيبه بتنهيده :إيه
ياسين بتسأل :حبيبه مالك فى حاجه مضايقكي ولا ايه
حبيبه بجديه :بصراحه مش عارفه طب مين هيكون معايا ، ماما وعمو فاروق ولا عمو وطنط وابيه ، أنت عارف الوضع غريب شويا ومش هقدر احرج ماما وزوجها
ياسين بتفهم :طبعا ماما لازم تيجي معاكي عشان ماما تتعرف عليها وانا هتصل بحازم ممكن يجى هو ومراته بس ، اظن كده تمام
ابتسمت برضا :تمام اوى ، ميرسي يا ياسين
ياسين بابتسامه :المهم عندي تكونى سعيده ومش عاوزك تقلقى ولا تتوتري ، خليكي واثقه ان دايما معاكي
حبيبه برقه :ربنا يخليك ليا
ياسين بسعاده :و يخليكي ليا ويقدرني واسعدك
صمت قليلا ثم تفوه باسمها بحب :حبيبه
اجابته بتنهيده :نعم
ياسين بحب :بحبك
شعرت بالفرحه تغمر قلبها واغمضت عيناها بسعاده لتستشعر بمدا واقع كلمته عليها ، فهو تصريح مباشر بالحب
خجلت من الرد فماذا تقول له الآن
ابتسم عندما علم بخجلها ولكن لا يريد احراجها ولن يطلبها منها ، فوقتما تشاء سوف تنطق بها من نفسها .
اكمل حديثه بجديه :اوكيه عارف انك تعبانه ومحتاجه تنامي دلوقتي ، مش هطول عليكي
تصبحي على خير
حبيبه بخجل :وانت من اهله
اغلقت الهاتف على الفور وقفزت من الفراش وهى تدور حول نفسها بسعاده ، فقد شعرت بالصدق هذه المره ، مجرد كلمه بسيطه ولكن تحمل معاني كثيره ، تصف الحب الصادق والمشاعر الدفينه ، مجرد كلمه ولكن تحكى قصه كبيره ، تعلم الآن أنها استوطنت قلبه وهذا ما تمنته ..
٠••••••••••••••••••••••
بعد تناول العشاء مع عائلته ، استاذنهم الصعود لغرفته ، ولكن استوقفه شقيقه ، يريد التحدث معه .
-يوسف معلش ممكن نتكلم فى المكتب خمس دقايق بس مش هاخرك
انصاغ يوسف لمطلب شقيقه ودلف معه إلى غرفه المكتب التى تخص والده ..
جلس حازم بالمقعد المقابل للمكتب وأشار إلى شقيقه ان يجلس امامه .
جلس يوسف بتسأل :خير فى حاجه
حازم بتنهيده :عامل ايه فى الشغل
أجاب بهدوء :الحمد لله كله تمام
حازم باهتمام :امال الباشمهندسه فرح بتقول موقف الشغل فى المشروع إللى هى ماسكه الشغل فيه ، ولم جت تعرف منك ليه وايه السبب ، كان ردك انك انت إللى تمشي الشغل زى ما انت عاوز ومش شغلها ولا يخصها ، ممكن افهم منك الموضوع ايه بالظبط
يوسف باستهزاء : ايه شغل العيال ده ، هو احنا فى الروضه وجايه تشتكي لولي امري ولا ايه ، البت دي مجنونه اصلا وطريقه كلامها معايا ماكنتش محترمه وأنا فعلا مديرها فى الشغل لازم تتكلم معايا بأدب ولا انا غلطان
حازم :لا مش غلطان يا يوسف بس بهدوء كده عاوز افهم
يوسف بجديه:كل الحكايه فى عجز فى المخازن والكميه إللى موجوده من اسمنت وحديد وغيره مش هتكفى جميع المشروعات إللى الشركه شغاله عليها ، وعرفت ان الكومبوند اكتر مشروع مستهلك للمواد دي،
، قررت نوقف الشغل في يوم ولا اتنين لحد ما الطلبيه الجديده توصل واستشرت بابا كمان وقلي اعملي إللى انت شايفه صح ، فيها ايه بقى ليه تيجى تحاسبني وتكلمني كأني شغال عندها مش هى إللى شغاله عندي
حازم بجديه :ليه ماقولتش ان عندك عجز فى المخازن كنت ساعدتك
حك يوسف موخره راسه بخجل :حبيت اعتمد على نفسي ، عشان ماتقولش عليه فاشل ومش نافع فى الشغل
وقف حازم من مجلسه ونظر لشقيقه باعجاب :أنت مجنون انا عمري ماهقول عليك فاشل عشان عندي ثقه فيك وفخور بيك انك بجد قد المسئوليه ، اوع تقول كده تاني
نظر له يوسف بابتسامه :بجد يعنى أنت مبسوط مني
حازم بمشاكسه :مش اوى هههه
امسك بيده لينهض من مقعده وعانقه بحب :مبسوط منك فعلا وعارف انك قدها
ابتعد عنه ثم حدثه بجديه :بس بلاش اسلوب الانفعال والعصبيه مع اى حد شغال معاك فى الشركه او عمال الموقع ، مافيش حاجه اسمها شغال عندك ، احنا كلنا ايد واحده فى الشغل يا يوسف ، احنا مش فى زمن العبيد ،تعامل مع اكبر حد زى اصغر عامل عندك ، كلهم تعاملهم بود واحترام ، بلاش ترهبهم منك ولا يخافو منك ، عشان بجد الشركه مش تمشي من غيرهم فاهم يا يوسف
يوسف بصدق :صدقني يا حازم انا بعاملهم كده والله ، هى البت دى إللى عصبيتها نرفزتني
ربت حازم على كتفه :معلش هى فعلا نرفوزة شويا ، بس مهندسه ممتازه فى شغلها وهى يا سيدي غيوره على شغلها عشان جاده فيه وخاقت على العمال إللى شاغلين على المشروع
يوسف :العمال محتاجين راحه ودى فرصه يومين اجازه وانا كمان مش وقفت اجرهم بالعكس المرتبات ماشيه ماخصمتش لحد حاجه ، عشان دى غلطه من عندنا هم مالهمش ذنب فيها
حازم :تمام ،بجد فخور بيك
يوسف بابتسامه :على فكره حابب أوضح لك حاجه مهمه ، مش لازم ابرر موقفي ولا عملت ايه لأى حد شغال معايا زى المهندسه او غيرها
حازم بتنهيده :خلاص يا عم إللى انت شايفه اعمله ، انا تعبان وعاوز انام
تصبح على خير
غادر الغرفه وترك خلفه شقيقه يحدث نفسه :قال فرح قال ، دى المفروض يسموها غضب ، لا ورايحه تشتكي كمان ، بكره تعرفي ان على حق ولازم تعتذر على اسلوبها معايا
٠•••••••••••••••••••••
عندما صعد لغرفته ، هم بنزع ثيابه ، ولكن استمع لرنين هاتفه ، اخرجه من جيب سترته ، وعلم ان المتصل ياسين .
اجابه حازم باهتمام :السلام عليكم
ياسين :وعليكم السلام يابشمهندس ، عامل ايه
حازم بابتسامه:بخير والله الحمد لله ، أنت عامل ايه
ياسين :يارب دايما بخير ، انا الحمد لله ، كنت حابب نتقابل بكره عندي على العشا وياريت المدام تكون معاك ، حبيبه ووالدتها كمان هيكونو موجودين وانا حابب نقعد مع بعض ، ده لو معندكش مانع طبعا
حازم بجديه :أنت بتقول ايه اكيد ماعنديش اى مانع وان شاء الله هكون عندك فى الميعاد
ياسين بابتسامه :يشرفني طبعا وجودك ، هنتظرك بكره ، مع السلامه
حازم :مع السلامه ..
اغلق الهاتف وابدل ثيابه ، ثم دلف للفراش بجانب زوجته ، وجدها استيقظت
حازم باسف :اسف ياحبيبتي قلقت منامك
انجى بنعاس :لا حبيبي ولا يهمك ، بس بجد تعبت طول اليوم مع مليكه جننتني
ابتسم حازم بحب واقترب من زوجته طبع قبله حانيه أعلى جبينها :معلش حبيبتي مليكه محتاجه لوجودك جنبها ، دى فتره شقاوه وهتعدي ، صحيح معزومين عند ياسين بكره على العشا
انجى بتفكير :بلاش انا عشان مليكه ، مااقدرش اخرج بالليل واسيبها مش هكون مطمنه عليها
حازم بفرحه :عارفه يا انجى مبسوط جدا بعلاقتك مع بنتنا ، وانتى مدياها كل الاهتمام
انجى بابتسامه :اكتشفت ان بعيده عنها وعشان كده ندمت وفكرت افضل جنبها فى كل وقت ، يكفى أنت فى الشغل وبعيد عنها ، حرام. تتحرم من وجودي انا كمان ، هى احسن حاجه فى حياتي بجد
ضمها بحب وهو يشعر بالسعاده بأن حقا زوجته تغيرت مع ابنتهم الوحيده ، واصبحت هى كل اهتماماتها ، تنهد بارتياح واغمض عيناه بارهاق وخلال ثواني كان يغط بنوم عميق ..


فى صباح اليوم التالي ..
قرر الذهاب لموقع المشروع ليتحدث مع العمال عن سبب ايقاف العمل بالمشروع ، واراد ان يلتقى بتلك المتعجرفه سليطه اللسان ، لتعلم السبب وتعتذر عن تصرفها الغير مناسب لشخصها كفتاه ..

استقل سيارته وتوجهه إلى الموقع الذي يقام به المشروع وعندما وصل إلى هناك ، وجد بعض العمال جالسين ، فمنذ ان توقف العمل وهم لم يتركو أرض المشروع ، بحث عن رئيس العمال وتحدث معه بصدق عن سبب ايقاف المشروع المفاجئ ولذلك بسبب عجزه فى المواد المستخدمه للبناء ، وأنه خلال يومين فقط سوف يتلقى شحنه بالمواد المطلوبه .

يوسف بجديه :تمام كده يا حج ، والعمال طبعا على رأسي من فوق ، واليوميه ماشيه طبعا وكل واحد هيوصله حقه ، بس يومين راحه كده وترجعو تكملو الشغل بأمر الله ، وأى طلبات انا تحت امركم وموجود فى الشركه فى اى وقت
رئيس العمال ويدعى أحمد :واحنا كلنا فى الخدمه يا بني ، وربنا يصلح الأحوال يارب
يوسف بجديه :تسلم يا حج ، أنا موجود فى الشركه ولم الطلبيه توصل هبلغك طبعا عشان الشغل يستمر
أحمد :ربنا معاك ويباركلك وسلملي على الولد قوله الريس احمد باعتلك السلام ، ربنا يكرمه
يوسف بابتسامه :يوصل طبعا ، إلا قولي يا حج أحمد المشروع دة قدامه قد ايه ويتسلم
أحمد :والله يابني العلم عند الباشمهندسه فرح انا معرفش امته بالظبط يخلص ولا يتسلم
كانت تتابع الحوار، وهو تعمد ان يتجاهلها تمام لتشعر بخطئها وتعتذر ، ولكن ظلت ترمقه بنظرات غير مفهومه .
ألقى نظره اخيره على المشروع ، ثم ارتدي نظارته الشمسيه وقبل ان يتوجهه إلى سيارته ، وقف على مقربه منها ونظر لها بجديه
-على فكره يا بشمهندسه انا المسئول عن الشركه وأى مشروع يخصها ، ولم تحتاجي تتكلمي معايا بادب مكتبي مفتوح ، احنا مش فى مدرسه تروحي تشتكي ، عندك كلام يبق معايا انا وبس وتاخدي اوامر الشغل مني انا ، وياريت ماتتكررش تاني ، وتركزي فى شغلك
استمعت إلى طريقته بالحديث بصمت ولكن داخلها بركان من الغضب .

استقل سيارته بعد ان رمقها بنظره غير مبالي بأمر وجودها ، وقاد سيارته وهو يبتسم بسعاده ، فقد حقق هدفه من تلك الزيارة ..
نظرت إلى ابتعاده وهى تزفر بغضب :شايف نفسه على ايه ، مستكبر يتكلم معايا ، ماكان قال من الاول سبب العطله إللى احنا فيها ايه
٠••••••••••••••••••
مر اليوم بسلام إلى أن حل المساء
استعدت حبيبه وارتدت ثوب فيروزي بسيط يعلو حجاب ابيض رقيق يتناسب مع لون الثوب وانتعلت صندل ذات سيور رفيعه بكعب متوسط ، ولم تضع ببشرتها شئ فهى لا تحب مستحضرات التجميل .
وجدت والدتها وزوجها فى انتظارها .
-انا جاهزه
ناديه بإعجاب بمظهر ابنتها :ما شاء الله ، الله اكبر زى القمر يا روح قلبي
ابتسمت بخجل :مين يشهد للعروسه
فاروق :يلا بقى عشان ابن عمك تحت ومستنينا نتحرك كلنا سوا
غادرو المنزل وتقابلت بابن عمها الاكبر ، ركضت اليه بفرحه .
ترجل حازم من سيارته ليضمها لصدره ويقبل جبينها :إزيك يا بيبو عامله ايه
حبيبه :انا كويسه ، فين انجى ولولي
حازم بابتسامه :انجى مش هتقدر تيجي عشان مليكه بتنام بدري ، هو انا مش كفايه ولا ايه
حبيبه :لا طبعا انت الخير والبركه يا ابيه
اقترب حازم من والدتها ليصافحها بكل حب واحترام وصافح زوجها أيضا .
-ممكن حبيبه بقى تركب معايا
ناديه :اكيد يا حبيبي ، سوق على مهلك
حازم بابتسامه :حاضر يا طنط ماتقلقيش
قاد سيارته واستقلت حبيبه المقعد المجاور له ، وخلفهم فاروق وزوجته بسيارته ..
•••••••••••••••••
داخل فيلا الانصاري
اجتمعت العائله ، تنتظر قدوم حبيبه وعائلتها ليرحب بهم الجميع ..
عندما صدع رنين جرس الباب ، فتحت لهم الخادمه على الفور .
ووقفت غاده وابنتها نادين لتستقبلهم بابتسامتها البشوش ..
اقتربت منها ناديه بحب ، تقبلها وتعطيها علبه من الشوكولا الفاخره .
وتم التعارف على الجميع …
جلست ناديه بجانب غاده ، واصطحبت نادين حبيبه لتتحدث معها بعيده عن الجميع ، وجلس حازم برفقه ياسين ومجد وادم ، أما فاروق فجلس يتحدث مع محمد والد ياسين بأمور عديده ..
٠•••••••••••••••••
شعر بالضيق بسبب عدم اختلائه بزوجته ولم يتاح له الفرصه إلا ان صافحها فقط أمام الجميع ، يريد ان يتحدث معها ، فقد أشتاق لسماع صوتها .

اما عن حبيبه جلست تتعرف على الصغار وهى تبتسم لهم بحب ، فقد شعرت بالحب والالفه داخل هذه العائله .
كانت تتابعها نادين بسعاده ، فشعرت بطيبه قلبها وبراءتها ونقاء روحها كما حدثها شقيقها عنها .
استاذنت نادين لتطمئن على تجهيزات العشاء ، وتركت حبيبه مع الصغار بغرفه مخصصه بالالعاب ..
ركض الصغار خلف والدتهم ، حاولت حبيبه الالحاق بهم
-زياد ، أياد ، استنو بس
٠•••••••••••••••••
تسمر مكانه وجحظت عيناه عندما اصطدم بها
-امسك بيدها وهو ينظر لها باعجاب :عنيكي حلوه أوي
جحظت عيناها بقوه وهى تنظر له بصدمه ..
••••

الفصل الثاني والثلاثون
عشقتكِ قبل رؤياكِ
بقلم /فاطمه الألفي

ابتعدت للخلف وهى تنظر له بصدمه ، افلت يده عنها وهو يتفحص وجهها بوقاحه ، وعلى ثغره ابتسامه ماكره .
-بصراحه مش عنيكي بس إللى حلوه ، كلك على بعضك كده جميله و عاوزه حد يقدر جمالك
ارسل إليها غمزه واكمل حديثه اللزج :حد شايفك صح ويعرف قيمه الجمال إللى معاه
ابتلعت ريقها بصعوبة ونظرت له بوعيد :ابعد عن وشي دلوقتي احسنلك
سيف بابتسامة :وان مابعدتش هتعملي ايه مثلا ، هتصوتي وتقوليلهم بتحرش بيكي ولا بتهجم عليكي مثلا
قهقه بصوت عالي ونظر لها بقوه :تفتكري حد هيصدقك وياحرام بقى هتبوظي الجلسه العائليه الجميله إللى تحت ، لا وكمان خدي عندك احساس ياسين بالعجز والنقص قدام جمالك إللى اصلا مش شايفه هههه
حبيبه بصرامه :أنت اصلا إللى ناقص انك تفكر تبص لمرات أبن عمك إللى بيعتبرك اخ ، بس انا واثقه ومتاكده من كرهك ليه وحقدك عليه ، بس انت ليه بتكرهه اوى كده ، عشان احسن منك وارجل منك ، راجل يعتمد عليه حتى لو كان فاقد بصره ، بس عنده بصيره انت للاسف ماتفهمش فى كده
تركته ينظر لها بغضب ورحلت من امامه ، هبطت الدرج بانفاس لاهثه .
كاد قلبها ان يقف من شده التوتر ..


دلف لغرفته بغضب وهو يركل بقدمه كل شيء يقابله ، اخرج من جيب بنطاله السم الابيض المختبئ داخل جيبه ، واستنشق محتوياته بانفعال .
وخرت قواه ارضا تاركا لجسده السقوط دون مقاومه ، وظل ينظر لسقف الغرفه بتوهان ، ضياع ، لا يعرف إلى أين سينتهى به مصيره …


كان يشعر بالاشتياق لها وقرر البحث عنها ، فاخبرته شقيقته أنها تركتها بغرفه الصغار .
تنحح ياسين وهويقف بجانب شقيقته :امال فين حبيبه
نادين بابتسامه :مع الولاد فى اوضه الالعاب بتلعب معاهم
ياسين باستغراب :على اساس أنها طفله ولا ايه
مسدت نادين برفق على كتفه :على اساس أنها كيوته ورقيقه وطيوبه وكمان حبوبه والولاد هيقطعو عليك ههههه
ابتسم ياسين بحب :طب الحق مراتي بقى قبل ما العفاريت يضايقوها
نادين بمكر :أيوة أيوة استغل انت الموقف لصالحك
هز رأسه باسي وسار فى طريقه لصعود إلى الدرج ، تفاجئ بها تهبط وهى تزفر أنفاسها بصعوبه .
عندما وجدته امامها ، كأنه طوق النجاه الذي سينجدها من هذا البغيض ، رغم ابعادها عنه ، إلا أنها مازالت تشعر بالخوف والقلق من نظراته .
امسك بيدها قبل ان تنزلق وحاوط خصرها بخوف :حبيبه مالك ، انتي كويسه
استردت أنفاسها بصعوبه وحاولت رسم القوه :انا كويسه ، بس اصل كنت بدور على زياد واياد
مازال محاوط خصرها وهو يبتسم لها باطمئنان :طيب اهدي وامشي براحه كنت هتقعي ، عارف ان الولاد اشقيه وجننوكي صح
ابتسمت بارتياح فى وجوده :لا خالص هم قمرات
تنهد بحب :عارفه انك واحشتيني
حبيبه بخجل :ازاى بقى وأنا هنا جنبك
ياسين بابتسامه :نفسي تفضلي جنبي العمر كله
قطعت حديثهم قدوم شقيقته وهي تضع يدها على كتف شقيقها :السفره جاهزه ، ممكن بعد الأكل تكملو رومانسيه عادي جدا
شعرت حبيبه بالخجل وابتعدت عن ياسين .
امسك بيدها يمنعها من الذهاب :افتكر من حقي امسك ايدك قدام كل الناس من غير خجل ، سار محتضن كفها الرقيق بيده الي غرفه الطعام ، وجلست بجانبه بالمقعد المجاور وجلس الجميع حول مائده الطعام ، يتناولون فى جو عائلي لا يخلو من السعاده والمرح والمشاكسات بين الاصدقاء …
٠•••••••••••••••••،
ذهب يوسف إلى موقع المشروع لاجل الاطمئنان على وصول المواد التى يحتاج إليها الموقع لإكمال البناء ..
وعاد العمل بالمشروع مره اخرى .
وقف ينتظرها لتعتذر منه ولكن من الواضح أنها ذات عناد وقوه شخصيه .لا تعتذر بسهوله ، فقرر أن يتلاشها بالعمل ، ولكن اراد ان يراقب كل تصرفاتها مع العمال .
تفاجئ بكونها تتحدث مع الجميع بكل احترام ولا تعطي اوامر ولا تنفعل او تصرخ بهم ، بلا كانت تتعامل مع اقل عامل بالموقع وكأنه شخص يقربها ، استغرب معاملتها للجميع بود واحترام ولكن هو لماذا تعامله بكل عجرفه وانفعال ..
استشعر من خلالها أنها ليست مغروره على الاطلاق ولكن مازالت شخصيتها الحقيقيه غير واضحه .
***
بعد مرور اسبوع اخر
حاولت حبيبه نسيان ماحدث من سيف وظلت بجانب صديقتها لتجهيز عرسها ..

وعادت نادين وزوجها واولادها الى لندن مره اخرى بسبب عمل زوجها ..
٠•••••••••••••••••••
كان يعلم بانشغالها بزفاف صديقتها المقربه ، انتظرها ان تنتهى من تلك الزفاف ليحدد معها موعد زفافهم ايضا ، فهو يريدها ان تظل جانبه ولا تبتعد عنه .


كانت برفقتها داخل احدى بيوت التجميل .
فاليوم هو.يوم زفاف صديقتها ورفيقه عمرها ..
انتهت من لمساتها الاخيره ، كانت تتانق بثوبها الابيض اللامع ، بحجابها البسيط الذي يعكس مدا جمالها ، ضمتها صديقتها بفرحه وهى تبكي بصمت ، تبكي فرحا من اجلها ، تتمنى لها السعاده بحياتها الزوجيه التى تقدم عليها ..
تعانقو بقوه وهى ترسم الفرحه على محياها وتخبئ دموعها ، تخشي ان تفسد فرحتها بذلك اليوم .
ابتعدت حبيبه عنها وهى تخفي دموعها :هاتصل بعمار ابلغه انك جاهزه
ريم بتوتر :تعرفي كنت متحمسه اوى لليوم ده ، بس انهارده بقى خايفه ومتوتره وقلبي مقبوض
حبيبه بجديه :كل ده طبيعي ، تلاقيكي بس قلقانه عشان هتسيبي هدهد
ريم بحزن :فعلا مش متخيله حياتي من غيرها
حبيبه بابتسامه :ربنا يخليكم لبعض يا قلبي
ريم بتنهيده :بس عمار وعدني ان هيحاول مع ماما تيجى تعيش معانا ، مبسوطه اوى عمار بيحب ماما ، بجد حنين اووى وبيحبني اووى
ضمتها حبيبه بحب:ربنا يسعدكم ، ويخليكي ليا يا احلى واحن أخت ربنا كرمني بيها فى حياتي ..


تم عقد قران عمار وريم بقاعه اسلاميه .
.اصطحبها عم حبيبه ، عبدالرحمن لكى يسلمها إلى زوجها .
ابتسم عمار لها بحب واقترب منها يقبل جبينها :مبروك يا قلب عمار
ابتسمت ريم بسعاده كانت تود احتضانه ولكن خجلت بسبب العيون المترصده لهم .
اقتربت حبيبه وهى تضع يدها بيد ياسين لتحتضن صديقتها وتبارك لها فرحتها .
وايضا صافح ياسين عمار وقبله وهو يبارك له فرحته :الف مبروك يا عمار
عمار بابتسامه :الله يبارك فيك عبقالكم
وضع ياسين يده تحتضن ذراع حبيبه :ان شاء الله قريب اوى هنحصلكم

انتهى الزفاف البسيط وتوجهو العروسان إلى عشهم الخاص ..
٠••••••••••••••
تردد قليلا قبل ان يخبرها بما ينوى عليه فعله .
شعرت هى بانه يريد التحدث
-عاوز تقول حاجه ومتردد ليه ، قول علطول
ياسين بابتسامة :هو انا مفضوح اوى كده
حبيبه بضحكه رقيقه :أنت كتاب مفتوح بالنسبالي
ياسين بحب :يعنى مش هعرف اخبي عنك حاجه بعد كده
حبيبه:بالظبط ، قولي في ايه
ياسين بجديه :نفسي اشوفك اوى ، نفسي المسك عشان اعرف زى مارسمتك بخيالي وقلبي ولا لاء
تعرفي ان رفضت اى حد يوصفك ، عاوز اشوفك انا واحسك بنفسي
حبيبه بابتسامه :مش يمكن لم تشوفني تندم وتغير رأيك ، يمكن اطلع غير الصوره إللى فى خيالك
ياسين بنفي :عمري مااندم على اختيارك ولا وجودك فى حياتي
امسكت بكف يده ووضعتها على وجهها :شوف كده هتعرف تحدد ملامحي
ابتسم بحب وهو يلامس وجهها بانامل يده ويحاول تميز ملامحها ليحفرها داخل قلبه وعقله معا .

ياسين مازال مبتسم لملامح وجهها البرئ :عينك فيها من عيني
نظرت له بغرابة ونزعت له النظاره السوداء التى تخفي جمال عيناه ولونها الجذاب
-كده احسن بلاش تخبيها
ياسين بجديه :بس ماكنتش اعرف انك قصيره اوى
حبيبه بصدمه :لا خالص مش قصيره
ضمها لصدره بحنان ومسد على حجابها برقه :لا قصيره ومكانك هنا جنب قلبي
ابتعدت عنه بخجل وتهربت من يده المحاطه بها
-عيونك لون السما الصافيه ، لكن عيوني لون السحاب والغيوم ههههه
استغرب تشبيهها ولكن علم أنها تحمل عينان باللون الرمادي ، وهذه حقا درجه قريبه من لون عيناه
ابتسم بتنهيده :يعنى فعلا عنيكي من عنيه زى ماقولت
حبيبه عندك استعداد نتجوز بعد مناقشتك الماجيستير
صمتت قليلا وهى تتذكر انها سوف تناقش الرساله خلال شهر من الآن ومازال صاحب تجربه الرساله كفيف لم يتعافي بعد ، تنهدت بحيره وتذكرت أيضا وجود سيف

-على فكره انا كمان بحس بيكي من قبل ماتتكلمي
حبيبه بتردد :هنتجوز فين
ياسين بجديه :هتختاري بنفسك التجهيزات ،وانا واثق فى زؤقك ، عندك اي اعتراض على وجودنا فى الفيلا
لا تعلم بماذا تجيبه ، فهى حقا خائفه بوجودها بمكان واحد مع ذلك الحقير ، ولا تود الإفصاح عن ذلك ، ولا تريد ابعاده عن عائلته فهى حقا بموقف لا تحسد عليه ..
***•••
شعر بانها متردده فى اتخاذ القرار لذلك طلب منها التفكير والترؤي وسوف ينفذ ما تطلبه ولكن داخله شعور بانها تخفي عنه شيئا ، تركها إلى أن تتحدث معه دون قيود ، وعدها بأن يتفهم موقفها اينما كان ..
٠••••••••••••••••
عاد من عمله بوقت متاخر
انتظره شقيقه ليطمئن عليه ، فهو يعلم بانه يمر بفتره عصيبه ومازال يدفن حزنه داخله ، ولا يتحدث عن ما مضى ..
تنهد حازم بارتياح عندما وجده عائد من الخارج وهو بكامل وعيه ، فقد امتنع عن الشرب ولم يعد بحاجته .
استغرب يوسف وجود حازم مستيقظا
-حازم انت ايه مصحيك لحد دلوقتي
حازم بجديه :قلقت عليك مستنيك
يوسف بتنهيده :كنت بطمن على المخازن عشان اشيك على كل حاجه بنفسي وراجع بقى فصلان عاوز بس استلم السرير
حازم بتردد :عرفت ان جلسه النطق بالحكم النهائي كانت انهارده
تسمر يوسف مكانه وتنهد بضيق :مااعرفش ولا عاوز اعرف
هم بصعود الدرج ولكن استوقفه حديث شقيقه
-القضيه اتحسمت قتل خطأ واخد 15سنه اشغال شاقه
اغمض عيناه بحزن واكمل صعود الدرج ، توجهه إلى غرفته
لم يستطيع أن يبدل ثيابه ، القى بجسده بالفراش وهو ينفض اى فكره تاتي بذاكرته الآن ، فقرر نسيان الماضي ولم يعود إلى نقطه الرجوع مره اخرى ..
لا تبكي على حبيب خان وباع بلا ثمن
لا تندم على تغيرات الحياه
لا تبكي على غدر صديق
كنت وافيا له بيوم من الايام
اشكر الظروف التى اوضحت لك
غدر الرفيق وخيانه الحبيب
•••••

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top