الفصل 300
كان كيلفن يقف بجانب السرير، يراقب سيده بعين القلق. قطرات العرق كانت تتلألأ على جبين إيثان، يده تمسحها ببطء، وملامحه مشدودة كقوس على وشك الانطلاق. لم يكن في مظهره سوى الإنذار، وكأن شيئًا ثقيلاً يجثم على صدره.
في الليلة الماضية، لم يتمكن من النوم إلا بعد أن تناول حبة منومة، لكنها لم تجلب له سوى هدوء هشّ، مصحوبًا بالهذيان. كان يتحدث أثناء نومه طوال الليل، وكلماته مبعثرة، لكنها مشبعة بالقلق.
اقترب كيلفن خطوة وسأله بصوت منخفض:
“السيد ميلر… هل رأيت كابوسًا؟”
فتح إيثان عينيه ببطء، وصوته أجش من أثر النوم:
“لدي شعور سيئ، كيلفن… سيئ جدًا.”
حاول كيلفن أن يخفف التوتر:
“ربما هو الضغط… لقد مررت بالكثير مؤخرًا”
لكن إيثان قاطعه ببرود حاد:
“شددوا التفتيش على جميع المداخل. أخشى أن ليف… قد تحاول مغادرة ألدينفاين.”
رفع كيلفن حاجبيه بدهشة:
“مغادرة؟ لكن السيد فوردهام ما زال مفقودًا، وهو الشخص الوحيد الذي تهتم به السيدة ميلر. لماذا سترحل الآن؟”
أجابه إيثان وهو يحدق في نقطة بعيدة:
“كان هناك أربعة أطراف تحاول اختطاف جيف في ذلك اليوم. هل تعتقد أن رجالها كانوا بينهم؟”
هز كيلفن رأسه بتردد:
“لا أظن أن هذا محتمل. هي لا تملك اتصالات توظف من خلالها مرتزقة بهذا المستوى.”
اشتدت نظرة إيثان وقال بحدة:
“لم تكن هناك، كيلفن، ولم ترَ كيف كانوا ېقتلون الناس بدم بارد.”
جلس مستندًا إلى لوح الرأس، ملامحه أصبحت أكثر جمودًا.
“إذا كانت لا تزال في ألدينفاين، فلماذا لم نجدها حتى الآن؟”
توقف كيلفن لحظة قبل أن يسأل:
“هل تعتقد أن لديها مساعدًا؟”
“هذا وارد.” قالها إيثان وهو يسحب الغطاء جانبًا وينهض من السرير بخطوات ثقيلة، متوجهًا نحو الحمام.
وفي داخله، كان السؤال الذي يطارده واحدًا: أين أنتِ يا أوليفيا؟
لقد بحث عنها في كل مكان، لكن لا أثر.
في هذه الأيام، الدفع الإلكتروني يترك أثرًا، لكن لم تكن هناك أي عملية شراء باسمها. لم تحمل نقودًا معها عند مغادرتها، فكيف تمكنت من البقاء؟ كان واثقًا أن شخصًا ما يدعمها. لكن من؟
في تلك اللحظة، في مكان آخر من المدينة، كانت إيفرلي تدندن بصوت خفيف، وعلامات الرضا مرتسمة على وجهها. حتى مديرها المعروف بجشعه لم يتعامل معها بقسۏة ذلك الصباح. فكرت بشيء واحد: الطعام.
“لقد مضى زمن طويل منذ تناولت وجبة لذيذة… ماذا سأأكل اليوم؟”
سمعت عن مطعم شواء جديد على بعد بضعة شوارع، وتخيلت رائحة اللحم وهي تتصاعد من فوق الفحم الساخن. لحست شفتيها دون وعي وهي تمشي بخطوات أسرع.
لكن عند انعطافها عند الزاوية، تجمدت في مكانها.
إيثان.
لم تكن تتوقع أن تراه هنا، وليس بهذا الشكل. بدت عيناه كجمر مشتعل، ووجهه مرهق لكنه مصمم. حاولت التراجع ببطء وهي تدعو أن لا يراها، لكن فجأة شعرت بشد خفيف على رقبتها.
كان يمسك بوشاحها.
التقت عيناه بعينيها مباشرة، وبصوت لا يقبل الرفض قال:
“هيا، نتحدث.”
كانت تتمنى لو تستطيع الرد بسخرية أو أن تتركه وتغادر، لكنها لم تجرؤ على استفزازه. كان في ملامحه شيء غريب هذه المرة. قبل ذلك، كان دائمًا يلتقيها بهالة رجل الأعمال المتعجرف الذي يرى الناس من علٍ، أما الآن، فبدا كرجل أنهكته الوحدة، رجل فقد زوجته وما زال يطارد ظلها.
جلستا بعد دقائق على طاولة في المطعم، تمامًا كما في آخر مرة التقيا فيها. ساقاها ترتجفان تحت الطاولة من خليط بين القلق والتوتر، لكنها أخفت ذلك بابتسامة مترددة.
ناولها قائمة الطعام ببرود، لكن فيه لمحة من السخاء:
“الأمر عليّ. اختاري ما تشائين.”
لمعت عيناها. شعارها كان دائمًا: “لا طعام، لا حياة”، وهذه فرصة نادرة – إيثان ميلر يدفع!
أشارت إلى قائمتين قائلة بحماس:
“أريد هذا… وهذا.”
ابتسم ابتسامة باهتة وقال:
“لا داعي لكبح نفسك.”
وهنا، رفعت حاجبها وأعادت القائمة له وهي تقول:
“في الواقع… أريد كل شيء عدا هذين الطبقين.”
توقف لثوانٍ وهو يحدق فيها بلا تعليق، بينما كانت تبتسم ابتسامة عريضة، وكأنها تعلن انتصارًا صغيرًا:
“آسفة يا سيد ميلر، لم أتعلم المجاملة أبدًا.”
أشار بيده للنادل:
“أحضر كل ما طلبته.”
وفي ذهنها، كان التفكير مختلفًا:
“يا للخسارة أن أوليفيا لم تستغل هذا الرجل قبل الطلاق. إنه يسبح في بحر من المال! لو كنت مكانها، لبعته كل ممتلكاته قبل أن أرحل.”
ثم نظرت إليه مباشرة وقالت بلهجة تحمل بعض المرح وبعض الحذر:
“سيد ميلر، لا أعتقد أنك جئت لتشتري لي طعامًا من باب الكرم… صحيح؟”
رد عليها ببرود شديد:
“هل قابلت ليف؟”
نرجو اكمال الرواية قريبا فضلا وليس امرا عودتي للعمل قريبا
كملوووو
هل هناك تكملة الليلة ؟
كملوووووو
التكملة !!!ويييين
عود ليش متكملوون تنزلون غير شي غير واحد يكمل يلا ينزل غير شي
التكملة ؟؟؟؟!!!!!